الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية
شارك عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة التربية والتعليم العالي واللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم أ.د علي زيدان أبو زهري، في أعمال الاجتماع نصف السنوي لمجلس اتحاد مجالس البحث العلمي العربية، الذي عُقد افتراضياً عبر تقنية “زووم” برئاسة جمهورية العراق الشقيقة، بصفتها رئيس الدورة السادسة والأربعين للمجلس.
وخلال كلمته، استعرض أبو زهري الأثر الكارثي للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، مؤكدًا أن ما تتعرض له مؤسسات التعليم العالي يمثل إبادة ممنهجة لمنظومة البحث العلمي، حيث أُعلنت كافة الجامعات في القطاع مناطق مدمرة بالكامل، وتوقفت عن العمل منذ بداية الحرب، ما أدى إلى حرمان نحو 90 ألف طالب جامعي من مواصلة تعليمهم، وتدمير المختبرات والمباني الأكاديمية وتهجير الكوادر التدريسية والطلبة قسرًا، وارتقاء عدد كبير من الشهداء والجرحى في صفوفهم.
ونوّه أبو زهري إلى ما أكدته تقارير دولية، من بينها تقرير مفوضية الأمم المتحدة المستقلة الصادر في 10 حزيران/يونيو 2025، والذي وثّق تدمير أكثر من 90% من مباني المدارس والجامعات في غزة، بالإضافة إلى أكثر من نصف المواقع الثقافية والدينية، معتبرًا ذلك جزءًا من حملة "إبادة" ممنهجة تستهدف الوجود الفلسطيني بكل مكوناته، بما في ذلك الثقافة والعلم.
وأوضح أن هذه الانتهاكات تشكّل خرقًا فاضحًا للقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، التي تصنف استهداف المنشآت التعليمية والأكاديمية كجرائم حرب. كما حذر من الآثار الممتدة لهذا التدمير، على مستقبل البحث العلمي والتعليم العالي، في ظل غياب البنية التحتية، وانعدام الموارد، والانقطاعات المتكررة للكهرباء والاتصالات، والظروف المعيشية القاسية.
وفي ختام كلمته، دعا أ.د. أبو زهري إلى تحرك عربي عاجل لدعم الجامعات الفلسطينية المتضررة، من خلال إنشاء صندوق طوارئ علمي، وتوفير منح عاجلة للطلبة والباحثين، وتعزيز الشراكات البحثية البديلة، وتوثيق الانتهاكات ضد القطاع الأكاديمي ضمن المحافل الدولية.
ويناقش الاجتماع عدداً من القضايا المدرجة على جدول الأعمال، أبرزها متابعة تنفيذ الأنشطة والبرامج العلمية، وتعزيز مبادرات التحالفات العربية للبحث العلمي والابتكار، إلى جانب بحث تطور الروابط العلمية المتخصصة، وعلاقة الاتحاد بمنظومة العمل العربي المشترك، والجوائز العلمية، إضافة إلى التقارير المالية والإدارية.
كما تم خلال الاجتماع الإعلان عن انضمام مجموعة من الباحثين الأعضاء الجدد من عدة دول عربية، بما فيها فلسطين، في خطوة تعكس أهمية توسيع قاعدة المشاركة العربية في مجال البحث العلمي.