2025-07-15 الساعة: 03:07:50 (بتوقيت القدس الشريف)

الرئاسية العليا: استهداف الطيبة يكشف سياسة ممنهجة ضد شعبنا ويستدعي تدخلاً دولياً فورياً

الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية

في ظل التصعيد الخطير الذي تشهده بلدة الطيبة شرق رام الله، شاركت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين اليوم في وقفة تضامنية نُظمت رفضا للاعتداءات المتكررة التي تطال المسيحيين في البلدة ومقدساتهم، ولإيصال رسالة واضحة إلى العالم بأن استهداف الوجود المسيحي في فلسطين لم يعد مجرد تجاوز، بل أصبح سياسة ممنهجة تتطلب مواجهة جادة من المجتمع الدولي.

وتؤكد اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين أن مشاركتها تأتي انطلاقاً من التزامها الراسخ بالدفاع عن الوجود المسيحي الأصيل في الأرض المقدسة، ومساندة صمود أبناء شعبنا في وجه سياسة الاستهداف والتطهير الممنهج. وتشدد اللجنة على أن هذه الاعتداءات تمثل خرقاً صارخاً للقانون الدولي وللاتفاقيات التي تكفل حماية دور العبادة وحرية الدين. وإزاء ذلك، تدعو اللجنة المجتمع الدولي، وكنائس العالم قاطبةً، إلى التحرّك الفوري والضغط على الحكومات لاتخاذ إجراءات حقيقية تضمن وقف هذه الانتهاكات وضمان حرية العبادة وحماية التنوّع الروحي والإنساني في الارض المقدسة.

وجمع المؤتمر الذي عُقد تحت عنوان: “تعالوا وانظروا” كوكبة من الشخصيات الدينية والسياسية البارزة، تقدّمهم غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين والأردن للروم الأرثوذكس، إلى جانب غبطة بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، وعدد من المطارنة والكهنة وسفراء الدول وقناصلها وممثلي وسائل الإعلام الدولية. كما شهد المؤتمر حضوراً واسعاً لأهالي البلدة، إلى جانب وفد من اللجنة الرئاسية العليا برئاسة م. موسى حديد وعضوية د. عمر عوض الله، يوسف بركات، جهاد خير، قائم بأعمال مدير عام اللجنة هديل مشرقي، ومدير دائرة العلاقات العامة والإعلام رائد حنانيا.

افتُتح المؤتمر بكلمة الأب بشار فواضلة، راعي كنيسة المسيح الفادي في الطيبة، حيث تحدث عن معاناة أبناء البلدة في مواجهة الاعتداءات المنظمة من قبل مجموعات المستوطنين، التي طالت المقدسات المسيحية وممتلكات المواطنين، مشيرا إلى أن ما يعانيه المسيحيون هو امتداد لمعاناة الشعب الفلسطيني عامة، ومؤكدا أن المسيحيين في فلسطين ليسوا عابرين في هذه الأرض، بل هم مكوّن أصيل ومتجذر فيها منذ آلاف السنين.

من جهته، ألقى غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث بيانا صادرا عن بطاركة ورؤساء كنائس القدس، أدان فيه الاعتداءات الإسرائيلية على بلدة الطيبة، وأكد أهمية صون الوجود المسيحي في الأراضي المقدسة، واستمرار الجهود الكنسية المشتركة لحماية هذا الوجود في ظل ما يتعرض له من تهديدات ممنهجة.
وأضاف: “ما حدث في 7 تموز هو تهديد مباشر لتراثنا الديني والإنساني، ونرفض بشدة هذه الرسائل التي تسعى إلى الإقصاء، ونؤكد التزامنا بأرض مقدسة تعيش فيها الديانات المختلفة بسلام وكرامة.”

كما أشار البيان إلى أن “الكنيسة كانت حاضرة بأمانة في هذه المنطقة لما يقرب من 2000 عام، ولن نسمح لهذا الوجود أن يُمحى”، مضيفا: “حتى في أوقات الحرب، يجب حماية الأماكن المقدسة”. كما وجه البيان نداءً إلى العالم: “نناشد الدبلوماسيين والسياسيين والمسؤولين الكنسيين حول العالم أن يرفعوا صوتهم دفاعا عن مجتمعنا المسكوني في الطيبة، كي يتمكن من العيش بسلام، وحرية عبادة، وزراعة أرضه دون تهديد.”

وفي بيان من جلالة الملك عبد الله الثاني، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، تسلمه غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، أعرب فيه عن تضامن الأردن الكامل مع أهالي الطيبة، ورفضه المطلق للاعتداءات الهمجية التي طالت كنيسة الخضر والمقبرة المسيحية التاريخية في الطيبة. واعتبر أن فداحة اعتداءات المستوطنين وترويعهم اليومي للفلسطينيين وعدوانهم الممنهج ضد عشرات القرى والمدن والمخيمات في الأراضي الفلسطينية المحتلة يتطلب موقفاً دولياً حازماً لوقف هذه الهجمات، خاصة الإبادة الجماعية بحق الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين في قطاع غزة.

شهد المؤتمر أيضا مداخلات لبعض الصحفيين، قبل أن ينتقل المشاركون إلى كنيسة الخضر الأثرية، حيث أُقيم قداس خاص، ورفعت الصلوات من أجل حماية الطيبة وسكانها، وسائر المناطق الفلسطينية التي تتعرض لاعتداءات مماثلة.

كما قام الوفد بجولة ميدانية في المناطق التي تعرضت للاعتداءات والحرائق الأخيرة، واستمعوا خلال المسير إلى شهادات حيّة من أبناء البلدة، ممن عايشوا الهجمات والانتهاكات من قبل المستوطنين.