الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية
في إطار رؤيتها الاستراتيجية وجهودها المتواصلة لتعزيز الحضور السياسي والإعلامي لقضية اللاجئين الفلسطينيين، نظّمت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، لقاءً سياسيًا إعلاميًا خاصًا في مقر المنظمة بمدينة رام الله، بحضور رئيس الدائرة د. أحمد أبو هولي، وبمشاركة نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، ووكيل الدائرة والمدراء العامين في دائرة شؤون اللاجئين، ونخبة من الصحفيين الفلسطينيين والمهتمين بشؤون اللاجئين.
وخلال اللقاء، قدّم د. أحمد أبو هولي عرضاً شاملاً حول التطورات المتسارعة التي تواجه المخيمات الفلسطينية، سواء في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية ممنهجة، أو في الضفة الغربية حيث تتواصل عمليات الاقتحام والتدمير في المخيمات وخصوصا جنين وطولكرم ونور شمس والفارعة، مشدداً على أن تدمير المخيمات هو استهداف مباشر للشاهد الحي على النكبة، ومحاولة لطمس الذاكرة الوطنية وشرعنة التهجير القسري الذي وقع عام 1948.
واكد على الموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي يرفض رفضا قاطعا اي مخططات او افكار من شانها تغير هوية المخيم وشطبه، وان ايواء ومن ثمة اعادة النازحين إلى بيوتهم واعمار المخيمات واعادة الحياة تمثل الاولويات الحقيقية وطنيا واخلاقيا وسياسيا.
وحذر د، ابو هولي من كل ما يحاك لدفع الناس للهجرة القسرية الى خارج فلسطين، حيث تستخدم في هذا السياق ادوات الابادة وبكثافة وعلى راسها القتل والتدمير والتجويع والتعطيش وتجميع النازحين في معسكرات واستخدام ادوات توزيع الطعام الاسرائيلية كمصائد للموت والاذلال والمساس بالكرامة الإنسانية.
وتطرّق إلى ما وصفه بالمخطط المتكامل الذي يستهدف وكالة الأونروا سياسياً وقانونياً وإنسانياً، من خلال محاولات إنهاء وجودها، وسنّ قوانين تمنع عملها في القدس، وتجفيف موارد تمويلها بشكل ممنهج. وأكد أن منظمة التحرير الفلسطينية، من خلال دائرة شؤون اللاجئين، ترفض بشكل قاطع أن تكون بديلاً عن الأونروا، وتتمسك بتفويضها القائم على القرار 302، حتى يتم التوصل إلى حل عادل وشامل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار 194.
وأوضح أبو هولي أن هناك جهوداً حثيثة تُبذل على المستوى السياسي العربي والدولي، لحشد الدعم لتجديد تفويض الأونروا، الذي ينتهي في حزيران من العام القادم، كاشفًا أن اجتماعًا عربيًا سيُعقد في القاهرة يوم 20 تموز الجاري للمشرفين على شؤون اللاجئين في الدول المضيفة، وذلك بهدف توحيد الجهود وتنسيق خطة تحرك عربي لدعم الوكالة سياسيًا وماليًا وبشكل مستدام.
وشهد اللقاء نقاشاً مفتوحاً بين رئيس دائرة شؤون اللاجئين والصحفيين المشاركين، تناولت أبرز التحديات التي تواجه قضية اللاجئين في ظل العدوان المستمر، وأهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام الفلسطيني في نقل السردية الفلسطينية وكشف جرائم الاحتلال بحق المخيمات واللاجئين. وأكد أبو هولي خلال النقاش أهمية تعزيز التواصل مع الإعلام الفلسطيني، وخصوصًا العربي والدولي، من خلال بناء شراكة حقيقية مع الصحفيين الفلسطينيين الذين يعملون داخل هذه المؤسسات، مشيرًا إلى أن الرواية الوطنية بحاجة إلى أدوات إعلامية فاعلة وموحّدة للدفاع عن حق العودة، وفضح مشاريع التهجير والوطن البديل.
وأكد رئيس الدائرة على أهمية أن يكون الصحفي الفلسطيني شريكًا حقيقيًا في رقابة وتوجيه عمل الدائرة، من منطلق المسؤولية الوطنية والإعلامية، مشددًا على أن دائرة شؤون اللاجئين ترحب بالنقد المهني البنّاء، وتؤمن أن قضية اللاجئين هي قضية وطنية جامعة تتجاوز الانقسامات، وتتطلب وحدة الصف الفلسطيني، وموقفًا إعلاميًا موحّدًا يرتقي إلى حجم التحديات والمخاطر المحدقة.
من جهته، أكد نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر أن الإعلام الفلسطيني، رغم الاستهداف المباشر الذي يتعرض له من الاحتلال، يواصل القيام بدوره في الدفاع عن قضايا شعبنا، وعلى رأسها قضية اللاجئين التي تمثّل جوهر الصراع، مشيرًا إلى أن المخيمات الفلسطينية ليست فقط بؤرًا سكنية، بل عناوين سياسية ورموز وطنية ترفض النسيان والطمس.
ودعا أبو بكر إلى تعزيز العلاقة بين دائرة شؤون اللاجئين والجسم الصحفي الفلسطيني، من خلال شراكة عمل حقيقية تقوم على تبادل المعلومات والانفتاح على الإعلام، مشددًا على أن المعركة اليوم لم تعد فقط بالسلاح، بل أيضًا بالكلمة والصورة والموقف، وأن الإعلام قادر على قلب موازين السردية الدولية إذا ما جرى دعمه وتمكينه وفتح الأبواب أمامه.
وأكّد الصحفيون والمشاركون في اللقاء استعدادهم التام لتعزيز التعاون مع دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، في كل ما من شأنه أن يخدم قضية اللاجئين كلٌّ من موقعه وبما ينسجم مع مسؤولياته الوطنية والمهنية، انطلاقًا من الإيمان الراسخ بأن قضية اللاجئين تمثّل جوهر المشروع الوطني الفلسطيني. وشدّدوا على أهمية بناء شراكة استراتيجية دائمة مع الدائرة، تقوم على الانفتاح والتنسيق المشترك، بما يضمن توحيد الجهود الإعلامية والسياسية لمواجهة التحديات الراهنة. كما أبدوا انفتاحهم على عقد لقاءات دورية ومواصلة الحوار والتشاور في كل ما من شأنه خدمة قضية اللاجئين، وحمايتها من محاولات التهميش والتصفية.
واختتم اللقاء بالتأكيد على أن الحفاظ على المخيمات كهوية وطنية ومكان سياسي يجب أن يترافق مع تحسين الظروف المعيشية للاجئين، وتجديد أدوات النضال السياسي والإعلامي من أجل حماية الأونروا، والدفاع عن حقوق اللاجئين، والعمل المشترك بين المؤسسات الوطنية والإعلامية لإبقاء قضية اللاجئين حية في وجدان العالم.