2025-06-28 الساعة: 06:43:09 (بتوقيت القدس الشريف)

خلال ندوة سياسية حوارية نظمتها جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في طولكرم بمناسبة الذكرى الـ14 لرحيل الرفيق القائد الدكتور سمير غوشة:

الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية

د. مجدلاني يؤكد أهمية توحيد الموقف الفلسطيني في مواجهة التحديات التي تواجه قضية شعبنا

طولكرم: أكد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني د. أحمد مجدلاني على ضرورة تصليب الأوضاع الداخلية الفلسطينية، بما يعزز من صمود أبناء شعبنا، لمواجهة كافة التحديات في هذا الظرف الدقيق الذي تمر بها القضية الفلسطينية،  في ظل انسداد أفق العملية السياسية وخطط الاحتلال الهادفة لما تسميه حسم الصراع، وتصاعد اجراءاتها أحادية الجانب التي تستهدف الأراضي الفلسطينية.


وجاء خلال الندوة السياسية الحوارية، التي نظمتها جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في محافظة طولكرم، اليوم في قاعة الغرفة التجارية الصناعية في المدينة، بمناسبة الذكرى الرابعة عشر لرحيل القائد المؤسس الدكتور سمير غوشة، حيث حمل اللقاء شعار (التحديات التي تواجه شعبنا وقضيتنا وسبل وآليات مواجهتها) والتي نظمت بحضور مسير أعمال محافظة طولكرم مصطفى طقاطقة، ورئيس الغرفة التجارية منير الدحلة، وقادة وممثلو القوى السياسية والفعاليات الرسمية والشعبية وعدد من الشخصيات الوطنية والمجتمعية، الى جانب عدد واسع من كوادر وأعضاء الجبهة والقوى، وأدار اللقاء عضو المكتب السياسي للجبهة محمـد علوش.


وقال د. مجدلاني : نحيي ذكرى رحيل مؤسس وقائد مسيرة الجبهة، الذي غرس فينا قيم ومبادئ النضال، وبنى الجبهة على أسس ديمقراطية وتنظيمية وطنية لتكون في طليعة الحركة الوطنية الفلسطينية، مناضلة من أجل حقوق شعبنا وقراره الوطني المستقل، ومن أجل العدالة الاجتماعية والمساواة.


وأضاف : نستذكر اليوم ذكرى الراحل الكبير بكل المحطات ودوره القومي والوطني الكبير، كأحد رموز الحركة الوطنية والديمقراطية التقدمية الفلسطينية الذي تمسك بالثوابت الوطنية، وظل على الدوام متمسكاً بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً لشعبنا في كافة أماكن تواجده، وبالقرار الوطني المستقل، لم يرضخ للتبعية ولا الوصاية، وتحمل المسؤولية التاريخية والوطنية مبكراً عندما قاد التيار الوطني في حركة القوميين العرب باتجاه قيام تنظيم مستقل يعنى بالقضية الفلسطينية وهو ما مثلته جبهة النضال الشعبي الفلسطيني على مدار 56 عاماً من النضال.


وأكد أننا في الذكرى السنوية الرابعة عشر لرحيل القائد المؤسس د. سمير غوشة سنبقى أوفياء لهذه المسيرة على درب النضال والتحرر الوطني والديمقراطي، وعلى ذات العهد وعلى ذات الأسس التي رسمها القائد المؤسس ورفاقه قادة ومؤسسو الجبهة، لتبقى عنواناً لكل الوطنيين والديمقراطيين، وعنواناً لصمود ونضال شعبنا في مواجهة الاحتلال وسياساته العدوانية .


وشدد د. مجدلاني على أهمية مجابهة كافة التحديات التي تواجه شعبنا وقضيتنا الوطنية، مؤكداً أنه لا أمن ولا سلام ولا استقرار في المنطقة دون حل القضية الفلسطينية وتقرير المصير للشعب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، فكافة اتفاقيات التطبيع مع دولة الاحتلال لن تحقق أي استقرار في المنطقة، بل تمثل تطبيعاً مجانياً يكافئ الاحتلال، مما يتطلب تعزيز وحدتنا الوطنية البرنامجية في مواجهة هذه الاتفاقيات.
ودعا د. مجدلاني المجتمع الدولي إلى محاسبة دولة الاحتلال على جرائمها بحق شعبنا، والكف عن التعامل معها كدولة فوق القانون والكيل بمكيالين ومعايير مزدوجة تجاه قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وبخاصة في ظل جنوح المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين المتطرف والعنصرية والفاشية الجديدة.


وأكد د. مجدلاني على أهمية وحدة الموقف العربي، ووقف مسلسل التطبيع باعتباره خروجاً عن الاجماع العربي ويشكل طعنة في خاصرة القضية الفلسطينية، داعياً لتشكيل جبهة عربية لمواجهة التطبيع وإعادة الاعتبار لدور ومكانة جامعة الدول العربية باعتبارها حاضنة للمشروع القومي العربي في مواجهة التسلط والهيمنة.


وتطرق د. مجدلاني للمتغيرات على الساحة الدولية وما تشهده من صعود للصين وروسيا الاتحادية، وكذلك التكتلات العالمية ومنها مجموعة (البريكس) التي بدأت تشهد حالة من الصعود الدولي، الأمر الذي سيكون لها التأثير على الساحة الدولية، والتسريع بالانتقال من نظام أحادي القطبية إلى نظام دولي متعدد الأقطاب، مما يتطلب من دولة فلسطين الاستعداد لتعزيز مكانتها القانونية والدولية بأوسع علاقات مع تلك التكتلات، وحثها على دعم القضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية. 


وقال د. مجدلاني، أنه لا يمكننا التعويل على الإدارة الأمريكية، ولا نحمل أي رهان على أن هذه الإدارة يمكن أن تمارس أي ضغط من أي نوع كان على حكومة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن الإدارة الأمريكية مازالت شريكة لحكومة الاحتلال رغم التباين في المواقف تجاه الوضع الداخلي الإسرائيلي وليس تجاه عملية السلام، لافتاً إلى أن الإدارة الأمريكية لها مصلحة في إنقاذ إسرائيل لأنها ستواجه إشكالية داخل المجتمع الأمريكي ومؤسساته الدستورية المختلفة حال لم تقم بذلك، وإدارة بايدن تسعى دائماً لتوفير الغطاء السياسي والدبلوماسي والحماية لإسرائيل في المنظمات الدولية المختلفة واستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي.


وأكد د. مجدلاني على أهمية الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام، معتبراً استمراره ضاراً بقضية شعبنا، وأن اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية الذي تم الشهر الماضي في مدينة العلمين، يتطلب البناء عليه لاستكمال الحوار الوطني، مع التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد، معبراً عن رفض شعبنا لأي محاولة للبحث عن بدائل عن المنظمة، قائلاً أن منظمة التحرير الفلسطينية يجب الحفاظ على وحدانية تمثيلها على أساس برنامجها السياسي، كما يجب في ذات السياق الحفاظ على السلطة الوطنية الفلسطينية كمنجز وطني تشكل الأساس الذي نبني عليه دولتنا الفلسطينية المستقلة وذات السيادة.


وأضاف د. مجدلاني بأن (بيان العار) الذي يحمل تواقيع عدد من يسمون أنفسهم بالأكاديميين والمثقفين، يتساوق مع الرواية الصهيونية وينكر الحقيقة الفلسطينية، وينكر أيضا تاريخ الحركة الصهيونية والتحول الذي طرأ في التاريخ، وهذا ليس من تأليف القيادات الفلسطينية كما يدعون، وإنما جاء على لسان مؤرخين مشهود لهم بالكفاءة العلمية، ومن هنا فان هذا البيان المشبوه يتساوق مع الحملة الظالمة والمسيسة التي أطلقتها بعض الأوساط السياسية المعروفة في أوروبا وأميركا لخدمة الأبواق الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني والرئيس محمود عباس، وهو بيان لا يحمل أي منطق ويحاول أن يسترضي بعض الجهات الممولة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، حتى لو كان على حساب المصالح الوطنية والحق الفلسطيني الثابت والكرامة الوطنية.


من جانبه وجه طقاطقة التحية لروح القائد الوطني القومي الكبير الدكتور سمير غوشة، رفيق درب الشهيد ياسر عرفات والقادة الشهداء، موجهاً تحية الرئيس محمود عباس وتقديره لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، فصيلاً أساسياً من فصائل العمل الوطني الفلسطيني في اطار تحمل مسؤولياتها الوطنية والتاريخية دفاعاً عن شعبنا وقضيتنا وقرارانا الوطني المستقل.
وقال طقاطقة أن هناك تحديات مصيرية تواجه شعبنا وقضيته الوطنية، وهو ما يتطلق توحيد الموقف الفلسطيني للتصدي لسياسات واجراءات الاحتلال، والعمل على انهاء الانقسام المدمر وتغليب التناقض الرئيس في مواجهة مخططات وممارسات الاحتلال.