الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية
أكد القادة والزعماء العرب، اليوم الجمعة، على مركزية القضية الفلسطينية للعالمين العربي والإسلامي، ووجوب العمل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، خاصة المسجد الأقصى المبارك.
وشددوا، في كلماتهم خلال انطلاق أعمال القمة العربية الثانية والثلاثين، تحت عنوان "قمة التجديد والتغيير"، بمشاركة رئيس دولة فلسطين محمود عباس، في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، على ضرورة توحيد المواقف وتعزيز العمل على الساحة الدولية لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وبدأت أعمال القمة بكلمة لرئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية عبد المجيد تبون، بصفته رئيس الدورة العادية الـ31 للقمة العربية، ألقاها نيابة عنه رئيس الوزراء أيمن بن عبد الرحمن.
وسلم رئيس الوزراء الجزائري، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، رئاسة القمة العربية الثانية والثلاثين.
الرئيس يدعو الدول العربية لتقديم مرافعاتها المكتوبة لـ"العدل الدولية" لإصدار فتواها بشأن ماهية الاحتلال
دعا رئيس دولة فلسطين محمود عباس، القادة العرب إلى دعم تنفيذ قرار الجمعية العامة الأخير، وتقديم المرافعة المكتوبة من قبل دولهم أمام محكمة العدل الدولية، لإصدار رأيها الاستشاري، وفتواها، حول قانونية وشكل وأهلية النظام الذي أقامته إسرائيل، دولة الاحتلال والأبارتهايد، على أرض فلسطين.
وأكد سيادته في كلمته أمام القمة، رفض استمرار استباحة سلطات الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا ومقدساتنا، مطالبا المجتمع الدولي بمحاسبة إسرائيل على جرائمها بحق شعبنا وتوفير الحماية الدولية له.
وأشار الرئيس إلى أن إسرائيل تتنكر للاتفاقات الموقّعة والقرارات الأممية وتتمسك بمشروع صهيوني استعماري بديل يقوم على استمرار الاحتلال والتطهير العرقي والفصل العنصري، وأن حكوماتها المتعاقبة تتحدى الشرعية الدولية من خلال إجراءاتها أحادية الجانب وسياساتها الاستيطانية ومشاريع الضم العنصرية، وقوانينها الفاشية.
وقال سيادته: "هذا الوضع القائم والخطير، يضعنا أمام مسؤوليات عديدة واستحقاقات واجبة، أهمها تسريع الخطى لتغيير هذا الوضع وقبل فوات الأوان، لأن إسرائيل لن تنعم بالأمن والسلام دون نيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله".
وأعرب الرئيس عباس، عن ثقته بأن القمة العربية ستنجح في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية التي تواجه أمتنا، مؤكدا استعداد دولة فلسطين للعمل معها، بقيادة المملكة العربية السعودية، من أجل إنجاح الجهود العربية والإقليمية والدولية، في إطار من الشراكة والتعاون، وإيجاد حلول لأزمات المنطقة، وصولا لتحقيق الأمن والسلام والازدهار لشعوبنا.
واكد سيادته ثقته أن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة ستكون في صُلب اهتمامات القمة العربية، من أجل إيجاد حل عادل وشامل ينهي الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، وعودة اللاجئين، وتحرير الأسرى.
وشدد الرئيس على أن مثل هذا الحل يجب أن يستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي نتمسك بها كسبيل أكيد لتحقيق السلام في المنطقة.
وحيا سيادته أهلنا الصامدين في مخيمات اللجوء والمرابطين في بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس، كما حيا الشهداء والأسرى والجرحى.
واكد الرئيس مواصلة العمل من أجل وحدة شعبنا وأرضنا وتحقيق المصالحة الوطنية على أساس الالتزام ببرنامج منظمة التحرير والشرعية الدولية.
وشدد على أن شعبنا سيواصل الصمود في وطنه التاريخي؛ وأرضه وأرض آبائه وأجداده، محافظا على هويته الوطنية، ومقدساته، وأن الاحتلال إلى زوال طال الزمان أم قصر.
وأعرب الرئيس عن ثقته باستمرار القادة العرب بتقديم الدعم السياسي والمادي لتعزيز صمود وبقاء شعبنا على أرضه، ومواصلة بناء مؤسسات دولته المستقلة.
وحول قرار الأمم المتحدة احياء ذكرى النكبة الـ75 للمرة الأولى منذ عام 1948، قال سيادته، إن هذا القرار الأممي يشكّل دحضًا للرواية الصهيونية الإسرائيلية التي تنكرت للنكبة.
رئيس الوزراء الجزائري: على المجتمع الدولي ضمان الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ومقدساته
وقال رئيس الوزراء الجزائري إنه يتوجب على المجتمع الدولي ضمان وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ومقدساته في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف: لقد وضعت الجزائر شعار "لم الشمل" خلال رئاستها القمة العربية الـ31، ووقع الأشقاء الفلسطينيون إعلان الجزائر، ونحن نواصل التنسيق مع الرئيس محمود عباس لاستكمال مسار المصالحة الوطنية، وكذلك تجسيد شعار لم الشمل باستعادة سوريا مقعدها في الجامعة العربية بفضل الجهود الدؤوبة"، مرحبا باستعادة سوريا لمقعدها بين أشقائها، شاكرا كل الدول العربية التي ساندت مساعي الجزائر وعلى رأسها السعودية.
وقال: وفاء لفلسطين وتجسيدا لمركزية فلسطين في وجدان الشعب الجزائري فلقد سخرت الجزائر دبلوماسيتها خدمة للقضية الفلسطينية، وحشدنا الدعم اللازم لتوسيع قاعدة الاعترافات الدولية بدولة فلسطين وحصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بالتنسيق مع الأشقاء العرب، وكذلك لمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعبي الفلسطيني طالبنا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الدولية والأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني، لوضع حد لتعنت الاحتلال ورفضه الالتزام بالشرعية والقرارات الدولية، ووضع حد لسياسة الاستيطان التي تمارسها سلطة الاحتلال.
وأضاف أن الجزائر ساهمت في الخطوات العملية من أجل اعتماد قرار الأمم المتحدة لتفعيل دور محكمة العدل الدولية لتكريس حقوق الشعب الفلسطيني فضلا عن توقيعها للائحة التي تمت المصادقة عليها من الجمعية العامة للأمم المتحدة حيال قرار سلطة الاحتلال فرض عقوبات على الشعب الفلسطيني مع رفض الجزائر كل الإجراءات العقابية داعية لإلغائها، وتنفيذا لقرارات قمة الجزائر عقد مؤتمر دعم القدس للوقوف في وجه الاحتلال الذي انتهك كل الحقوق للشعب الفلسطيني ومقدساته.
وندد رئيس الوزراء الجزائري بالعدوان على قطاع غزة الذي خلف العديد من الشهداء والجرحى، وقال: "ندين هذه الأعمال الإجرامية ونجدد تضامننا مع الشعب الفلسطيني، وندعو لوقف هذه الاعتداءات المتكررة والمنهجة وضمان حقوق الشعب الفلسطيني، واستعادة حقوقه وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وفق مبادرة السلام العربية التي أكدنا جميعا تمسكنا بها في قمة الجزائر.
وأوضح أن الجزائر دعت للاهتداء بفضائل الحوار لتأسيس علاقات بناءة مع دول الجوار الجيوسياسي، وقال: "نعرب عن ارتياحنا لبوادر الانفراج التي حدثت بين الدول العربية وإيران، ما يسهم في خفض التوترات ويفتح آفاقا لإحلال السلام والتعاون في مختلف المجالات".
وتابع: "أجدد الدعوة لتعبئة الصناديق العربية لمساعدة الدول الأعضاء التي هي بأمس الحاجة للمساعدات للتجاوز الظروف العصيبة، وستنظم الجزائر الندوة العلمية الأولى حول الأمن الغذائي في الوطن العربي للخروج بمقترحات ومشاريع ملموسة لتدعيم الأمن الغذائي لشعوبنا".
ولي العهد السعودي: القضية الفلسطينية كانت وما زالت قضية العرب والمسلمين المحورية
وقال ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، إن القضية الفلسطينية كانت وما زالت قضية العرب والمسلمين المحورية، وتأتي على رأس أولويات سياسات المملكة الخارجية، حيث لم تتوانَ المملكة في دعم الشعب الفلسطيني باسترجاع أراضيه، واستعادة حقوقه المشروعة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية وغيرها من المرجعيات الدولية المتفق عليها بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق.
وقال إن المملكة العربية السعودية ماضية في السلام والخير والتعاون والبناء بما يحقق مصالح الشعوب العربية ويصون حقوق أمتنا، مضيفا "لن نسمح بتحول المنطقة العربية لتكون ميدانا للصراعات، ويكفينا طي صفحة الماضي من الصراعات التي عاشتها المنطقة لسنوات، وعانت منها شعوبنا، وتعثرت بسببها مسيرة التنمية".
وتابع الأمير محمد بن سلمان أن بلاده تأمل في أن يسهم قرار استئناف مشاركة سوريا في مجلس جامعة الدول العربية في دعمها واستقرارها، وعودة الأمور لطبيعتها، واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي بما يحقق الخير لشعبها .
أبو الغيط: فلسطين الغالية همٌّ لا يحمله أهلها وحدهم
التمسك بمبادرة السلام العربية ما زال خيارا استراتيجيا عربيا لحل الصراع
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن التمسك بمبادرة السلام العربية ما زال خيارا استراتيجيا عربيا لحل الصراع، وفي القلب من هذا الخيار إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف أن فلسطين الغالية همٌّ لا يحمله أهلها وحدهم، وأن الممارسات الرعناء لحكومة الاحتلال الإسرائيلية أدت إلى تصعيد مروع في منسوب العنف والقتل في الشهور الأخيرة.
وحيا صمود الفلسطينيين في كل مكان في الأرض المحتلة، وقال: إن السياسات والممارسات الاستفزازية لتلك الحكومة الممعنة في التطرف والكراهية، لا بد أن تُواجَه بتصدٍ حازم من المجتمع الدولي، عِوضا عما نشهده من صمت مريب ومشين".
وأوضح أن انسداد المسار التفاوضي يؤدي إلى تقويض حل الدولتين ويُمهد الطريق أمام حل الدولة الواحدة، داعيا كافة الأطراف وبالذات الأطراف الدولية التي تشاهد حل الدولتين وهو يتم تقويضه يومياً دون أن تُحرك ساكناً، أن تراجع سياساتها قبل فوات الأوان.
وأشار إلى أن المنطقة العربية عانت زمنا، ولا تزال، من التدخلات الإقليمية في شؤونها، ولم تُنتج هذه التدخلات سوى حصاد من التمزق والفرقة والدم.
وأوضح أن القمة في جدة، قمة "التجديد والتغيير"، تمثل خطوة مهمة على طريق استعادة العرب لقضايا وملفاتٍ تُركت للآخرين زمنا فتعقدت مساراتها وتشابكت خيوطها، لافتا أن هناك حركية وحيوية في العمل العربي واتجاها واضحا لإعادة امتلاك القضايا وتفعيل الأدوار.
ودعا أبو الغيط الدول العربية في هذه المرحلة التاريخية العصيبة إلى التمسك بالمصالح العربية معيارا أساسيا للمواقف الدولية، وأن تلتزم بالتنسيق فيما بينها وبالعمل الجماعي سبيلا أكيدا لتعزيز الكتلة العربية في مواجهة ضغوط الاستقطاب.
أمين عام "التعاون الإسلامي": قضية فلسطين هي القضية المركزية للعالمين العربي والإسلامي
وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طاهر، إن قضية فلسطين هي القضية المركزية للعالمين العربي والإسلامي، ويجب العمل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، خاصة المسجد الأقصى المبارك.
وأضاف أنه "يجب توحيد مواقفنا وتعزيز عملنا على الساحة الدولية لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".
وأشار إلى أن "القمة تعقد في ظرف دقيق يواجه فيه العالم العربي تحديات تجبرنا على تعزيز التعاون والتضامن وتكثيف الجهود، ونتطلع لزيادة العمل العربي المشترك وتوسيع العلاقات العربية لما فيه مصالح دولنا العربية والسلام والأمان والازدهار".