بيان بمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني ثلاث شهداء أعدموا بينهم شقيقين ضمن سياسات القتل خارج إطار القانون والتي تعد السلوك الأبرز لهذا الاحتلال

بيان بمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني

ثلاث شهداء أعدموا بينهم شقيقين ضمن سياسات القتل خارج إطار القانون والتي تعد السلوك الأبرز لهذا الاحتلال

يحيي العالم اليوم الموافق29 نوفمبر، اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، فيما لا يزال شعبنا يرزخ تحت سيطرة الاحتلال الاسرائيلي، ويعاني من ممارساته غير الشرعية، وسياساته وقراراته الظالمة والمنتهكة لكافة حقوق شعبنا، من استيطان وجدار فصل عنصري توغل واستوحش وقطع أوصال الضفة الغربية، وحولها لمعازل منفصلة، ومع قطعان المستوطنين المسلحين الذين تزداد هجماتهم واعتداءاتهم على السكان الآمنين في بيوتهم وأراضيهم الزراعية ومدارسهم، أما غزة فلا تزال تتحدى حصار بري وبحري وجوي مفروض عليها منذ أكثر من ستة عشر عاما، جعل الحياة فيها غير محتملة، وغير ممكنة وذلك وفق كل تقارير الامم المتحدة، يعاني سكانها من انتهاكات دائمة لكافة حقوقهم الأساسية الواردة في القانون الدولي لحقوق الانسان، والقانون الدولي الانساني.

ولقد ترقب شعبنا على الدوام وفاء المجتمع الدولي بتعهداته وتطبيق قرارات الأمم المتحدة بانهاء الاحتلال الاسرائيلي لأراضيه، والتمتع بحق تقرير المصير، وعودة اللاجئين الي موطنهم وأراضيهم، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، الا أن ذلك لم يتحقق بعد، مما يفرض على شعبنا الاستمرار بكافة الطرق المتاحة والمشروعة في النضال للحصول على حقوقه كاملة غير منقوصة، ويحتم كذلك على كافة أحرار العالم أن يدعم ويعزز ويساند شعبنا في سعيه هذا، بكل الطرق القانونية والسياسية وكافة وسائل الدعم والمساندة، ومن ضمان المساءلة والمحاسبة على كافة الجرائم التي ارتكبت بحق شعبنا الفلسطيني، والتي ترقي لدرجة اعتبارها عدوان وجرائم حرب وفق ما نص عليه النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، والتي لم تتوقف بعد، لا سيما بحق الأطفال الأبرياء والنساء والمدنيين العزل.

ورغم كافة مشاعر الاحباط واليأس التي تجتاح جماهير شعبنا في الداخل والشتات، بعد فوز القوى اليمينة المتشددة في الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة والتي تتوعد لشعبنا بمزيد من القتل والاجرام والتشريد والتهجير والاستيطان والعدوان والحصار، وتدفع بالمنطقة بأكملها نحو التصعيد والتوتر، الا ان شعبنا وبقيادته الحكيمة لن يفقد الامل ولن يتوقف مطلقا عن المطالبة بحقوقه بإنهاء هذا الاحتلال الغاشم واستيطانه القاتل، الذي نهب كل مواردنا الطبيعية وأراضينا وانتهك حقوقنا المكفولة في جميع الشرائع الدينية والاتفاقيات والمعاهدات الدولية الواردة في القانون الدولي، ولا زال ممعن في قتل أطفالنا وشبابنا ونساءنا في المنازل وعلى الحواجز دون رادع أو حسيب.

منذ بداية العام الجاري 2022م، والاستهداف الاسرائيلي لكل ما هو فلسطيني متواصل ومستمر، فقد وصل عدد الشهداء في الضفة الغربية وحتى اليوم، 209 شهيدا، بينهم 153 شهيدا من الضفة الغربية، و4 شهداء من الداخل الفلسطيني المحتل، و52 شهيدا من قطاع غزة، منهم 49 شهيدا تم استشهادهم خلال العدوان الاسرائيلي الذي شنته قوات الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة خلال أغسطس الماضي، كان من بين الشهداء 17 طفلا و3 نساء، واصابة ما لا يقل عن  383 جريحا، كان نصيب الأطفال منهم 164 طفلا، و59 امرأة.

كما قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي بهدم 705 منزل ومنشأة في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس، من ضمنها 109 منزل ومنشأة تم انشاؤها بدعم من الاتحاد الأوروبي ومؤسسات شريكة، 836 مواطن فلسطيني تم تهجيرهم ودفعهم للرحيل عن أماكن سكناهم نتيجة عمليات الهدم تلك، و25627 مواطن فلسطيني تضرر نتيجة ذلك إما بمصدر رزقه، أو بمكان سكناه أو كلاهما معا، بينما في قطاع غزة فقد تم هدم (26) وحدة سكنية بشكل كامل، واصابة (102) وحدة سكنية بضرر بالغ غير صالح للسکن، واصابة (1,353) وحدة سكنية بضرر متوسط وطفيف.

ورغم ذلك كله فلن يتوقف نضال شعبنا حتى انهاء الاحتلال والتمتع بحق تقرير المصير والاستقلال والسيادة، أسوة ببقية شعوب الأرض، وعودة اللاجئين الي بيوتهم وأراضيهم، واطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين من سجون الاحتلال، وحصولهم على الحرية، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

إن المجتمع الدولي مدعو في هذا اليوم للوقوف بشكل جاد أمام مسؤولياته وممارسة الضغط على دولة الاحتلال للالتزام بالقوانين والقرارات الأمميّة، بإنهاء الاحتلال العسكري لكافة الأراضي الفلسطينية، ووقف التوسع الاستيطاني وتغول قطعان مستوطنيه وهجماتهم المستمرة على السكان المدنيين، ورفع الحصار غير القانوني وغير الانساني المفروض على قطاع غزة، ووقف العدوان المتكرر عليه وعلى سكانه المدنيين وأعيانهم المدنية، وتوفير الحماية لهم، والاحترام الكامل لمبادئ القانون الدولي لحقوق الانسان، والقانون الدولي الانساني، وفي مقدمة هذه الحقوق حق شعبنا في تقرير مصيره.

29.11.2022

 منظمة التحرير الفلسطينية  

دائرة حقوق الانسان والمجتمع المدني 

الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية