2025-06-21 الساعة: 12:25:00 (بتوقيت القدس الشريف)

البيان الختامي الصادر عن اجتماع مجلس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب المنعقد في دمشق

الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية

 

البيان الختامي الصادر عن اجتماع مجلس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب

المنعقد في دمشق في الفترة من 26 إلى 28 تموز/ يوليو 2022

 

تحت شعار «أدباء من أجل العروبة» احتضنت دمشق خلال المدة من 26 إلى 28 تموز/ يوليو 2022، الاجتماع الدوري لمجلس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب برئاسة معالي الدكتور علاء عبد الهادي، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ورافق الاجتماع مهرجان للشعر العربي، وندوتان فكريتان عالجتا القضايا العربية الراهنة، وقد حضر الاجتماع السادة رؤساء وممثلو الاتحادات والروابط والجمعيات والمنظمات الأدبية العربية الآتية وهي رابطة الكتاب الأردنيين ، اتحاد الكتاب التونسيين ، اتحاد الكتاب الجزائريين ، المنظمة القومية للأدباء والكتاب السودانيين ، اتحاد الكتاب العرب في سورية، الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين ، الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، الاتحاد العام للكتاب اللبنانيين، رابطة الأدباء والكتاب الليبيين، نقابة اتحاد كتاب مصر واتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين.

وتم إقرار جدول الأعمال حيث توجه مجلس الاتحاد بالشكر والتقدير لاتحاد الكتاب العرب في سورية ممثلاً برئيسه د. محمد الحوراني ولأعضاء المكتب التنفيذي ومجلس الاتحاد على حسن الضيافة والحفاوة والاستقبال والجهد الاستثنائي المبذول لاستضافة اجتماع الاتحاد العام في ظل الظروف الإقليمية والدولية الصعبة.

واستعرض مجلس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الأحداث والتطورات التي تشهدها البلدان العربية وآثارها العميقة في مجتمعاتنا في مجالات الحياة كافة، وأكدوا أن الوعي الوطني والاجتماعي ونشر قيم الحرية والعدالة وحق الاختلاف ونبذ الكراهية والتعصب خير ضامن لوحدة مجتمعاتنا وازدهارها وعامل من عوامل مواجهة موجة العداء الواسعة ضد أمتنا العربية،  ودعا الاجتماع إلى دعم سورية في تصديها للعدوان الدولي الإرهابي وتأييد حقها في الدفاع عن أراضيها ضد الأطماع الصهيونية والتركية والأمريكية.

 

وقد حرص مجلس الاتحاد العام على عقد اجتماعه في دمشق لما لسورية من مكانة وحضور في الوجدان العربي على مر التاريخ، وأجمعت الوفود المشاركة على ان القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية، وانطلاقاً من ذلك فمن الواجب على جميع أبناء الأمة ومثقفيها دعم نضال الشعب العربي الفلسطيني في سبيل استعادة حقوقه كافة وفي مقدمها حقه في العودة وتقرير المصير وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وأدان المجتمعون التطبيع بأشكاله كافة: السياسي والاقتصادي والثقافي،لما له من خطر على ثقافتنا وتاريخنا ومستقبلنا، ولما يشكله من خيانة لدماء شهداء أبناء الأمة عموماً وفلسطين خصوصاً.

كما تم التاكيد على دور الفعل الثقافي في تعزيز ثقافة الانتماء، وتحصين الأمة وتحقيق تماسكها في مواجهة الأخطار والتحديات ، ودعوة مجلس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب إلى التمسك بوحدة الصف العربي في مواجهة الكيان الصهيوني ورفض التطبيع مع العدو الصهيوني والعمل على تعزيز حركة المقاطعة لكيان الاحتلال في جميع المجالات والمحافل الدولية: الثقافية والإعلامية والتعليمية والتربوية بخاصة، ويعلن شجبه بأشد العبارات لهذا التطبيع ولدعاته.

اما بخصوص الجولان المحتل فهي أرض عربية سورية، وتم التاكيد  على إلزام العدو الصهيوني بالانسحاب منها تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة الصادرة في هذا الشأن مع مناشدة منظمات العالم الحر بضرورة الوقوف مع الشعب العربي السوري في دعوته إلى وجوب انسحاب القوات العسكرية التركية والأمريكية من الأراضي العربية السورية وعدم التدخل في الشأن الداخلي السوري، ودعم الشرعية السورية المتمثلة في مؤسسات الدولة السورية، ورفع كل أشكال الحصار والعقوبات الجائرة غير القانونية وغير الأخلاقية عن سورية التي تستهدف إخضاعها شعباً ودولة.

كما تم إدانة الإرهاب العَقَدي والفكري ومكافحته وتجفيف مصادره الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، لأنه يشكل الخطر الأكبر على مستقبل الأمة العربية، وخطراً على القيم الإنسانية وثقافة التسامح.

 واعلن الاتحاد العام دعمه لحقوق مصر والسودان التاريخية في مياه النيل، ويقف مع خيارات البلدين دون قيد أو شرط.

ودعا مجلس الاتحاد العام للأدباء والكتَّاب العرب إلى موقف مبدئي، في هذه المرحلة التي تشهد صراعات عالمية حادة، يستند إلى المواثيق الدولية ويقف مع مصالح الشعوب، ويقوم على رفض هيمنة نظام القطب الواحد على السياسة الدولية التي تثير النزاعات في دول كثيرة، وتتدخل في شؤونها من خلال التبجح بالدفاع عن حقوق الإنسان، ويؤكد أن الكيل بمكيالين في العلاقات الدولية يشكل خطراً على السلام العالمي.

 كما دعا مجلس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب إلى وحدة الكتاب العرب الأعضاء في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب وفقاً لوثائقه التأسيسية للحفاظ على دوره الريادي في توحيد المواقف في القضايا العربية المشتركة. ويدعو وزراء الثقافة العرب إلى أن تكون الاتحادات العربية كافة شريكة في وضع السياسات والاستراتيجيات الثقافية في كل قطر،  كما تدعو الأمانة وزراء التربية والتعليم العرب كافة إلى تنقية المناهج التعليمية والدراسية جميعها من المضامين التي تدعو إلى العنف أو الإرهاب.

ولما كان الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب يؤمن إيماناً مطلقاً بأن مستقبل الأمة مرتبط بحرية الأدباء والمثقفين فيها، فإنه يؤكد على ضرورة حماية حقوق الكاتب والمبدع والمثقف، ويطالب جميع الحكومات العربية بوقف التضييق على الحريات العامة وإلغاء القوانين الاستثنائية التي من شأنها أن تقيد حرية المثقف والكاتب المبدع، كما يؤكد على تضامنه المطلق مع ضحايا انتهاك الحقوق والحريات الفكرية والإبداعية.

و رفض التدخلات الخارجية في الشأن الليبي مهما كانت الذرائع والمسوّغات والتأكيد على تفعيل الاتفاق الليبي ـ الليبي بمعزل عن إملاءات البعثة الدولية والسفراء الأجانب.

كما جاء في البيان ان  الاتحاد العام يقف مع الشعب العراقي المقاوم، ويدعو للحفاظ على وحدته ودعم وحدة ترابه ومساعدته في القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه، كما يقف ضد التدخلات الأجنبية: الأمريكية والتركية وغيرها في العراق وسورية وليبيا، ويدعو القوات المحتلة كافة إلى الانسحاب منها.

و يتابع الاتحاد العام ما يحدث الآن في السودان الشقيق ويدعم بقوة مسار التحوّل الديمقراطي عبر المشاركة الفاعلة لجميع الأطراف في حوار يقود إلى وحدة الصف.

كما  يتابع الاتحاد العام الوضع في لبنان، ويطالب بتحرير أراضيه كافة وبرفع الحصار الاقتصادي عن الشعب اللبناني بغية إخضاعه وتمرير صفقاتٍ مشبوهةٍ لسلب حقوقه وسرقة موارده الطبيعية وثرواته.

ودعا المجتمعون إلى وقف نزيف الدم اليمني ووضع حدٍّ للمتاجرة فيه، والحفاظ على وحدة اليمن، كما أكدوا ضرورة صون التراث الثقافي بأشكاله كافة في اليمن لأنه تراث للأمة الإنسانية جمعاء.

و سَجّل المجلس الشكر لمعالي الأمين د. علاء عبد الهادي لما بذله من جهد، ولعطائه المتميز، ولحرصه الشديد على رسم طريق واضحة المعالم تؤسس لاتحاد أدباء وكتاب عرب جديد مبني على قواعد صحية ومتينة الأركان.

وتبلورت التوصيات في ضرورة العمل على تفعيل مذكرات التفاهم وتعزيز الاتفاقات المشتركة، وقد تم ذلك من خلال توقيع مذكرات تفاهم مشترك بين سورية وكل من مصر وعُمان والعراق، وان يعمل الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب على البدء في الإعداد لإصدار الكتاب الأسود الذي يوثق بالصور الممارسات الإجرامية للكيان الصهيوني، ويطلب الاتحاد من اتحاد الكتاب في فلسطين ومن الجهات ذات العلاقة ومن كل من يريد المشاركة تقديم كل دعم وثائقي لإنجاز هذا العمل المهم.

 التأكيد على تعزيز العلاقات بين الاتحادات وتفعيل اتفاقيات التعاون فيما بينها، وتشكيل لجنة لوضع مشروع للنشر المشترك بين الاتحادات العربية، والعمل على تعزيز النشر الإلكتروني للاتحاد العام.

وعبَّر المجتمعون عن سعادتهم البالغة بزيارة دمشق وبعض المناطق الأخرى حيث لاقوا حفاوة كبيرة وترحيباً حاراً، وأن الشعب العربي السوري يبني بلده من جديد بإصرار المنتمي إلى بلده وتاريخه ولغته وهويته الحضارية الموغلة في القدم.

كما اتفق المجتمعون على رفع برقية إلى السيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية.

 

 

مجلس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب

دمشق 28 /7 /2022

تقرير حال الحريات في الوطن العربي الصادر عن اجتماع المجلس الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب

 

دمشق : 26 - 28 تموز / يوليو 2022

 

إن مجلس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب المنعقد في دمشق في المدة من 26 - 28 تموز / يوليو 2022، برئاسة معالي الدكتور علاء عبد الهادي يؤكد أن حرية الرأي والتعبير هي الحقوق الأساسية والمبدئية للإنسان، وقد اكتسبها بعد نضال وكفاح طويل، وأنها من ضرورات الإبداع الثقافي وأنَّه سيظل مستمسكاً بها في مواجهة الظلم والدكتاتوريات.

إن الاتحاد العام كان معنياً بتلك الثوابت، وسيظل معنياً بالدفاع عنها بكل السبل المتاحة توفيراً للمناخ الصالح للإبداع الفكري والأدبي في أرجاء الوطن العربي كافة من خلال التقارير التي ترد إليه من الاتحادات والروابط والأسر والجمعيات والمجالس والمنظمات المنضوية تحت لوائه.

والاتحاد العام يتابع باهتمام ما يدور في الوطن العربي من انتهاكات لحقوق الإنسان خصوصاً في الدول التي تشهد اليوم انتفاضات ومناداة بالحريات الأساسية للإنسان في ظل العيش الكريم، وتنادي بالديمقراطية منهاجاً، وبحرية التعبير مطلباً، وصولاً للحكم الراشد.

وقد شهد الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في الآونة الأخيرة كثيراً من الانتهاكات لحقوق وحريات الأدباء والكتاب وعلى نحو يشكّل انتهاكاً للحقوق الأساسية للإنسان التي ظللنا ننادي بها عبر السنوات الماضية، وما زالت الحكومات تمارس المزيد من القيود التي تحدّ من النشاط الحر الذي كفلته كل مواثيق الحريات في العالم، وفي الوطن العربي على وجه الخصوص.

إننا إذ ندق ناقوس الخطر، ندعو الحكومات العربية إلى الالتزام بأبجديات الحريات التي ظللنا نعاني من انتهاكاتها عبر السنوات ونورد منها ما يلي:

 

1.وما زال مسلسل إلقاء القبض على أدباء ومثقفين وكتاب مستمراً، على خلفية بعض الآراء التي يكتبونها في الصحف أو في منصّات التواصل والفضاء الإلكتروني من واتساب وتويتر وخلافه مما يشكّل تهديداً لحرية التعبير التي ظللنا ننادي بها عبر سنوات طويلة في كل بيانات الحريات التي أصدرناها.

2. اقتحام وتفتيش منازل الأدباء والكتاب في أنحاء متفرقة من الوطن العربي، والقبض عليهم ووضعهم داخل حراسات من دون تهمة مدداً طويلة، ثم الإفراج عنهم عندما تسوء حالتهم الصحية، خوفاً من عواقب ذلك السجن الطويل.

3. مداهمة واقتحام منازل الكتاب والأدباء في أوقات متأخرة من الليل واستخدام القوة المفرطة في القبض عليهم وعدم الالتزام بالأعراف والقوانين الدولية في مثل هذه الحالات.

4. إننا ندين ونندّد بالصوت العالي ما حدث ويحدث من الكيان الصهيوني بالاعتداء على الثقافة والإعلام والصحافة، وما اغتيال المراسلة الإعلامية (شيرين أبو عاقلة) إلا دليل ظاهرٌ على الاعتداءات المتكررة على الإعلام الذي ينقل بصدق وتجرّد ما يدور من انتهاكات لحقوق الإنسان الفلسطيني الصامد في وجه العدو الغاشم والمطالب بحقوقه المشروعة في العيش الكريم.

5. يطالب مجلس الاتحاد العام بإطلاق سراح الشاعر أشرف فياض بعد نفاذ محكوميته في السجن.

6. إدانة ما يتعرض له الشعب العربي الفلسطيني من ممارسات قمعية واعتداء على الحريات ومواصلة سياسات الاعتقال والقتل ومداهمة البيوت وإرهاب المواطنين الفلسطينيين والتضييق عليهم في الحركة والتنقل.

7. إدانة ما يتعرض له المواطن الفلسطيني من إهانات ومعاناة أمام الحواجز، والانتظار الطويل على مفارق الطرق ومداخل البلديات.

وبعد..

فإن مجلس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في اجتماعه بدمشق إذ يثني على بعض الخطوات الجادة لاحترام الحقوق والحريات، فإنه يؤكد على أن الأمم لا تنهض وهي مكبّلة، والبشر لا يبدعون وهم خائفون، وأنه لا ضمانة للحرية إلا بالمزيد منها، وأنه لا يجب أن يُمَسَّ أمن كاتبٍ أو أديبٍ أو مفكرٍ بسبب رأيٍ أبداه أو معتقدٍ اعتنقه.