الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية
قال الدكتور صائب عريقات ان التاريخ ليس مجرد كتابه حدث يحدث بالامس ينصبح تاريخ اليوم والغد، انما صناعة التاريخ تكمن في من يتخذ الخطوات ويضع الرؤى والمسار لنهوض الشعوب .
وقال عريقات في خطابه بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة في مدينة اريحا مساء اليوم انه عندما جاء القرار باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل وباغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن واغلاق القنصلية الامريكية في القدس واعتبار الاستيطان شرعي والغاء حق تقريرالمصير للشعب الفلسطيني، والغاء اصطلاح احتلال عن اراض ، كانوا يريدون من الرئيس ابو مازن ان يذهب راكعا ، قطعوا عنه وعن شعبه 844 مليون دولار واحتجزوا اموال الضرائب وهم يعرفون ان الدولة والحكم لا تعني الشعارات ، وانما تعني تلبية حاجات الناس، وقفت يا سيادة الرئيس وقلت لهم لا مدوية .
ووجه عريقات خطابه الى الذين يضعون علامات استفهام على منظمة التحرير الفلسطينية وعلى الرئيس محمود عباس وعلى الاجهزة الامنية الماجدة، و الذين يضعون علامات استفهام حول ما الت اليه الاوضاع محمليننا نتائج سياسات ترامب وسياسات نتنياهو ، نقول لهم" وقف الاخ ابو مازن امام القوة العظمى لانه كان يدرك ان هذا الشعب العربي الفلسطيني العظيم، يقف خلفه فقال لا ، والان وبعد مرور ثلاثة اعوام على الحصار وقطع المساعدات وتطبيق الاملاءات بدل المفاوضات ، انظروا الى خارطة العالم لتعرفوا استراتيجية الرئيس محمود عباس ، وتعرفوا استراتيجية منظمة التحرير الفلسطينية ، وقفت مع ترامب دولتين هما غواتيمالا وناورو وهي جزيرة صغيرة في المحيط الهادي عدد سكانها 10.400 نسمه فقط ومساحتاها 27 كيلوا متر مربع ، ، بينما وقفت 190 دولة في العالم، وقفت مع الشعب الفلسطيني ومع دولة فلسطين ومع الرئيس محمود عباس ضد قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، حيث وقفت الدول العربية و الاتحاد الافريقي ودول الاتحاد الاوروبي بما تشكله من 28 سياسة خارجية ، وروسيا ودول امريكا اللاتينية والكاريبي واليابان وكندا وجيع دول العالم وقفت معنا ضد قرارات الرئيس ترامب ، وقفت لتقول دولة فلسطينية والقدس الشرقية عاصمة لها ، وهذه نقطة الارتكاز الاولى في الاستراتيجية الفلسطينية بالاستناد الى الشرعية الدولية والقانون الدولي .
ان ما ترتكبه اسرائيل من جرائم حرب كسلطة احتلال هي نقطة الارتكاز الثانية، فنحن الان امام المحكمة الجنائية الدولة بثلاث احالات رسمية حول القدس والاستيطان والاسرى والعدوان على قطاع غزة ، نحن الان امام محكمة العدل الدولية في قضية ضد الرئيس ترامب ، هل قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل قانوني ام لا ؟؟ وستسمعون من اعلى هيئة قضائية في العالم الجواب خلال اسابيع ، نحن كرسنا مبدا الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وكرسنا مبدا دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية .
نعم فلسطين دولة محتلة.. ولكننا لسنا اول من يكون دولة محتلة، الم تكن فرنسا محتلة وهولندا والفلبين ونصف الصين وبلجيكيا محتلة ، والفكر المهزوم هي نقطة الارتكاز الثالثة المتوجب هزيمتها في الاستراتيجية الفلسطينية ، ان الهزيمة لا تعني خسارة في حقل من الحقول انما الهزيمة هي ان يهزم الانسان نفسه وهي ان يكسر الانسان ارادته ، ان يقبل الانسان ما يفرض عليه من واقع ، اما الانسان والشعب الذي يرفض ان يكسر ويرفض ان تكسر ارادته مهما كانت الضغوط ، فهو شعب لابد منتصر، والرئيس محمود عباس علمنا كيف نهزم ونكسر عقلية الهزيمة .
نقطة الارتكاز الرابعه المهمة، فكما كان يقول الخالد فينا ابو عمار رحمه الله ، ان القلاع لا تهدم من الخارج ، انما تهدم من الداخل ، والحروب اليوم لا تشن بالطائرات والدبابات، الحروب هي ما يزرع بينكم لتحطيم الارادة والتيئيس، لكي لا نرى ما ينجز وان نشكك ، لذلك ستكون هناك انتخابات رئاسية وتشريعية ،كما اعلن عن ذلك الاخ ابو مازن امام العالم اجمع في خطابه في الجمعية العامة في الامم المتحدة ، نحن مجموعة من الحركات السياسية والفصائل الفلسطينية التي ولدت ليس لخدمة نفسها و انما لخدمة فلسطين واعادة فلسطين الى الخارطة، وعندما نختلف نعود الى صناديق الاقتراع والى ارادة الشعب وليس الى صناديق الرصاص والاقتتال ، وسنعود قريبا الى ارادة الشعب في انتخابات حرة ونزيهه باشراف ومراقبة دوليين في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة ،وعلينا ان نتذكر ونحن نستذكر الذكرى الخامسة عشرة للشهيد الخالد فينا ياسر عرفات ،نتذكر اخطاء الماضي وان لا نكررها ، فالتاريخ لا يعيد نفسه ، التاريخ ماض، اما الذي يعيد نفسه فهو هذا النفر الذي لا يريد ان يتعلم من اخطاء الماضي ويستمر في تكرارها.
اما نقطة الارتكاز الخامسه فهي بناء مؤسسات دولة فلسطين ، لتكون فلسطين دولة مؤسسات، وهذا مستقبل فلسطين ، ونوصي الجيل الشاب بالاستمرارعلى العهد والميثاق، فلا معنى ان تكون فلسطين دون ان تكون القدس الشرقية بالمسجد الاقصى وكنيسة القيامة عاصمة لها ، اياكم ان تسمحوا لهم ان يضعوا الوقت والاضطهاد والحصار والقتل والمستوطنات والاعدامات الميدانية كسيوف مسلطة على رقابنا ، فنحن اوفياء للشهداء والجرحى والاسرى، وهم استشهدوا وجرحوا واسروا لهدف اعادة فلسطين الى خارطة الجغرافيا بعاصمتها القدس .
نحن نرتكز سادسا الى دولة فلسطين دولة المؤسسات دولة المكاشفة والمحاسبة وسيدة القانون والحريات العامة والخاصة، لاننا في ذلك نضع مقومات الاساسية لدولة فلسطين .
كما ونرتكز في النقطة السابعة في استراتيجيتنا الى الصمود على هذه الارض، وان لا نغادر وسنصمد وسنبقى عليها ، وها انتم اليوم على مشارف نهر الاردن والى البحر المتوسط تشكلون مسلمون ومسيحيون ما نسبته 50.9% بالمائة من تعداد السكان بينما نتنياهو يشكل 49.1% .
وحذر عريقات ممن يحاولون ان يدخلوا في نفوس ابناء شعبنا اليأس والعجز والضعف والانكسار ، وقال ان ما حققته فلسطين في الاعوام الاخيرة لم يحققه احد ، وتسائل عن مصدر قوة ارادة هذا الشعب الذي صبر على كل الكوارث والنكبات والحصار ، وقال عريقات انه لا يمكن لاي شعب ان يتحرر اذا ما قيد حريته فالحرية هي ما يقوم به الشعب الفلسطيني من صمود وتصدي واصرار على الاستقلال والحرية والكرامة الوطنية .
نستذكر اليوم الراحل الشهيد الخالد فينا والذي علمنا المجد والقوة ، وإن رحل عرفات جسدا ، فهو في بيت كل فرد منا ، انها الفكرة من تحويل شعب من مجموعة لاجئين الى شعب يناضل من اجل حقوقه الوطنية المشروعه ، وتجسيد دولته المستقلة وقراره المستقل ، لقد علمنا عرفات ان فلسطين والقدس اهم من عواصم ودول العلم اجمع ، وفلسطين والقدس لن تكونا قربانا يقدم في معابد اللؤم والتمحور السياسي ولن تكون حكرا على اشخاص شخصنوا القضية واصبحوا يعتقدون انهم اهم من قضيتهم ، فاعلى رتبة في هذا الشعب العظيم هوان يكون كل منا جنديا لفلسطين .
حقيقة فتح تقول انه مهما فعلنا فاننا لن نرقى الى منزلة الشهداء والاسرى والجرحى ، هذه هي طريق ياسر عرفات ،وطريق الرئيس محمود عباس ، الطريق الى المستقبل، الى الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، التي اصبحت اليوم اقرب للعودة الى خرائط الجغرافيا من اي وقت مضى ، لانكم انتم الحقيقة والاصرار والصمود والتحدي على هذه الارض .
وفي هذه المناسبة و هذا الاستذكار العظيم ، فاننا شعب عظيم يعزز من قيمه وقيم ابناء شعبنا، نحن شعب يكرم الشهداء والجرحى والاسرى والقادة الجنود ويرفع من شانهم ، فحركة فتح العظيمة العملاقة تشكل شبكة امان وصمام الامان لهذا الشعب المناضل، ليس انتقاصا من اي فصيل اخر ، ولكن فتح وعبر تاريخها لم ترفع سلاحا ولم توجهه للفلسطينيين او في وجه فلسطيني ، وان اختلفوا معنا ، حتى عندما اطلقوا النيران علينا فاننا لم نرد ، لاننا نعرف اين نوجه سلاحنا .
ودعى عريقات المراة رفيقة الدرب والام والاخت و الجميع للمشاركة في الانتخابات ،وقال اننا لن نحتكم الا الى ارادتكم ، وسنكون المخلصين لقياداتنا وشهداء حركتنا ابو اياد وابو جهاد وحكيم الثورة جورج حبش وجميع القادة الشهداء العظام من كل فصائل العمل الوطني والسياسي الفلسطيني ، ومنظمة التحرير تمثل 13 مليون فلسطيني في كل مكان في الوطن والشتات ولا فرق بين الفلسطينيين الا بما يقدموه من خدمات الى فلسطين ولاعادة فلسطين الى الخارطة .
وفي الختام .. رحم الله ياسر عرفات ولتبقى ذكراه البوصلة التي نقتدي بها والمنارة التي نهتدي بها ، في بحر الظلمات ، وعلى الرغم من كل الظروف والوضع الصعب وكل ما يقال ، الا انني استذكر قول الله تعالى ، بسم الله الرحمن الرحيم .. ثاني اثنين اذ هما في الغار ، اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا ..صدق الله العظيم ان الله مع هذا الشعب العظيم ومع شهدائنا ومع الجرحى والاسرى، ان الله مع هذا الشعب حتى يحقق حقوقه الوطنية المشروعة ، عاشت فلسطين، و المجد والخلود لشهدائنا الابرار والشفاء للجرى والحرية للاسرى، وعاشت ذكرى الشهيد ياسر عرفات .