الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية
قال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح الدكتور صائب عريقات ، ان السيف مسلط على رقاب كل فرد من ابناء الشعب الفلسطيني ، والمستهدف هو انتم ، المستهدف هو المشروع الوطني الفلسطيني والقرار الوطني الفلسطيني المستقل ، المستهدف هو الثوابت التي اسس لها المجتمع الدولي ، منذ ان كانت بداية العهد الجديد في الامم المتحدة عام 1947 ، ولا يمكننا والله تحمل هذه التراهات في هذا الوقت ، فنحن اليوم امام قوة عظمى قررت ان الوقت قد حان لتصفية القضية الوطنية الفلسطينية ، وشطب كل ما اسس له المجتمع الدولي ، من مرجعيات وقوانين ومواثيق لحل هذه القضية من كافة جوانبها .
واضاف عريقات ،ان ما يسمى بصفقة القرن ، قد طبق من كافة جوانبه السياسية ، فما الذي تبقى لهم بعد ان قرروا الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ، ونقل السفارة اليها ، والاعتراف بالسيادة الباطلة لاسرائيل على الجولان العربي المحتل ، وشرعنة الاستيطان ، ومحاولة عدم تمديد تفويض وعمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ،التي أنشئت عام 1949 بقرار قدمه المبعوث الامريكي ، والذي يعرف بقرار رقم 302 الذي نص على ان تقوم الوكالة بمسؤولياتها تجاه اللاجئين، حتى تحل القضية من كافة جوانبها استنادا الى القرار 194 .
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح مكتب منطقة اريحا التنظيمية لحركة فتح ، بحضور محافظ محافظة اريحا والاغوار جهاد ابو العسل وعضو المجلس الثور لحركة فتح المحامي صائب نظيف وامين سر حركة فتح اقليم اريحا والاغوار نائل ابو العسل ، وامين سر واعضاء منطقة اريحا التنظيمية، ورؤساء الجامعات والمؤسسات الامنية والمدنية .
واضاف عريقات " لقد شرعنوا الاستيطان واسقطوا اصطلاح احتلال من الاراضي واعترفوا بقانون القومية العنصري الاسرائيلي ، الذي اقر في الكنيست في العام 2018 ، والذي نص على ان حق تقرير المصير من النهر الى البحر هو لليهود فقط ، لذلك نحن في نظرهم لسنا شعب ، وبالتالي من الطبيعي ان يقوموا باغلاق القنصلية الامريكية في القدس التي عملت في خدمة الشعب الفلسطيني 175 عام ، منذ عام 1844 ، لقد قاموا باغلاقها لاننا في نظرهم لسنا شعب وبالتالي ، كيف يكون لديهم تمثيل دبلوماسي لدينا ".
وقاموا ايضا باغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية ، ومفوضيتها في واشنطن ، واسقطوا مبدا الدولتين واعطوا الامن لاسرائيل ، والان بعد الانتهاء من الشق السياسي ، لاعتقادهم انه حان الوقت لاتمام ما يسمى الصفقة ، ومن ثم يجتمع المسؤول الامريكي مع الاسرائيلي ليقرروا ما هو في صالح الشعب الفلسطيني ، و بالامس كان لجرينبلات اجتماعين احدهما مع وزير الخارجية الاسرائيلية والاخر مع وزير الشؤون الاسرائيلية ، والنتيجة التي خرجت عن هذين الاجتماعين ان مقاطعة البضائع الاسرائيلية ضد مصلحة الشعب الفلسطيني ، هكذا ورد في البيان ، وبالتالي يكون اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل واسقاط ملف اللاجئين وشرعنة الاستيطان واغلاق القنصلية الامريكية في القدس، ونقل السفارة وكل ما الى ذلك ، في مصلحة الشعب الفلسطيني ، هكذا يرون الامور ، ويريدون تتويج ذلك بدعوة لورشة عمل في المنامه ، للازدهار للفلسطينيين .
ولعلكم استمعتم جميعا ، الى كلمة الاخ القائد الرئيس محمود عباس ابو مازن ، في القمة العربية الطارئة في مكة المكرمة ، عندما قال ان دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية ترفضان هذه الدعوة ، ولن تحضرا هذه الورشة ، ونطالب الجميع بعدم الحضور ، لاننا لم نفوض احدا بالحديث باسمنا ، او التفاوض عنا ، نعم نحن قضية عربية مركزية ، وقضية اسلامية ومسيحية مركزية ، وقضية دولية مركزية ، ولكن هناك فرق شاسع بين من يستخدم فلسطين وبين من يخدم فلسطين.
ونحن ندرك ايضا ان الدول عبيد لمصالحها وندرك تماما ما معنى لغة المصالح وتبادلها ، حتى ايجاد توازن للنقائض ما بين هذه المصالح ، وهي من حقكم كدول ووحدات سياسية ، ولكن ادفعوا من جيوبكم وليس من جيوب ابناء هذا الشعب ، الشعب الفلسطيني شعب الشهداء والجرحى والاسرى ، وعذابات الشعب المشرد الذي لم يقايض حقا ، لا بالمال ولابالتطبيع ولا باي امر كان ، مهما وظفتم علينا من ادوات ، تنطق بلغة الضاد وتحاول التحريض ، وتحاول ان تقتل السمعة ، كما فعلتم بالقائد الخالد فينا ياسر عرفات ، كان محاصرا وكانت تاتي اللجان للبحث في الفساد ، هل تذكرون ذلك ؟ وعندها قلت سنة 2003 لو جائت الام تريزا رئيسا لفلسطين ، وجاء منتيسكيو صاحب روح القوانين والمفرق بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية واصبح رئيسا للبرلمان الفلسطيني ، وجاء تومس جيفرسون واصبح رئيس لوزراء فلسطين وتمسكوا بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين ، وبالسيادة الكاملة لدولة فلسطيني على حدود 1967 وحق العودة للاجئين ، وطالبوا بالاعتراف بالقرار 194 لاعتبروا غير قادرين على ادارة الشعب الفلسطيني ، ولاعتبروا فاسدين .
وهذا ما يواجهه الرئيس محمود عباس وكل منكم اليوم ، هذه الهجمات التي يحاول من يقف ورائها ان يختبئ وراء الانتماء للوطن ، او حب الوطن ، او التحضير للمستقبل ، ادوات الفرقة ، ولغة الضاد وان نطقت بلغة الضاد فمن يحركها هم اصحاب المصالح ، اما في هذا الاقليم ، اما في الدول العظمى ، او في سلطة الاحتلال .
نحن لم نعلن الحرب على امريكا ولم نعلن الحرب على احد ، الطاقة التي لدينا نستخدمها لصمودنا ، لبناء مؤسساتنا لازالة العقبات ، لان الدولة والحكم لا تعني الفرقة ، لا تعني الانقلاب ، لاتعني الانقسام ، لا تعني التيئيس ، لا تعني الاحباط ، الدولة والحكم تعنيان ازالة العقبات تعنيان خلق الفرص ووضع البدائل وفي نهاية المطاف تعنيان الانتصار، واننا في حضرة اباء وامهات الشهداء والاسرى والجرحى ، واننا في حضرة المتقاعدين عسكريا ومدنيا ، الذين سبقونا سنوات وسنوات في هذا الطريق ، طريق الاستقلال والحرية والكرامة الوطنية ، وانا في حضرة الجيل الذي انتمي اليه ، وفي حضرة ابنائي وبناتي الجيل الذي يلينا ، اقول لكم لا تهنوا ولا تحزنوا ، بسم الله الرحمن ( إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) .صدق الله العظيم .
نحن لن نغادر مربعات القانون الدولي والشرعية الدولية ، ودعونا نضع جردة الحساب ، صادرات فلسطين الى الولايات الامريكية عام 2017 بلغت 5 ملايين دولار ، يستطيع تاجر فلسطيني ان يبعها في سوق اريحا في شهر رمضان ، العجز التجاري لصالح الصين في الولايات المتحدة في نهاية العام 2018 بلغ 509 بليون دولار ، والعجز التجاري في الفائض لصالح المانيا بلغ 159 مليار دولار مع الولايات الامريكية .
اتمنى ان تكونوا قد استمعتم اليوم لكلمة الرئيس الصيني في افتتاح المؤتمر الاسيوي ( كاسيا ) ، اتمنى لو سمعتم بما اجابوني عندما طلب مني الرئيس محمود عباس ان اتصل بهم حول ورشة عمل المنامة ، لقد اجابوني بالحرف الواحد، لا ازدهار ولا سلام ولا امن ولا استقرار لاحد الا بانهاء الاحتلال الاسرائيلي ،وتجسيد استقلال لفلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967.
روسيا دولة عظمى ولديها مصالح كبرى ، وتواجه عقوبات وقالت لنا بالحرف الواحد ايضا : لن يكون هناك استقرار وامن لاحد دون ان يكون استقلال لدولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود 67 ، والاتحاد الاوروبي مكون من 28 بلد ، ليس سياسة خارجية واحده ، والميزان التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ، يساوي 75% من التجارة الدولية ، ومع ذلك اذا اطلعتم على البند السابع في القمة العربية الاوروبية ، في شرم الشيخ وحضرته رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ، وميركل، و على مستوى اوروبا ، كل قيادة اوروبا دون استثناء ، تم رفض اي اجراء يمس بقضايا الوضع النهائي وعلى راسها القدس الشرقية المحتلة ، ولا حل الا بالدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 67 ، هذا ما قالته اوروبا ، وكذلك كندا الحليف الاساسي لامريكا، ارسلت رسالة خطية لي انا شخصيا تقول، اننا لن ننقل السفارة الى القدس ولن نعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل ، كذلك فعلت اليابان ودول عدم الانحياز ،و دول التعاون الاسلامي ودول الاتحاد الافريقي وفي القمة العربية في الظهران ( قمة القدس 2018) وقمة تونس 2019 .
وخاطب عريقات الحضور ..نحن نطلب منكم مراجعة كل البيانات التي صدرت بشكل مشترك من هذه المؤسسات والدول الاقليمية والمنظمات وبين سيادة الرئيس محمود عباس ، لا اقول ذلك تشجيعا ، او تصديرا للامل وهذا من حقي ، ولكنني اقول ذلك كواقع ، هل تعرفون لماذا ؟ لان في العالم 193 دولة ، لا تخلوا دولة واحدة من المشاكل في نسيجها الجغرافي وحدودها او في نسيجها الديمغرافي السكاني ، وبالتالي اذا سمحوا لترامب باسقاط القانون الدولي والشرعية الدولية والمواثيق والاعراف والمؤسسات التي قامت بين الامم منذ ان تم تاسيس الامم المتحدة عام 1945 ، فان هذا العالم سيدفع الى اتون العنف والفوضى والتطرف واراقة الدماء .
ولكم الفخر والاعتزار والكبرياء ان تكونوا قد وقفتم كابناء للشعب الفلسطيني خلف الايقونه العظيمة ، الرئيس محمود عباس ، الذي لايملك جيشا ولا اقتصادا ولا دولة مستقلة، ولكنه ثبت على هذا الحق الفلسطيني والحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني ، مهما كانت الكلفة ، وهي عالية الثمن ، فعندما يقول كوشنير ، اذا ما قبلت قيادة السلطة الفلسطينية بما سوف نطرحه فهي قيادة حكيمة واعية قادرة على قيادة الشعب الفلسطيني ، واذا ما رفضت القيادة الفلسطينية ما سنطرحه فهي قيادة فاسدة ضعيفة غير قادرة على قيادة الشعب .
باختصار .. الوقت وقت العمل، الوقت هو وقت التعاضد والتكاثف والتعالي عن الخاص الى العام ، انظروا حولكم ، اذا ما كان هنا خلاف بينكم وبين اخوانكم جيرانكم قولوا لهم نسامحكم ، ومدوا اياديكم برجولة واقتدار، لانه لا وقت لدينا للهو فيما بيننا ، لدينا مواجهة كبرى حفاظا على المشروع الوطني الفلسطيني ، ولدينا الوفاء للشهداء والاسرى والجرحى ولعذابات شعبنا المشرد ، نحن لسنا شعب فلسطين في الضفة والقدس وقطاع غزة ، نحن الشعب العربي الفلسطيني ، نعد 13 مليون نسمة في القارات الخمس ، لا فرق بين احدنا والاخر الا بما يقدمه من خدمات لاعادة فلسطين الى خارطة الجغرافيا ، ولا معنى ان تكون فلسطين دون ان تكون القدس الشرقية عاصمة لها ، انبذوا الخلافات فيما بينكم.
والى حماس نقول ، كفاكم لهذا الانقلاب الاسود ، لنحرر فلسطين، لان فلسطين والقدس اهم من كل عواصم العرب والمسلمين ، وفلسطين والقدس لن تكون قرابين تقدم في معابد اللؤم والتمحور السياسي في هذه المنطقة ، لم توجد الفصائل والحركات الا بهدف اعادة فلسطين الى خارطة الجغرافيا ، ولم تولد الا لهذا الغرض ، ومن يعتقد ان حركته او حزبه اوفصيله اهم من فلسطين فهو واهم ومخطئ ، وواقع في خطأ استراتيجي جسيم ، ومن يعتقد ان ذاته اكبر من فلسطين ، فهو واهم ، فوالله لا يوجد لدينا اعلى من رتبة جندي لفلسطين ، هذا هو الشرف الاعظم ، لكل من يكون وفيا للشهداء وللجرحى والاسرى .
ابارك لكم منطقة اريحا التنظيمية افتتاح هذا المقر ، وهذه نقطة ارتكاز للمشروع الوطني الفلسطيني ، ليس المقر وليست المقاعد هي الاساس ، ولكن الاسم الذي وضعتموه على هذه البناية ، حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ، ولا اعلى ولا اكبر دلالة على الانتماء والشرف للوطنية للشهداء والاسرى والجرحى ، من اعلاء هذا الشعار ، شعار فتح ، حركة فتح العملاقة ، بابنائها منذ ان كانت القضية الفلسطينية ، الذين عرفوا خطا واحد ، ان فلسطين تستحق من كل منا اغلى ما نملك ، اذا كانت الروح فلتكن ، وان كان الابن فليكن وان كان المال فليكن ، هذه هي فتح ولا ضمان لكم غيرها ، وانا اوصيكم ، لا ضمانة لكرامتكم الوطنية ، ولبقائكم وصمودكم على هذه الارض ، الا حركة التحرير لوطني الفلسطيني فتح ، وفصائل منظمة التحرير الوطني الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني .
كم دعونا حركة حماس للانضمام الى منظمة التحرير الفلسطينية ، كم دعونا حركة الجهاد للانضمام الى المنظمة ، ولا اعلم لماذا الانتظار ، ولماذا التشكيك بشرعية منظمة التحرير الفلسطينية ولصالح من ، هذا بيتكم المعنوي والسياسي ، وبدونه انتم مجرد اقليه كما حددها قانون القومية العنصري .
باسم اختي واخواني في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وباسم اختي واخواني اعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح اقول لكم ، ان قرارنا وخيارنا ان نبقى ونصمد، ولن تكون فلسطين بمؤسسات دولة ، فلسطين ستكون دولة مؤسسات ، هذا هو العهد ، وهذا هو القسم ، ومن اخطأ حساباته وضل سبيله بان اخذ ما لا يستحق ، واقسم بالله العظيم ان الجيل القادم سيحاسب احفادهم ، لانهم يجهلون حقائق التاريخ ، ويجهلون حقيقة من يجبل دماءه بارضه ، هذه هي حقيقة عظمة هذا الشعب وصموده وبقائه .
عاشت منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني ، عاشت دولة فلسطين ذات السيادة بعاصمتها القدس الشرقية باقصاها وقيامتها ، عاشت حركة فتح ، المجد للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للاسرى، وعاشت فلسطين عاشت فلسطين عاشت فلسطين .