القدس عاصمة فلسطين
أكدت د. حنان عشراوي ، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحريرالفلسطينية، أن قرار الحزب الحاكم في اسرائيل، حزب الليكود، بفرض" السيادة" على المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية، يأتي نتيجة لقرار ادارة الرئيس الأمريكي" ترامب"، بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال.
وقالت عشراوي ان هذا القرار هو في حقيقة الأمر تنفيذ فج لتنصل الادارة الأمريكية من خيار حل الدولتين، الذي يمثل اجماعا دوليا لم تشذ عنه الا الولايات المتحدة بادارتها الحالية. واضافت: لقد أنهت الولايات المتحدة واسرائيل العملية السياسية برمتها، وأطاحت بشكل متعمد واستفزازي بجميع الاتفاقيات بما في ذلك تلك التي رعتها الولايات المتحدة نفسها.
واوضحت عشراوي ان قرار الحزب الاسرائيلي الحاكم ، بضم المستوطنات في الضفة الى دولة" اسرائيل"، هو تنصل مباشر من الاتفاقيات الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية، وفي مقدمتها ، اتفاق اعلان المبادئ " أوسلو". وهو اعدام سياسي لكل ما نشأ عن هذه الاتفاقيات من وقائع على الأرض. وبهذا السلوك المتوقع من اسرائيل، تكون اسرائيل قد قوّضت بنفسها الاساس القانوني والسياسي للاعتراف بها.
ونوّهت عشراوي الى أن موقف الادارة الأمريكية الراهن من الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، مثّل ضوءا أخضر لليمين العنصري الحاكم في اسرائيل ، لمواصلة تدمير حل الدولتين، وانهاء أية بارقة أمل لحل يستند الى الشرعية والقانون الدوليين. فمنذ اقدام الرئيس الأمريكي على قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية اليها، بدأت تظهر المطامع الاسرائيلية ، علانية وبدون تحفظات. وما الاعلان عن خطة بناء مليون وحدة استيطانية في الضفة والقدس، الا تعبير ملموس عن حقيقة المخطط الاسرائيلي تجاه الفلسطينيين وتجاه العملية السياسية.
وقالت عشراوي: لقد حذّر الفلسطينيون على مدار السنوات الماضية ، من التأثير الكارثي للصمت الدولي ، والادانات اللفظية للسلوك الاستيطاني الاسرائيلي. أما وقد انفضحت للعالم، نوايا الاحتلال الكولونيالي الاسرائيلي تجاه قرارات الشرعية الدولية، ومبدأ حل الدولتين، فان الاكتفاء بالادانات من دون اجراءات عقابية ملموسة، واعلان واضح عن اسرائيل دولة مارقة ومهددة للسلم والأمن العالميين، سيعني أن المجتمع الدولي مشارك في هذه الجريمة.
ودعت جامعة الدول العربية ومنظمة العمل الاسلامي الى التوجه الفوري لمجلس الأمن لاستصدار قرار فوري، وتحت البند السابع، يضع حدا لهذا الخرق والاستهتار المتواصل بقرارات الشرعية الدولية، وينزل العقوبات الرادعة بالاحتلال. كما دعت الاطراف السامية الموقعة على ميثاق جنيف الرابع للتدخل الفوري لحماية الشعب الفلسطيني وأرضه من الاحتلال.
وتابعت عشراوي: لقد قدمت منظمة التحرير كل التنازلات التاريخية المؤلمة، لايجاد حل مقبول للصراع القائم، ولم يعد أمام شعبنا، أمام هذا المخطط الاسرائيلي الواضح والمعلن، سوى اعادة تقييم خياراته السياسية، من خلال مؤسساته السياسية والتشريعية، وفي مقدمتها المجلسين الوطني والمركزي.
واختتمت عشراوي بيانها، بالتأكيد على الاهمية الحاسمة لنبذ الخلافات الداخلية ، والحاجة الماسة لتوحيد الجبهة الداخلية وتمتينها، لمواجهة المخاطر الوجودية التي تهدد الكيانية والوجود السياسي الفلسطيني.