2025-05-10 الساعة: 07:27:34 (بتوقيت القدس الشريف)

عشراوي: غموض بيان مؤتمر باريس سيمكّن إسرائيل مجدداً من التحايل على قرارات الأمم المتحدة وانتهاك المتطلبات الأساسية لاي عملية سياسية ذات جدوى

اعربت عن تقدير الشعب الفلسطيني وامتنانه للحكومة الفرنسية على مبادرتها

 

 

 

رام الله-الموقع الرسمي لمنظمة التحرير:

 أعربت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. حنان عشراوي عن تقدير الشعب الفلسطيني وامتنانه للحكومة الفرنسية على مبادرتها, بتنظيم  اجتماع دولي للسلام, حضره اكثر من خمس وسبعون دولة ومؤسسة دولية,  مما أعاد القضية الفلسطينية الى موقعها الطبيعي على جدول الأعمال الدولي، تاكيداً على الالتزام بالقانون الدولي وحل الدولتين.

وأضافت عشراوي: " ان ترحيبنا بانعقاد هذا المؤتمر, لا يغفل الدور الذي لعبته اسرائيل وبعض حلفائها في تبهيت نتائج هذا المؤتمر، حيث لم يشر البيان بصراحة إلى قيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967، ناهيك عن  الغموض الذي لفّ البيان, والذي سيمكّن إسرائيل مجدداً من التحايل على قرارات الأمم المتحدة وانتهاك المتطلبات الأساسية لاي عملية سياسية ذات جدوى.

وتابعت: مع احترامنا لنوايا المشاركين في مؤتمر باريس, والتزامهم بحل عادل وشامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي الا انه لا يمكن التغاضي، بحكم التجربة، عن امكانية ان تقدم اسرائيل على استغلال عدم الوضوح لصالح مطامعها الاستعمارية، بعد أن قدم الفلسطينيون تنازلا تاريخياً مؤلماً, حين قبلوا بدولة على 22٪ من فلسطين التاريخية.

وقالت: لقد أوجدت صيغة الاعلان تكافؤ مضللا بين قوة الاحتلال والشعب تحت الاحتلال، على الرغم من ادراك المشاركين بأن قوة الاحتلال الاسرائيلي, هي المسؤولة عن انتهاك القانون الدولي والإنساني.

ولفتت الى ان البيان اغفل كذلك الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينينة كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني, وتجاوز القضايا الرئيسية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي وفي مقدمتها قضية اللاجئين, والقدس الشرقية، فالترحيب بالقرار 2334، وعدم اعتماده أساسا للمفاوضات ، الى جانب القرارات الاممية ذات الصلة ، يضعف من الموقف الدولي. كما أن الزج بتوصيات اللجنة الرباعية ، والتي سبق أن رفضها الجانب الفلسطيني، والمبادئ التي تضمنها خطاب  جون كيري ، المبنية على مفاهيم اسرائيلية ، تعرقل السلام بدل أن تدفعه قدما... كما يخطيء المؤتمرون, بالاعتقاد بأن تقديم  الحوافز المادية, او الدعوة الى تطبيع العلاقات بين مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني والاسرائيلي، أو حتى بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية  يمكن أن تساهم في انقاذ حل الدولتين. فقد سبق ان تلقت  اسرائيل مكافآت سخية, وحماية قانونية من قبل اوروبا واالولايات المتحدة, دون ان تتوقف عن عدوانيتها, واستخفافها بالقيم والقرارات الدولية.

واكدت عشراوي: ان رسالة واضحة وحازمة من المجتمع الدولي تجاه اسرائيل وسياساتها, هي الوصفة المناسبة لانهاء عربدتها واستهتارها المعلن بالمجتمع الدولي ومؤسساته المختلفة. فالقانون الدولي, ليس اقتراحاً يمكن لهذه الدولة ان تأخذ به او تطرحه جانباً.

وقالت ان المؤتمر افتقر الى وضع  آليات واضحة للتنفيذ، ولم يحدد أي مرجعية يمكن الاحتكام اليها في حال استمرار التعنت والرفض الاسرائيلي لمتطلبات العملية التفاوضية، مشيرة الى ان الاكتفاء بدعوة الطرفين الى مفاوضات ثنائية, يعني العودة الى مربع التسويف والمماطلة, ومنح اسرائيل الوقت الكافي للاجهاز الفعلي على حل الدولتين من خلال الاستيطان ونهب الارض الفلسطينية.

واضافت: ان تجربة ستة وعشرين عاماً, من المفاوضات المباشرة, لم تسفر إلا عن المزيد من العقبات التي وضعتها اسرائيل أمام السلام وحل الدولتين.  

كما عبّرت عشراوي عن أسفها الشديد من موقف الحكومتين البريطانية والاسترالية  المتحفظ على البيان، والذي منع في وقت لاحق ، مجلس الشؤون الخارجية الأوروبي من مناقشة ودعم بيان مؤتمر باريس الختامي.

واضافت: بدلا من أن تصحح وتكفّر  بريطانيا عن مسؤوليتها التاريخية تجاه نكبة الشعب الفلسطيني، تتساوق مع خطاب الادارة الامريكية الجديدة ، والذي لا يبشّر بالخير بالنسبة لتحقيق السلام ، وانهاء الاستيطان، وتحقيق حل الدولتين.

واختتمت عشراوي بالقول : أن الاختبار الحقيقي والملموس ،لكل الدول المؤمنة بالسلام ، هو الاعتراف الصريح والفوري بدولة فلسطين على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.