رام الله-الموقع الرسمي لمنظمة التحرير:
انطلقت أعمال مؤتمر باريس للسلام في العاصمة الفرنسية، اليوم الأحد، بمشاركة 70 دولة، و5 منظمات دولية، في إطار مبادرة فرنسية أطلقت قبل عام لتعبئة الأسرة الدولية من جديد، لاستئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية المتوقفة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت، في كلمته الافتتاحية، إن المؤتمر يهدف إلى تشجيع السلام العادل بين إسرائيل والفلسطينيين، وحل الدولتين هو الحل الوحيد الممكن، الذي يضمن حقوق الطرفين.
وأضاف، "اتفهم بعض التحفظات حيال المؤتمر، والوضع على الأرض يؤكد أنه لا وقت لإضاعته، ونحن مصممون على مشاركة المجتمع الدولي في صنع السلام"، مشيرا إلى أن "أملنا الوحيد هو السلام الذي هو أمل الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وشعوب المنطقة، والعالم".
كما ثمن الجهد المتواصل لوزير الخارجية الأميركي جون كيري، وللرباعية الدولية لاستئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدا أنه بعد سنتين من جمودها، فإن القضية الفلسطينية عادت الى جدول اعمال العالم، ومسؤوليتنا المشتركة هي جمع الاسرائيليين والفلسطينيين حول طاولة المفاوضات.
وكان الرئيس محمود عباس، قد قال "إن مؤتمر السلام الدولي في باريس، ربما يكون الفرصة الأخيرة لتنفيذ حل الدولتين".
وأضاف الرئيس، في مقابلة مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، عشية انعقاد المؤتمر: "نحن كفلسطينيين نقول كفى. بعد 70 عاما من المنفى و50 عاما من الاحتلال، يجب أن يكون 2017 عام العدالة والسلام والحرية لشعبنا".
يشار إلى أن المنظمات الخمس الدولية المشاركة هي: جامعة الدول العربية، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الافريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي.
وقالت فرنسا إن الاجتماع لا يهدف إلى فرض أي شيء على إسرائيل أو الفلسطينيين وإنه لا يمكن حل الصراع إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الجانبين.
وأعربت اسرائيل عن معارضتها لعقد مؤتمر باريس، وقالت إن مؤتمرات دولية وقرارات أممية تُبعد السلام لأنها تشجع الفلسطينيين على التشبث بموقفهم الرافض لخوض تفاوض مباشر مع اسرائيل.
ونقل عن مصادر دبلوماسية بأن حل الدولتين اللتين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام وأمن، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم، وأن هذا الحل يجب أن يحفظ أمن اسرائيل.
وذكرت وكالة "رويترز" إن مسودة البيان التي إطلعت عليها، تؤكد القرارات الدولية القائمة وتحث الجانبين على إعادة إعلان التزامهما بحل الدولتين والتنصل من المسؤولين الذين يرفضونه ويطلب من الأطراف الرئيسية "الامتناع عن الخطوات المنفردة التي تصدر حكما مسبقا على نتيجة مفاوضات الوضع النهائي".
واضافت "رويترز" أن القوى الغربية سترسل من خلال المؤتمر رسالة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، بأن الحل القائم على وجود دولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو السبيل الوحيد للمضي قدماً وستحذر من أن خططه لنقل السفارة الأميركية إلى القدس قد يعطل جهود السلام.
وقال دبلوماسي فرنسي كبير أنه "قبل خمسة أيام من أن يصبح رئيساً من المهم أن تعيد 70 دولة إلى الأذهان الحل القائم على دولتين في الوقت الذي يمكن أن تنفذ فيه إدارته إجراءات مثيرة للجدل ربما تؤدي إلى تفاقم الأمور".
واعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد اشتية، أن نجاح المؤتمر الدولي للسلام مرتبط بتأكيده على قضيتين هما، تشكيل لجنة متابعة، والخروج بإطار زمني لإنهاء الاحتلال، داعيا فرنسا إلى الاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 67.
وأكد اشتية، في حديث لبرنامج "ملف اليوم" الذي يبث عبر تلفزيون فلسطين، إبلاغ الجانب الفلسطيني موقفه للحكومة الفرنسية حول القضايا التي يريد أن يتضمنها البيان الختامي، وهي استناد البيان للشرعية الدولية المتمثلة بقرارات الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن، خاصة القرار الأخير 2334، وأن يكون هناك جدول زمني لإنهاء الاحتلال ومرجعية واضحة، وتشكيل آليات ولجان متابعة.
وأضاف: "مؤتمر بهذا الزخم لا نريد له أن يكون حدثا ليوم واحد، وإنما جزءا من عملية متتابعة".
وقال اشتية: "سنطالب العالم بالانتقال من مؤتمر باريس إلى خطوات عملية عبر المتابعة الحثيثة، ومحاسبة إسرائيل على احتلالها للأرض الفلسطينية، والاستيطان، والانتقال من صيغة البيانات والخطابات إلى صيغة تغيير الواقع على الارض، لكي يلمس المواطن الفلسطيني دعم المجتمع الدولي لقضيته".
وتابع "أن انعقاد المؤتمر الدولي للسلام غدا نجاح لفلسطين، ونحن نعول كثيرا على الحضور العربي وجامعة الدول العربية، كونهم حاملي راية القضية الفلسطينية بشكل أساسي"، موجهاً الشكر لدولة فرنسا على جهودها وتحملها ضغطا دوليا كبيرا في ظل الظروف الإقليمية والدولية الراهنة، وفي ظل تعنت دولة الاحتلال.
وأشار اشتية إلى التعميم الذي وزع من قبل وزارة الخارجية الإسرائيلية الأسبوع الماضي على مختلف دول العالم، وطالبت فيه دول العالم بمقاطعة المؤتمر، لافتا إلى ضغوط أميركية-إسرائيلية كي لا يرقى البيان الختامي إلى مطالب وآمال الجانب الفلسطيني.
وأكد أن العملية السياسية عملية متراكمة، وقال: "إسرائيل تجد نفسها اليوم خارج السرب العالمي وفي عزلة دولية، ونحن على ثقة أن العالم يسير إلى المسار الذي يريده الشعب الفلسطيني، وفي طريق محاسبة دولة الاحتلال على جرائمها".
ودعا اشتية الحكومة الفرنسية إلى الاعتراف بدولة فلسطين، دولة على حدود الرابع من حزيران، "حتى تحذو دول أوروبية أخرى حذوها ونحصد المزيد من الاعترافات بالدولة الفلسطينية".
يذكر أن المؤتمر الدولي للسلام سينعقد غدا الأحد بحضور 70 دولة ومؤسسة دولية، في حين تغيب إسرائيل عن المؤتمر.
من جهة اخرى، قال سفير دولة فلسطين لدى فرنسا سلمان الهرفي، إن الاجتماعات متواصلة منذ الصباح والأعمال مستمرة، من أجل صياغة دقيقة للبيان الختامي للمؤتمر الدولي للسلام، المقرر عقده في باريس، ليلبي مطالب الجميع.
وأوضح الهرفي، في اتصال ضمن برنامج "ملف اليوم" الذي يبث عبر تلفزيون فلسطين، أن جميع الدول المدعوة للاجتماع وعددها 70 دولة و5 منظمات دولية، هي: الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، وحركة عدم الانحياز برئاسة فنزويلا، ستشارك في الاجتماع التحضيري الذي سيقدم البيان الختامي للمؤتمر غدا.
وكشف الهرفي عن مؤشرات أساسية إيجابية للاجتماع، داعيا المؤتمر إلى الأخذ بعين الاعتبار كافة القضايا الجوهرية التي جاءت في قرارات مجلس الأمن سابقا، والاتفاقيات التي جرى الاتفاق على تنفيذها من قبل الجانبين، خاصة الجانب الإسرائيلي الذي تنكر للشرعيات الدولية.
وأكد أن دولة فلسطين تقدمت أكثر من مرة بتعديلات على أكثر من صيغة، وقال:" نحن الآن في الصيغة الخامسة للبيان الختامي".