2024-05-18 الساعة: 09:31:22 (بتوقيت القدس الشريف)

رسام الكاريكاتور جلال عبدالكريم نمر الرفاعي

 

** من مواليد قرية كفر عين - رام الله - فلسطين في العام 1946

** من غير المعروف على وجه الدقة متى كانت بداياته مع الكاريكاتور لكنه يذكر بأنه رأى أول رسم كاريكاتوري عندما كان صغيراً حين فتح إحدى المجلات على صفحة فيها رسم أضحكه لشخصية رأسها أكبر من جسمها وأنفها أكبر من أي أنف رآه في حياته ولم يكن يدرك كنه تلك الهواية التي كانت تقبع في داخله والتي أخرجت تلك الضحكة العفوية من طفل لم يسمع في حياته كلمة (كاريكاتور) من قبل.

** كبر ذلك الطفل وبدأ يتحسس مواقعه جيداً بين أبناء محيطه وطلاب مدرسته. وشجعه على ذلك أستاذ وقال له: خطك جميل وأننا سنستعين بك في كتابة مجلة الحائط التي تصدرها المدرسة، وفعلاً خط الرفاعي ورسم بعض المواضيع على مجلة الحائط، كما فتحت الأبواب أمامه للمشاركة في مسابقات الرسم والخط وحصل على جوائز قيمة في تلك الأيام.

** حصل على شهادة الدراسة الثانوية العامة من مدرسة رام الله الثانوية في مدينة رام الله في العام الدراسي 1963 – 1964 وبعد أن أتم الدراسة الثانوية عمل مصححاً في جريدة (الجهاد) في القدس، وفيها تعرف إلى الخطاط المرحوم الشيخ يوسف النجار الذي كان يقوم بتخطيط عناوين الجريدة، كما قام بإعطاء جلال الرفاعي بعض قواعد الخط إلى جانب تعليمه كيفية الإمساك بالريشة والتخطيط، وتقدم بسرعة في هذه الهواية وأصبح يخطط شهادات لعدد من معاهد التدريس في تلك الأيام.

 

** في ستينات القرن الماضي عرف فنان الكاريكاتور من خلال مجلة (روز اليوسف وصباح الخير) التي كان يرسم فيهما أكبر رسامي الكاريكاتور في مصر، وبدأ يقلد رسوماتهم ويتابع أعمالهم.

** قبل حرب العام 1967 حصل جلال الرفاعي على وظيفة (خطاط ورسام) في دائرة الثقافة والفنون كما كان يعمل في تلك الأيام كخطاط في جريدة الدستور، وبعد النكسة بقي يعمل في كلا الوظيفتين وبتشجيع من رئيس التحرير المرحوم جمعة حماد بدأ جلال الرفاعي في عام 1971 بنشر رسوماته الكاريكاتورية على الصفحة الأخيرة من جريدة الدستور وأكسبته المنحة الدراسية التي حصل عليها لدراسة الإخراج الصحفي في بريطانيا خبرة جديدة وفتحت أمامه مجالات واسعة للاطلاع على حضارات وفنون جيدة.

** عمل في جريدة الدستور خطاطاً وكذلك مشرفا فنيا في عدد من المجلات والصحف العربية الصادرة من لندن خلال الفترة من 1967 ولغاية 1974

** يعتبر من أوائل رسامي الكاريكاتور في الأردن حيث كانت البداية الفعلية له مع الرسم الكاريكاتوري حيث سافر إلى لندن لدراسة الإخراج الصحافي ودرس الرسوم المتحركة لمدة سنة (1976–1977) حيث يعترف جلال الرفاعي بعد الذي شاهده في بريطانيا أنه لم يكن راضياً عن أشياء كثيرة ومن ضمنها ما كان يقدمه وأثناء إقامته في لندن رسم لصحيفة (العرب) اللندنية كما كان يراسل الصحف الأردنية ويبعث برسوماته الكاريكاتورية من هناك.

** عمل مديراً للقسم الفني في مؤسسة البيان الصحافية بدبي في الإمارات العربية المتحدة في العام 1980 وحتى العام 1990 (حيث حضرت إليه فرصة العمر عندما عرض عليه المرحوم الأستاذ إبراهيم سكجها العمل معه والتفرغ في جريدة (البيان) الإماراتية بدبي، وفي بداية العام 1980 عمل مديراً فنياً ورساماً للكاريكاتور وبالعمل في جريدة البيان يكون قد حقق مراده بالتفرغ).

** عاد إلى العمل كرسام كاريكاتور في جريدة الدستور الأردنية منذ مطلع عام 1990 حتى وفاته في 2012

** مر الفنان جلال الرفاعي بمراحل البحث عن الذات الفنية والبحث عن الخطوط الخاصة به والريادة، حيث رسم خطوطه لتكوين لوحة كاريكاتير، واستحق لقب الأب الروحي لفن الكاريكاتير، ووضع موطئ قدم على قمة الكاريكاتير العربي.

** نشر عدد من المجلدات الخاصة بفن الكاريكاتير وأهمهم مجلد بعنوان (هموم الناس) و(مكانك سر) تناول في هذين المجلدين رسومات ساخرة مثلت المرآة الساخرة للواقعين الأردني والعربي وقد سطر اسمه كواحد من أهم رسامي الكاريكاتير العربي وجعل من فنه انعكاسا ساخرا لمعاناة المواطن.

** صاحب عطاء إبداعي متميز وله ثمانية كتب كان آخرها كتاب عنوانه "مكانك سر"، هذا إضافة إلى استخدام رسومه في العديد من أغلفة الكتب، وقد رعى خلال عمله في جريدة الدستور العديد من المواهب الشابة، واستحدث صفحة خاصة لرسامي الكاريكاتير الجدد.

** حصل على جائزة الكاريكاتير العربي (جائزة هشام وعلي حافظ) في العام 1996 وعلى درع الرواد العرب ( فئة الكاريكاتير) وعلى العديد من الدروع وشهادات التقدير.

 

** تزخر رسومات الفنان الراحل بالكثير من الرؤى والجماليات النضرة في تصوير الواقع والتي اتسمت رسوماته بجاذبيتها الكلاسيكية في منهجية تقوم على اللونين الأسود والأبيض رغم انحيازه إلى الألوان أحيانا والتي غالبا ما يترك تنوعها الفريد أحاسيس ومشاعر جياشة لدى المتلقي وعشاق فن الكاريكاتير.

** كان الفنان رئيسا لرابطة رسامي الكاريكاتير في الأردن وهو صاحب مشاركات في الحياة الثقافية الأردنية وسبق له المشاركة بالعديد من المعارض التشكيلية داخل وخارج المملكة كان أحدثها مشاركته ضمن فعاليات مهرجان تونس لفنون الكاريكاتير الذي نظمه المرصد التونسي لحرية الصحافة والنشر والإبداع بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، حيث عرض الفنان الراحل مجموعة من رسوماته في فن الكاريكاتير والتي اختزنها عبر تجربة كبيرة في الصحافة المحلية والعربية.

** كان مخلصا لعروبته ولقضيته الأولى (قضية فلسطين) وهو فنان تشكيلي قدير فهو رسام كبير له خصوصيته في عالم اللوحة والكاريكاتير.. ناضل عبر مسيرته الفنية بالريشة والكلمة.. وهو باحث ومناضل ومناصر للكادحين والفقراء ورسوماته تشهد على ذلك. وله العديد من النشاطات الثقافية والاجتماعية لكن إبداعاته تبقى وجهاً بارزاً على الصعيدين المحلي والخارجي، وهي تجسد شخصيته.

** تم الاعلان من قبل السيد هيثم يوسف سفير الاعلاميين العرب عن اطلاق جائزة مخصصة لرسم الكاريكاتير في الوطن العربي (الى جانب جوائز الملتقى السنوية والتي يصدرها مركز توزيع الجوائز العربية على مدار خمسة اعوام) بضم جائزة جلال الرفاعي لرسم الكاريكتير.

** رحل عن الدنيا صباح يوم السبت 19 مايو 2012 اثر نوبة قلبية حادة في عمان عن عمر يناهز 66 عاما.