2024-05-01 الساعة: 00:51:54 (بتوقيت القدس الشريف)

تحرير أكثر من 713 دونماً من أراضي الفلسطينيين في غور الأردن

إنجاز كبير للمحامية نائلة عطية

إنجاز كبير للمحامية نائلة عطية تحرير أكثر من 713 دونماً من أراضي الفلسطينيين في غور الأردن حققت المحامية المناضلة نائلة عطية، رئيسة الوحدة القانونية لمتابعة الانتهاكات الإسرائيلية في منظمة التحرير الفلسطينية، انجازا كبيرا، يعتبر الأول من نوعه منذ توقيع اتفاقيات أوسلو، في مجال استرداد الأراضي التي سيطر عليها الاحتلال وحولها إلى مناطق عسكرية بعد حرب حزيران.

ويتمثل هذا الانجاز بتحرير أكثر من 714 دونما، فيما يتواصل العمل على إنهاء ملفات أخرى لمساحة تزيد عن الالف دونم ، من الأراضي الفلسطينية الواقعة في المناطق المحاذية لحدود الأردن، والتي منع أصحابها من دخولها، منذ إعلانها مناطق عسكرية مغلقة في عام 1967، ومن ثم تسليمها للمستعمرين الإسرائيليين دون أي وجه قانوني.

وقالت المحامية نائلة عطية انه بعد تحرير هذه الأراضي، يجري العمل الآن لمتابعة ومحاسبة واضعي اليد والمقتحمين المستثمرين على قسم من هذه الأرض دون أي حق قانوني. وأوضحت أن سلطات الاحتلال قامت بعد احتلال 1967 بإعلان هذه الأراضي مناطق عسكرية مغلقة، كما كل المناطق المتاخمة للحدود الأردنية.

وأشارت عطية إلى أن سلطات الاحتلال بدأت في الثمانينيات بتسليم هذه الأراضي إلى المستعمرات التي أقامتها في غور الأردن، حيث قام المستعمرون بعد 1987 بزراعتها لتشكل بالتالي حاجزا يمنع التواصل الطبيعي لفلسطينيي الغور مع الحدود الأردنية أو أن المستعمرين سيطروا عليها بغياب أصحابها، وهذا ما ستكشفه الأيام، حسب ما قالته عطية، التي اكدت ان الانجاز الأهم يتمثل في رفع يد الدولة عن الأرض.

وقالت: خسارة ان الموضوع أهمل طوال عشرات السنوات، وحرم أصحاب الأرض منها . وأفادت عطية انه في عام 1994، رسخ قائد المنطقة الوسطى هذا الإجراء الاحتلالي بإصدار أمر عسكري يمنع دخول العمال الفلسطينيين إلى الأراضي الزراعية او حتى الاقتراب منها. والمستغرب، تقول عطية، انه بعد توقيع اتفاقيات أوسلو، لم يفحص أي طرف، موضوع هذه الأراضي، وحق أهلها العائدين بين 1995 و2012 باستردادها.

وأشارت إلى أن الإنتاج الزراعي في تلك الأراضي تعاظم بنسبة 110% وحقق مكاسب مادية ضخمة للمستوطنين بينما حرم أصحاب الأرض الشرعيين حتى من دخول أراضيهم. وقامت المحامية عطية من خلال الوحدة القانونية لمتابعة الانتهاكات الإسرائيلية بإشراف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمد زهدي النشاشيبي، بتبني قضايا أصحاب الأراضي لمتابعة قضايا "رفع اليد" عن الأراضي لعدد كبير من الفلسطينيين، واستعادة الآلاف من الدونمات، وإعادتها إلى أصحاب الأراضي الفلسطينيين. وقامت بعدة جولات ميدانية في الغور للوقوف على حجم عمليات السلب وموقع الأراضي والتوثيق، وبعد رفض الإدارة المدنية للدعاوى التي قدمتها، قامت بتقديم الماسات تمهيدية إلى المحكمة العليا، نيابة عن عشرات الفلسطينيين الذين منعوا من دخول أراضيهم. وتبين من أكثر من رد تلقته المحامية عطية على إلتماساتها، أن سلطات جيش الاحتلال رفعت أياديها عن مساحات شاسعة من هذه الأراضي، وان المستعمرين يواصلون استغلال خيراتها، دون أن يكون لأصحاب الأرض الحقيقيين أي علم بأنه يمكنهم استعادة أراضيهم. وبفضل هذا الالتماسات تم تحرير أكثر من قطعة، منها مساحة 137 دونما و 886 مترا في غور الفارعة تعود ملكيتها للمواطنين الفلسطينيين مبروك خليل مبروك، عبدالله محمد مبارك ،محمود عيد احمد، بركات عيد احمد، عبدالكريم محمد حسن، صيتة بنت عواد حسن. أما في حوض الورشات في منطقة غور الفصايل التابعة لقضاء نابلس، فقد تم تحرير 590 دونماً و668 مترا، تعود ملكيتها (100 حصة) الى ورثة المرحوم انور نسيبة، والذي كان وزيرا للداخلية في الحكومة الأردنية قبل احتلال 67، وللمواطنين سليمان أبو الدجى العرينات (ابو حاتم) ومالكين من عائلات العرينات، من بينهم: إبراهيم العبد العرينات، وسالم سلامة العرينات، وعودة العرينات، وصبيح العرينات، وابراهيم العرينات ومحمد الفريج العرينات وسلامة مسلم العرينات وسالم عودة العرينات وخلف محمد العرينات. واكدت عطية: هناك أراض أخرى سنعلن عنها بعد التواصل مع أصحابها، لكنه "لا يضيع حق وراءه مطالب"، تقول عطية، وتعد بأن يكون هذا الانجاز أول الغيث. وقال أكثر من مصدر مطلع أن هذا الانجاز يعتبر الأول من نوعه الذي يتم تحقيقه للشعب الفلسطيني على الأرض بالنسبة لهذه الأراضي في الغور. أما الدكتور سري نسيبة رئيس جامعة أبو ديس، ونجل المرحوم السيد أنور نسيبة، وزير الداخلية السابق في المملكة الأردنية والذي فقد الأمل باستعادة الأرض يوم استيلاء جيش الاحتلال عليها، فقد عن فرحه الشديد بهذا الانجاز، مشيرا إلى أن والده الراحل فارق الحياة وهو يتمنى استعادة هذه الأرض. وقال ان له شخصيا ذكريات طفولة كثيرة وعزيزة في هذه الأرض، مضيفا: كنت أتمنى لو بقي والدي على قيد الحياة، فقط كي يفرح للحظة بمعانقة تراب هذه الأرض التي أحب. واستذكرت عطية أحاديث أبناء العرينات في زيارتها الأخيرة اليهم، والذين حدثوها بان الوزير نسيبة كان قد حارب في القدس مع الثوار وفي معركة النبي يعقوب عام 1948 وأصابته رصاصة أدت إلى بتر ساقه. وقال أحد أصحاب الأراضي، سليمان العرينات (ابو حاتم) : منذ عام 1967 وانا اتحسّر على هذه الأرض حين أعبر الجسر وأراها مزروعة بالنخيل ونحن محرومين من دخولها.. وكنا نعتقد ان الدولة صادرتها وانتهى أمرنا حتى جاءت الأستاذة نائلة وبشرتنا بهذا الانجاز الكبير! بصراحة لا زالنا غير مصدقين أننا استعدنا هذه الرض بعد هذه السنوات الطويلة!! لقد فارق السيد انور نسيبة الحياة وهو يتمنى استعادة هذه الأرض!