2025-11-23 الساعة: 12:09:57 (بتوقيت القدس الشريف)

شؤون القدس: تحويل الأعياد العبرية إلى أدوات سيطرة يكشف جوهر الصراع على هوية المدينة

الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية

حذرت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية من مخاطر وتداعيات الإجراءات التي يفرضها الاحتلال  الاسرائيلي في المدينة المقدسه تزامنًا مع ما يسمى بـ”يوم الغفران” والتي تعكس بوضوح أن الأعياد العبرية لم تعد شأناً دينياً داخلياً، بل أداة ممنهجة لإعادة إنتاج السيادة الاحتلالية على حساب هوية القدس الفلسطينية.

وأوضحت الدائرة في بيان صحفي اليوم، أن إغلاق الطرقات وتشديد الخناق على المقدسيين ومنع المصلين من دخول الأقصى، مقابل فتح الساحات أمام المستعمرين لأداء طقوسهم، هو تكريس عملي لنظام تمييز ديني–قومي، تتجاوز خطورته حدود الانتهاك الآني إلى محاولة فرض هندسة سياسية جديدة للمدينة تقوم على “تقديس الاحتلال” بدلًا من قدسية المكان.

وأكدت أن ما يجري يعكس عقلية تعتبر أن الدين يمكن أن يتحول إلى أداة سيطرة، وأن المناسبات والاعياد العبرية فرصة لشرعنة الاقتحامات وتثبيت وقائع استيطانية، وهذا النهج لا يُفسَّر إلا باعتباره استخدامًا منظمًا لـ”الزمن الديني” كوسيلة لتغيير “الزمن السياسي” للقدس، بما يضع المدينة على حافة مواجهة دينية تهدد استقرار المنطقة برمتها.

وأضافت الدائرة أن خطورة هذه السياسة تكمن في أنها لم تعد محصورة داخل حدود القدس، بل تُقدَّم باعتبارها نموذجًا قابلاً للتكرار في الضفة الغربية، وهو ما يجعل الأعياد العبرية تتحول إلى لحظة اختبار لإرادة الاحتلال في فرض معادلات جديدة بالقوة، ولقدرة الفلسطينيين على حماية وجودهم وهويتهم في وجه هذا المشروع.

وأكدت الدائرة،  أن حماية المسجد الأقصى والقدس لا تنفصل عن معركة تثبيت الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، وأن العالم أمام امتحان سياسي وأخلاقي في مواجهة سياسات الاحتلال التي تحوّل الدين إلى أداة استعمارية، محذرة من أن الصمت الدولي سيفسَّر كقبول ضمني بمسار تغير الوضع الديني والتاريخي للحرم  القدسي وتفجير صراع مفتوح لا تُحمد عواقبه