2025-07-05 الساعة: 10:38:34 (بتوقيت القدس الشريف)

دائرة شؤون اللاجئين / اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة في الذكرى 76 للنكبة (فلسطين باقية، والاحتلال الى زوال)

الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية

بيان صادر عن

دائرة شؤون اللاجئين / اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة في الذكرى 76 للنكبة

(فلسطين باقية، والاحتلال الى زوال)

اصدرت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية ، البيان التالي بمناسبة ذكرى احياء النكبة 76 

لا يمكن فهم النكبة كحدث بعيداً عن السياقات والمقدمات التاريخية التي ساهمت بنحو مباشر في صناعة النكبة، فقد شكلت مقولة زعماء الحركة الصهيونية(فلسطين أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض)، عملية دعائية مضللة، وما تلاها من إعلان لوعد بلفور الذي مهد لاحتلال فلسطين بشكل مباشر من قبل الجيش البريطاني، ولاحقا اعلان قيام سلطة الانتداب، كخطوة على طريق تكثيف الهجرة يهودية الى فلسطين، وتقوية الاستيطان اليهودي ودعمه في المجالات الاقتصادية والتعليمية والإدارية وانشاء المحاكم والنقابات والجامعات والمدارس والمعسكرات وإصدار القوانين التي تشجع على تسريب ومصادرة الأراضي لصالح اليهود  والتدريب عسكري للعصابات الصهيونية، ودعماً لكل مقومات قيام الدولة اليهودية على ارض فلسطين ، وفي ذات الوقت منع أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية ، عبر خنق المجتمع الفلسطيني والحد من نموه وتطوره، وحظر الأحزاب والعمل السياسي ورفض قيام أي مؤسسات قد تكون مدخلا لقيام الدولة الفلسطينية، ومنعه من التعبير عن هويته الوطنية، وضرب أي مقاومة شعبية في اوساطه.

وقد شكلت النكبة الجريمة الأكبر في تاريخنا الفلسطيني المعاصر، ولا تزال هذه الجريمة مستمرةً في الزمان والمكان، حيث أدت الى اقتلاع شعبنا الفلسطيني من ارضيهم ومصادر رزقهم وبيوتهم بقوة السلاح عبر عمليات تهجير قسري جماعية ومنظمة طالت قرابة المليون فلسطيني، وتطهير عرقي وما نتج عنه من تدمير ما يقارب 531 قرية ومدينة فلسطينية، واقتراف أكثر من 70 مجزرة دموية بحق شعبنا الفلسطيني، والى استشهاد ما لا يقل عن 15 الف فلسطيني على يد عصابات الاجرام الصهيونية، وصولاً الى عملية نزوح ولجوء كبرى وظهور المخيمات داخل فلسطين والشتات، حيث يبلغ عدد المخيمات 78 مخيما (معترفا به وغير معترف به من قبل الاونروا). وهذه المخيمات كانت ولا زالت تمثل الوعاء السياسي والاجتماعي الذي احتضن جموع اللاجئين الذين شردوا بعيدا عن بيوتهم، وداخل هذه المخيمات أعاد الفلسطيني صياغة وجوده وذاكرته الوطنية وسرديته التي لن يطويها النسيان او الاحتلال او المنفى، وظل محافظا على حقوقه الوطنية.

اليوم وفي الذكرى 76 للنكبة، نعيش إعادة انتاج نكبة جديدة على يد حكومة الحرب الصهيونية، من خلال حرب الإبادة الجماعية والتجويع والتهجير والتطهير العرقي، والتي راح ضحيتها أكثر من 35 الف شهيد، وأكثر من 80 الف جريح، و10 الاف مفقود، وتدمير لكل مناحي الحياة الاجتماعية والتعليمية والسكنية والاقتصادية والثقافية والصحية، والاقتحامات المتواصلة للمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس وتدمير بناها التحتية وعمليات التخريب، والاعتداءات المنظمة والمكثفة في  القدس، ومهاجمة التجمعات البدوية والقرى والبلدات الفلسطينية، في محاولة لجعل الحياة غير ممكن وبالتالي دفع الناس نحو الهجرة القسرية الى خارج فلسطين.

وتتواصل حلقات الاستهداف لتطال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الاونروا، ومحاولة تقويض عملها، والتحريض عليها من جانب إسرائيل لقطع التمويل عنها، وهذه الاستهداف يأتي للقضاء على ما تمثله وكالة الاونروا من اعتراف دولي بوجود واستمرار قضية اللاجئين، ولأهمية ما تقدمه من خدمات في أوساط اللاجئين باعتبارها صاحبة التفويض الاممي بهذا الخصوص وفقا للقرار 302.

اننا وفي الذكرى 76 للنكبة ووسط هذه الإبادة الجماعية التي لا تتوقف نؤكد على ما يلي:

  1. وقف حرب الإبادة الصهيونية ضد أبناء شعبنا في قطاع عزة والمخيمات، والدعوة الى محاسبة إسرائيل على كل جرائم الإبادة الجماعية والمجازر والتهجير القسري والتجويع والتطهير العرقي.
  2. حق العودة والتعويض واستعادة الممتلكات هي حقوق فردية وجماعية، وهي حقوق وطنية وقانونية وإنسانية، وهذه الحقوق هي ملك لكل الأجيال الفلسطينية، لا يمكن التنازل عنها او التفريط بها، ولا تقبل الانابة او التنازل او التفريط بها، وهي المدخل الحقيقي لحل قضية اللاجئين وفقا للقرار الاممي 194.
  3. المخيمات ستبقى شواهد على نكبة شعبنا الفلسطيني، والهجوم عليها لن يزيدها الا منعة وإصرار على التمسك بالحقوق.
  4. وكالة الاونروا هي الشاهد الاممي على وجود واستمرار قضية اللاجئين، وهي صاحبة التفويض والاختصاص في العمل داخل أوساط اللاجئين الفلسطينيين، وبالتالي الرفض المطلق لاي محاولة لاستبدالها او انهاء عملها او اضعافها، ورفع مستوى التمويل لها باعتبارها تقدم خدمات منقذة للأرواح، ولا يمكن الاستغناء عنها داخل أوساط اللاجئين، والتحذير من المخطط الممنهج لتقويض عمل الاونروا في غزة والقدس والضفة الغربية، باعتباره هجوم يمس مكانة الاونروا السياسية والقانونية والرمزية والخدماتية، ودعوة المجتمع الدولي للتحرك لحماية هذه المؤسسة الأممية، وان أي اعتداء عليها كوكالة يمثل إهانة واستهتار بكل الأمم المتحدة ومؤسساتها وهيئاتها، الامر الذي يستوجب محاكمة إسرائيل على جرائمها التي طالت مقرات وموظفي وخدمات الاونروا وعمال الإغاثة، ودعوة المجتمع الدولي للكف عن أسلوب الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير.
  5. الرفض المطلق لأي محاولات او مشاريع أو أفكار مشبوهة تستهدف الترويج للهجرة الطوعية، وباعتبار هذا المفهوم مضلل، بل هو جزء من التهجير القسري الذي تسعى حكومة الحرب الصهيونية لتنفيذه، مؤكدين ان هذا الشعب متجذر فوق ارضه، وأي محاولات للترويج للتهجير الطوعي ما هي الا مشاركة في الإبادة الجماعية وجريمة حرب حسب القانون الدولي الإنساني.
  6. نؤكد على ان تصويت العالم بأغلبية ساحقة إقرارٌ بالحق الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وحق تقرير المصير لشعبنا، وتطبيقا لقرارات الشرعية الدولية وفي المقدمة منها القرار 194.

في الذكرى 76 للنكبة تحية لكل فلسطيني في قطاعنا الحبيب، ولكل النازحين في المخيمات ومركز الايواء والخيام، والتحية لكل أبناء شعبنا في مخيمات لبنان وسوريا والأردن وفي كل أماكن التواجد الفلسطيني في الشتات، والتحية لأسرانا البواسل في معتقلات وسجون الاحتلال العنصري، وتحية الوفاء لشهدائنا الابرار وعائلاتهم، ولجرحانا البواسل الذي يسقطون يوميا على طريف الحرية والعودة والاستقلال،  والتحية كل التحية لحركة التضامن الدولية مع شعبنا، وخصوصا لجان التضامن وطلبة الجامعات والاتحادات الدولية والنقابات الرافضين للاحتلال والابادة والمجازر، والداعين لحرية فلسطين واستقلالها أننا أصحاب حق، كنا هنا منذ فجر التاريخ وسنبقى هنا حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فلسطين باقية والاحتلال الى زوال.

واننا لعائدون،