2025-05-14 الساعة: 08:28:16 (بتوقيت القدس الشريف)

تنديد دولي بمقتل 7 من عاملي الإغاثة في قطاع غزة بغارة إسرائيلية مدير صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: الوضع في غزة "أكثر من كارثي"

الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية

 أثار مقتل سبعة من عاملي الإغاثة التابعين لمنظمة "وورلد سنترال كيتشن" الأميركية غير الحكومية، التي تقوم بتوزيع مساعدات غذائية في قطاع غزة المهدد بالمجاعة، في غارة إسرائيلية، الاثنين، تنديدا دوليا.

وأوضحت المنظمة أن بين القتلى مواطنين "من أستراليا وبولندا والمملكة المتحدة ومواطنا يحمل الجنسيتين الأميركية والكندية وفلسطينيا". كما أعلنت "تعليق عملياتها في المنطقة".

وطالب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بإجراء تحقيق "سريع ومحايد" حول مقتل العاملين السبعة.

بدوره، أكد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي أن "هذا أمر غير مقبول على الإطلاق. أستراليا تتوقع محاسبة كاملة (للمسؤولين عن) مقتل عمال الإغاثة".

وأضاف أن مواطنة أسترالية هي المتطوعة زومي فرانكوم كانت تقوم "بعمل قيّم للغاية" في توزيع الغذاء في قطاع غزة.

وطالب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، إسرائيل، بتقديم توضيحات عن مقتل سبعة من العاملين في المجال الإنساني الليلة الماضية في غارة إسرائيلية في قطاع غزة ووصفها بأنها "وحشية".

وطالبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إسرائيل بـ "إجراء تحقيق سريع ومعمّق" في مقتل عاملي الإغاثة السبعة. وكتبت على منصة إكس، "يجب أن يتمكن عمال الإغاثة من القيام بعملهم المهم بأمن تام، في العالم أجمع وأيضا في غزة (...) يجب عدم السماح بوقوع حوادث مماثلة".

واستدعت الحكومة البريطانية سفير إسرائيل في لندن للتعبير عن "تنديدها الحازم" بمقتل سبعة من عمال الإغاثة، بينهم ثلاثة بريطانيين، في الغارة الإسرائيلية.

وقال وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية أندرو ميتشل في بيان، "طلبت إجراء تحقيق سريع وشفاف، وتقاسم النتائج مع المجتمع الدولي برمته، ومحاسبة المسؤولين (عن الهجوم) بشكل كامل على أفعالهم".

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، إن المملكة المتحدة تنتظر "تفسيرات شاملة وشفافة" من إسرائيل، مضيفا: "لا بد من أن يحظى العاملون في المجال الإنساني بالحماية وأن يكونوا قادرين على القيام بمهمتهم".

وأعلن وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي أنه طلب توضيحات من إسرائيل غداة الغارة التي أسفرت عن مقتل سبعة موظفين في منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الإغاثية الأميركية وبينهم بولندي.

وكتب على منصة إكس: "طلبت شخصيا من السفير الإسرائيلي ياكوف ليفني توضيحات عاجلة. أكد لي أن بولندا ستتلقى قريبا نتائج تحقيق حول هذه المأساة"، مضيفا أن وارسو تعتزم إجراء تحقيقها الخاص.

وأعرب وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه عن "إدانة" فرنسا "الحازمة"، مؤكدًا أن "حماية الطواقم الإنسانية هو واجب أخلاقي وقانوني يجب أن يلتزم العالم به".

وأدان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الغارة الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل سبعة عمال إنسانيين، ودعا إلى فتح تحقيق.

وكتب بوريل على موقع إكس، "أدين هذا الهجوم وأدعو إلى بدء تحقيق في أقرب وقت ممكن".

وأضاف، "على الرغم من كل المناشدات لحماية المدنيين وعمال الإغاثة، ما زلنا نرى أبرياء يُقتلون".

وأعربت الصين عن "صدمتها" حيال الغارة الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل سبعة من موظفي منظمة إغاثية أميركية في قطاع غزة.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين أن بكين "تعارض أي عمل يسيء إلى المدنيين ويدمر بنى تحتية مدنية أو ينتهك القانون الدولي"، مضيفا "أننا ندين" هذا الهجوم.

وقال نائب رئيس منظمة أطباء العالم جان فرنسوا كورتي، إن الغارة التي أودت بسبعة عمال في منظمة المعونة الغذائية الأميركية غير الحكومية في غزة هي "رسالة أرسلها الجيش الإسرائيلي" تهدف إلى منع العاملين في المجال الإنساني من التدخل على الأرض.

وأعرب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عبر منصة أكس عن "تعازيه الحارة" لخوسيه أندريس مؤسس منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الأميركية الخيرية غير الحكومية، إثر مقتل أعضاء من فريقه خلال إيصالهم مساعدات غذائية عاجلة لأهل غزة.

وأضاف، "نقدر تضحياتكم وإنسانيتكم. يجب حماية المنظمات الإنسانية في غزة وتمكينها من إيصال المساعدات الحيوية للأشقاء في القطاع".

وأدانت الإمارات "بأشدّ العبارات استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي فريق مؤسسة المطبخ المركزي العالمي، شريك الإمارات (...) لتعزيز الاستجابة الإنسانية المقدمة للمدنيين في شمال القطاع".

وحمّل بيان للخارجية الإماراتية "إسرائيل مسؤولية هذا التطور الخطير كاملة"، مطالبا "بتحقيق عاجل ومستقل وشفاف بشأن ما حدث، ومعاقبة المتسببين في هذه الجريمة النكراء التي تعتبر انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي الإنساني".

 

مدير صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: الوضع في غزة "أكثر من كارثي"

قال مدير صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA في فلسطين دومينيك آلن، إن ما يمكن أن يحدث "مروِّع" في حال استمرت الحرب على قطاع غزة لوقت أطول.

وأضاف آلن لوكالة الأنباء الفرنسية إن الوضع "أكثر من كارثي" إذ يقضي الناس الذين أصابهم الهزال وعضهم الجوع أيامهم في البحث عن الطعام في حين أن ما يتوفر من الدواء محدود جدا.

وقال المسؤول الأممي، الذي أمضى أسبوعا في قطاع غزة الشهر الماضي، إنه "حتى عندما دخلت مساعدات عبر الحدود، كانت هناك مشاكل كبيرة في إيصالها إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها، وخاصة النساء والفتيات".

وتابع: "ما رأيته في أنحاء قطاع غزة يتجاوز الكارثة، لقد زرت غزة عدة مرات قبل هذه الحرب، وما رأيته (هذه المرة) كان مفجعًا حقًا، غزة عبارة عن كتلة من الركام".

وقال آلن: "كلّ من مررنا بهم والعديد ممن تحدثنا إليهم كانوا هزيلين وجوعى ويبدو عليهم الوهن، كان الجميع يبحثون عن الطعام"، مضيفًا: "نحن قلقون حقاً بشأن النساء الحوامل والمرضعات، يقول الأطباء والقابلات في مستشفى الصحابة للولادة (المستشفى الوحيد الذي يعمل في الشمال) إن النساء يلدن أطفالاً أصغر حجماً بسبب سوء التغذية والجفاف والخوف".

وتابع: "إنهم يخبروننا بأنهم لا يرون أطفالاً بالحجم الطبيعي يولدون في غزة، بالإضافة إلى زيادة عدد المواليد الموتى ووفيات الأطفال حديثي الولادة".

وأشار إلى أن "غرف الولادة مكتظة، وروت إحدى القابلات كيف أن النساء يلدن على الأرض لأن المستشفى يعمل بأقصى طاقته ... إنهم مضطرون إلى استخدام الخيوط لربط السُرة".

ولفت إلى أن عددا من موردي صندوق الأمم المتحدة للسكان مُنعوا من الدخول إلى غزة عند الحواجز العسكرية الإسرائيلية، و"الوصول إلى الشمال يمثل تحديا كبيرا ... ورُفض العديد من طلبات بعثات الأمم المتحدة للدخول إلى الشمال خلال الأشهر الماضية".

وقال آلن: "الناس الآن على حافة المجاعة في غزة، ويعود السبب في ذلك إلى تعطيل وصول كميات هائلة من الإمدادات والمساعدات"، مضيفًا: "لقد أحضرنا ما كانوا في أمسّ الحاجة إليه، أدوية التخدير والأوكسيتوسين (وغيرها من العناصر التي تحتاج إلى أن تظل باردة)، ووضعناها في الجزء الخلفي من سيارتنا المدرعة وقمنا بتسليمها باليد إلى المستشفى".

وبين أن المستشفيات تحتاج إلى إمدادات الوقود، وقال: "إنهم يطلبون الوقود، قال أحدهم إذا كان المريض يحتاج إلى عملية جراحية، فعليه أن يأخذ علبة من البنزين أو الديزل (معه) لتشغيل المولد في غرفة العمليات. ويحتاجون إلى بعض العناصر الأساسية للمساعدة في دعم وتوفير رعاية آمنة للولادة للأمهات والأطفال".

وأشار إلى أن "هناك عدة آلاف من الحالات التي تعاني عدم كفاية مستلزمات النظافة الخاصة بالدورة الشهرية، وهي تقارير صادمة حقًا عن نساء اضطررن إلى تصميم منتجاتهن الصحية الخاصة من أقمشة الخيام. لذا فإن إحدى أولويات صندوق الأمم المتحدة للسكان هي الحصول على منتجات النظافة، وتوفير مستلزمات الدورة الشهرية على نطاق واسع".

وحول التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم بري على رفح جنوب القطاع، قال آلن: "كل شخص تحدثت إليه في رفح يشعر بخوف شديد بشأن ما سيحدث بعد ذلك من توغل بري محتمل في رفح ... لقد غادرت وأنا أشعر بالخوف الحقيقي بشأن ما يمكن أن يحدث بعد ذلك".

وأضاف أن "المستشفى الإماراتي يشهد ما يقرب من 100 ولادة كل يوم، فماذا سيحدث لهؤلاء النساء الحوامل والأطفال؟. ماذا سيحدث لنحو 1,2 مليون شخص من سكان رفح والذين نزحوا إليها؟ المدينة التي كان يسكنها 250 ألف شخص فقط تشهد انفجاراً في عدد السكان".

وتابع: "لقد غادرتُ غزة مذعوراً مما يمكن أن يحدث لهم لاحقا، عندما ترى أطفالاً صغاراً وضعافاً يوضعون في حاضنة واحدة معاً، لأنه لا يوجد ما يكفي من الحاضنات، اثنان أو ثلاثة في واحدة... هشاشة الحياة ماثلة بوضوح".

وفي حصيلة غير نهائية، بلغ عدد الشهداء في قطاع غزة 32916، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وعدد الجرحى 75494، منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.