الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية
دوّاس أمام "اليونسكو": الإنجازات والمقدرات الثقافية والعلمية والتربوية الفلسطينية تدمر تحت آلة القصف الإسرائيلية واعتداءات المستوطنين
- دعا لإعلان برنامج دولي لإغاثة المقدرات التربوية والثقافية والعلمية الفلسطينية ودعم عضوية فلسطين بالمجلس التنفيذي ودعم مشروع قرار حول غزة- فلسطين المقدم للمؤتمر العام
- طالب بإرسال بعثة الرصد التفاعلي لرصد الانتهاكات
باريس- 07/11/2023 الثلاثاء-
قال أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة "الإيسيسكو" د. دوّاس دوّاس خلال أعمال الاجتماع العاشر للجان الوطنية لدول العالم في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" الذي عقد بالعاصمة الفرنسية باريس، أن الإنجازات والمقدرات الثقافية والعلمية والتربوية الفلسطينية تدمر تحت آلة الحرب والقصف الإسرائيلية واعتداءات المستوطنين المستمرة، نتيجة الحرب على قطاع غزة وعموم الأراضي الفلسطينية.
وقال دوّاس في مستهل كلمته: "إننا في دولة فلسطين كنا قد أعددنا لكم عرضا تفصيليا لأهم المبادرات والإنجازات التي حققتها فلسطين في مجالات التربية والثقافة والعلوم، وما تم إنجازه في مجال تنفيذ أهداف منظمة "اليونسكو" على الصعيد الوطني، لكن هذا العرض الذي بين أيديكم الآن أصبح منفصلا عن الواقع، لأن الإنجازات والمبادرات المذكورة أصبحت بعد 31 يوما من الحرب على الشعب الفلسطيني تحت ركام الدمار الشامل، جراء القصف الإسرائيلي على غزة وفي ظل الهجمات الإرهابية التي يشنها المستوطنين والجيش الإسرائيلي في القدس والضفة الغربية".
وأشار دوّاس إلى أن الأرقام التي تبثها الأخبار حول العالم عن الضحايا والخسائر الفلسطينية جراء العدوان على الشعب الفلسطيني، وباتت تشغل نشرات الأخبار وعناوين الصحف والمجلات، بطريقة جافة لا تحمل أي مشاعر ولا تعكس الحجم الحقيقي للمأساة، خصوصاً مع التكرار الذي جعل الأمر يبدو وكأنه مألوفاً للمتابع مع الأسف! حيث اختزلت المأساة بمجرد أرقام فقط، يسمعها الجمهور دون أن تؤثر فيه، إذ أن شهداؤنا في غزة ليسوا مجرد أرقام بل أشخاص وأحلام وتجارب، هم آباء وأمهات وفلذات أكباد وأجداد وجدات وطلاب ومسعفون وصحافيون وفنانون وأطفال، يريدون أن يحيوا بسلامٍ وأمن كغيرهم من أطفال العالم.
وأشار دوّاس أيضا، إلى أنه ووفقاً للأرقام الأولية التي تتغير وتزداد كل دقيقة في ظل استمرار الحرب والعدوان ومن ما زالوا تحت الركام، فقد أدى القصف العنيف والقذائف إلى مقتل أكثر من 2500 طالب منهم على سبيل المثال لا الحصر الشـهيدة الطالبـة الشـيماء أكـرم صيـدم وهي الأولـى علـى فلسـطين في الثانويـة العامـة/ الفـرع الأدبي لعـام 2023 بمعـدل 99.6 % والتـي راحـت ضحيـة القصـف الإسـرائيلي لمنزلهـا في غـزة، و3500 طفل، و120 معلم في المدارس، بالإضافة إلى تدمير وإلحاق أضرار بأكثر من 200 مدرسة. ومن المتوقع أن ترتفع الأرقام مع استمرار العدوان واستمرار عمليات البحث بين الأنقاض، وبالتالي، فإن أكثر من 600 ألف طالب لم ولن يتمكنوا من الذهاب إلى المدرسة ومتابعة حقهم الأساسي في التعليم، وبلغ عدد الشهداء من أسرة التعليم العالي في فلسطين، 439 شهيداً منهم 427 طالباً و12 موظفاً، 85% منهم في قطاع غزة. وبلغ عدد مباني التعليم العالي التي تضررت بشكل كامل أو بشكل جزئي 9 مباني في قطاع غزة ومبنيان في الضفة الغربية. وتعطلت العملية التعليمية برمتها في 19 مؤسسة تعليم عالي قي قطاع غزة مما أدى الى حرمان أكثر من 88,000 طالبة وطالب من تلقي تعليمهم حتى يومنا الحالي، بالإضافة لتدمير الجامعة الإسلامية في قطاع غزة التي تستضيف كرسي "اليونسكو" لعلوم الفلك والفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء وغيرها من الانتهاكات التي وردت بالتفصيل في تقرير اللجنة الوطنية الفلسطينية من تدمير للكنائس والمساجد والمكتبات والمتاحف الأثرية والتراث الإنساني في غزة، كما قتل الاحتلال خلال الحرب 38 صحفيا واستهدفت صواريخ الاحتلال في قطاع غزة عدداً من الفنانين والمثقفين والكتّاب والشعراء الفلسطينيين ، بينما اعتقلت عدداً منهم في الضفة الغربية.
وأضاف دوّاس: "لقد قدّمت فلسطين منذ انضمامها لليونسكو في عام 2011، نموذجاً قوياً للعمل والتفاني في تحقيق أهداف "اليونسكو" على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها بفعل الاحتلال الإسرائيلي، ومن أحد أهم الجوانب التي قدمتها فلسطين كنموذج هو التركيز الشديد على تحسين التعليم، حيث يمثّل التعليم الجيد والوصول العادل للتعليم أحد أهم أهداف المنظمة، وقد عملت فلسطين على تعزيز جودة التعليم وتحسين البنية التحتية المدرسية، كما تم التركيز على تطوير المناهج التعليمية لتشمل مفاهيم السلام وحقوق الإنسان والتعددية الثقافية".
وتطرق دوّاس في كلمته أيضا إلى ما عملت عليه مؤسسات دولة فلسطين للحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للمنطقة، إذ قامت بجهود كبيرة للحفاظ على المواقع الأثرية والثقافية والترويج للسياحة الثقافية، وهو جانب يدعم أيضاً أهداف "اليونسكو" في الحفاظ على التراث الثقافي للإنسانية، وفيما يتعلق بالعلم والبحث العلمي، قامت فلسطين بزيادة الاستثمار في المجالات البحثية وتشجيع الابتكار والتقنية، وتم إنشاء مراكز بحثية ومختبرات علمية لتعزيز البحث العلمي وتبادل المعرفة والخبرات مع الجامعات والمؤسسات العلمية العالمية.
وأكد دوّاس على أن النموذج الذي قدمته فلسطين منذ انضمامها لليونسكو يظهر التزامها الثابت بتحقيق أهداف التعليم والثقافة والعلم، على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها، وهو شيء يستحق الدعم الدولي.
وناشد دوّاس الضمير العالمي والإنسانية جمعاء بالتدخل العاجل، وطالب "اليونسكو" الاضطلاع بمسؤولياتها في حماية المنظومة التربوية والتراث الإنساني بغزة وكافة الأراضي الفلسطينية. بما يتضمنه ذلك من رصد جميع الإجراءات والانتهاكات الإسرائيلية ضمن اختصاصات المنظمة، وإرسال بعثة الرصد التفاعلي من منظمة "اليونسكو" إلى غزة والقدس وكافة الأراضي الفلسطينية لرصد جميع الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل- القوة القائمة بالاحتلال- بموجب القانون الدولي، ودعا إلى إعلان برنامج دولي لإغاثة وحماية المقدرات والمؤسسات التعليمية الفلسطينية وفقا لما أصدرته المنظمة من برامج كبيرة وهامة في العديد من الدول التي تعرّضت لنكبات وحروب لإنقاذ مقدراتها الثقافية وإغاثة مؤسساتها التعليمية والعلمية، مشيرا إلى الحاجة لدعم المجتمع الدولي والتصدي للظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، حتى يمكننا جميعاً من تحقيق أهداف "اليونسكو" وضمان تحقيق التنمية المستدامة والعدالة للجميع.
وأشار دوّاس إلى أن دولة فلسطين ورغم كل هذه التحديات التي تستهدف المقدرات الثقافية والعلمية والتربوية الفلسطينية، ستواصل العمل مع "اليونسكو"، ودعا دوّاس الدول الأعضاء إلى دعم مشروع القرار الذي سيقدم إلى المؤتمر العام حول غزة- فلسطين، والذي سيعمل على خلق آلية تنفيذية لدعم القطاعات التربوية والثقافية والعلمية الفلسطينية في ضوء ما تتعرض له من عدوان ودمار، كما دعا لدعم ترشح فلسطين لعضوية المجلس التنفيذي للمنظمة حيث أن فلسطين رغم كل ما تواجهه من تحديات، تستطيع أن تكون جزءا من المجتمع الدولي، وتطل بما لديها من مقدرات ثقافية وتربوية وعلمية على العالم.
ويأتي هذا الاجتماع على ضمن المشاركة في اجتماعات المؤتمر العام لمنظمة "اليونسكو" في دورته الـ 42 والتي تعقد ما بين 7-22 من نوفمبر الجاري بالعاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة وفد رسمي من مؤسسات الاختصاص برئاسة معالي وزير الخارجية وشؤون المغتربين، وبمشاركة وزارة السياحة والآثار ووزارة الثقافة ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات واللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، ومندوبية فلسطين لدى "اليونسكو".