2025-07-04 الساعة: 12:57:55 (بتوقيت القدس الشريف)

منظمة التحرير الفلسطينية تقيم حفل تابين للشاعرة والمترجمة سلافة حجاوي

الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية

 

منظمة التحرير الفلسطينية تقيم حفل تابين للشاعرة والمترجمة سلافة حجاوي

جرى في متحف ياسر عرفات بمدينة رام الله، اليوم الأربعاء، مراسم تأبين الشاعرة والمترجمة والمناضلة سلافة حجاوي، لمناسبة مرور 40 يوما على رحيلها.

 

وأقيمت مراسم التأبين برعاية الرئيس محمود عباس، وبحضور أعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح، وشخصيات سياسية وثقافية رفيعة.

 

في كلمته نيابة عن الرئيس، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني أحمد مجدلاني، إن 40 يوما مرت على وفاة المغفور لها الشاعرة، الأديبة، المفكرة، الباحثة، المناضلة سلافة حجاوي.

 

وأضاف: ما بين عام 1934 تاريخ ولادتها وعام 2021 تاريخ وفاتها، كان هناك مشوار طويل من الألم، والأمل من العطاء، والعمل، من البحث والاجتهاد، من الشعر والأدب، كل ذلك شكل شخصية هذه المرأة الفلسطينية الفريدة من نوعها، التي واكبت مراحل النضال الفلسطيني منذ ثلاثينيات القرن الماضي بأدق تفاصيل كل مرحلة.

 

وتابع "نحن نؤبن اليوم امرأة فلسطينية نذرت حياتها لخدمة قضية شعبها، فلم يُعرف عنها سوى إيثار العمل على حياتها الخاصة، فلم تشتكِ يوما من تعب أو ضيق، سلافة حجاوي التي تمتعت بشهادة الجميع بشخصية قوية حازمة وإرادة حديدية، إضافة لتمتعها برؤية ثاقبة، وقوة تحليل عميقة، لم تكن طامعة في منصب أو مكانة، بقدر شغفها في خدمة قضية شعبها ووطنها".

 

وأردف مجدلاني "من نابلس إلى بغداد إلى تونس إلى غزة فلسطين، محطات رئيسية في حياة المرحومة المناضلة سلافة حجاوي، تنقلت من خلالها بين العمل الأكاديمي في جامعة بغداد إلى العمل النقابي في اتحاد الكتاب الفلسطينيين وإتحاد المرأة الفلسطينية، مرورا بالعمل كمستشارة للشؤون السياسية لدى مكتب رئيس اللجنة التنفيذية لـمنظمة التحرير في تونس الرئيس الشهيد ياسر عرفات، انتهاء برئاستها لمؤسسة من أبرز مؤسسات المنظمة وهي مركز التخطيط الفلسطيني".

 

واستطرد "سلافة حجاوي ومن خلال رئاستها لهذا الصرح الأكاديمي البحثي العريق ساهمت بشكل فعال في ردف المستوى السياسي بالتحليلات السياسية وتقديرات الموقف والدراسات، وجعلت من المركز منارة يحج إليها طلاب العلم من كافة الجامعات الفلسطينية، ليجدوا ضالتهم في مكتبة المركز التي ناضلت المرحومة بكل قوتها لإحضار ما تبقى منها من الجزائر، بعد أن نالها الضرر الكبير حيث قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مقر مركز الأبحاث الفلسطيني في بيروت إبان الاجتياح الإسرائيلي عام 1982".

 

وقال "إننا في منظمة التحرير وإذ نؤبن رمزا من رموز العطاء لجيل من الرواد حفر في الصخر لتبقى القضية الفلسطينية حاضرة في أذهان الأجيال القادمة، وحاضرة في ذهن ضمير ووجدان العالم. لا يسعنا الا ان نقر بأنه بوفاة المناضلة سلافة حجاوي نكون قد خسرنا رقما مهما في معادلة المرأة الفلسطينية المناضلة، حيث ساهمت الفقيدة في إكساب المرأة الفلسطينية ثوبا من المهابة على الصعيدين العربي والدولي، وهي من ساهمت كغيرها من المناضلات في تقليد نساء فلسطين أرقى المناصب والاضطلاع بأدوار مهمة في مسيرة النضال الفلسطيني".

 

بدوره قال عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح عزام الأحمد، إن حجاوي كانت باحثة ومؤرخة، استفاد منها العراقيون، ورأوا أن موقعها ليس مسجلا في الكلية في  جامعة بغداد ، مضيفا انها  عملت  مستشارة سياسية لياسر عرفات، ومترجمة له في العراق وتونس، وحتى خارج العراق وتونس، وكانت تعرف أدق تفاصيل العمل السياسي في العراق، وكيف توطد علاقاتنا مع شعب العراق، الذي شاركنا في معارك فلسطين 1948.

 

وتحدث عزام الأحمد الذي تعرف على سلافة  بعد وصوله الى  العراق للدراسة سنة 1969  أن حجاوي كانت أفضل من أرشده  على كيفية العمل في الوسط الشعبي العراقي وارتبطت بالأحزاب والشخصيات والكتاب والشعراء التقدميين ، وهي زوجة الشاعر العراقي الكبير  قاظم جواد ، وكما أن طارق عزيز كان زميلها في الدراسة ، وكانت قد  رحلت مع والدها الى بغداد في بداية الخمسينات وأكملت دراستها وعملت في جامعة بغداد،  وكانت تساعد الطلبة الفلسطينيين ، وتحنوا على كل الطلبة لتجعل منهم أبناء فلسطين ، أبناء الثورة لتكون فلسطين هي البوصلة .

 

وأضاف  الأحمد أنها عملت مع الشهيد ياسر عرفات مترجمة خلال لقاءاته مع الوفود الأجنبية ثم مستشارة سياسية ، وكانت تعرف دقائق السياسة والعمل السياسي في العراق ،  وهي من مؤسسي الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين في العام  1968 وانتخبت عضوا في أول أمانه عامة للاتحاد ، كم أسست مركز الدراسات الفلسطينية في جامعة بغداد ، والذي اصدر  مجلة شهرية،  وترأست حجاوي  تحريرها، وكانت مستشارة لكل القيادة الفلسطينية  وتوفر للباحثين المراجع والحقائق والوثائق عن القضية الفلسطينية .

بدوره قال وزير الثقافة عاطف أبو سيف، إن حجاوي كانت بعد قدوم السلطة الوطنية عام 1994 منارة من منارات العطاء واسما يبحث عنه أبناء جيلي.

 

وتابع: كانت تتابع بحرص كافة الفعاليات الثقافية، وممن ساهموا في خلق مشهد ثقافي متميز في غزة، وكانت تهتم بالجيل الشاب وتجاربه من خلال عملها في مركز التخطيط والأطر المنظمة، كما كانت لها تحفظات على الاستعجال في الكتابة.

 

وبين أبو سيف: اهتمت بترجمة الشعر والأدب العالمي، وترجمة الشعر الفلسطيني المقاوم ونقله للعالمية، في تلاحم بين شخصيتها المثقفة والمقاومة، محرضة في مقولاتها الموجهة للمثقفين على الانتصار للحق والضعفاء والفقراء.

 

من جانبها، قالت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، من عرف سلافة شخصيا هم المحظوظون، إنها المدرسة والقائدة والإرث العظيم.

 

بدوره أوضح الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين مراد السوداني، أن سلافة ليست مثقفة فقط، بل المثقفة الحالة النادر والاستثناء في زمن العادي والعاديين، المغايرة والمعاندة، والقادرة على الحفر جماليا في الشعر والبحث والترجمة والأخذ من كل ثقافي.

 

كما ألقى عماد حجاوي كلمة العائلة، شكر خلالها القيادة الفلسطينية على الرعاية الصحية التي قدمتها لسلافة، داعيا الى ان يكون نتاجها منهاجا لما تمثله ترجماتها وابداعاتها الشعرية من كنز ثقافي للأجيال المتعاقبة.

 

وألقى الشاعر المتوكل طه قصيدة "لها الاغنيات" التي كتبت كلماتها سلافة، والشاعر محمد دقة عدة مقاطع شعرية من أشعارها، ورافقهما عازف العود اياد استيتي.

 

كما جرى عرض فيلم قصير عن حياة الراحلة حجاوي، أنتج بالتعاون بين وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، ودائرة التخطيط في منظمة التحرير، ووزارة الثقافة.

 

وتناول الفيلم قصائدها وكتاباتها وترجماتها، وتحدث فيه أصدقاء وزملاء عمل وأقارب حول حياة سلافة مستعيدين ذكرياتهم معها، وعددوا مناقب الفقيدة ورؤيتها وأهدافها وأفكارها ونضالها، وإصرارها على العودة إلى فلسطين بعد رحلة من فلسطين إلى بغداد إلى تونس عودة إلى فلسطين.

 

وعمل على تنظيم التأبين كل من: دائرة التخطيط الفلسطيني في منظمة التحرير، ووزارة الثقافة، ووزارة الإعلام، وتلفزيون فلسطين، ووكالة "وفا"، والاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين.

 

كلمة في تأبين الأخت المرحومة

سلافة حجاوي

الأخوات والأخوة الحضور الكرام ،،،

أربعون يوماً مرت على وفاة المغفور لها الشاعرة .. الأديبة .. المفكرة .. الباحثة .. المناضلة: سلافة حجاوي.

ما بين العام 1934 تاريخ ولادتها والعام 2021 تاريخ وفاتها كان هناك مشوار طويل من الألم .. والأمل من العطاء .. والعمل، من البحث والإجتهاد .. من الشعر والأدب، كل ذلك شكل شخصية هذه المرأة الفلسطينية الفريدة من نوعها، التي واكبت مراحل النضال الفلسطيني منذ ثلاثينيات القرن الماضي بأدق تفاصيل كل مرحلة.

نحن نؤبن اليوم إمرأة فلسطينية نذرت حياتها لخدمة قضية شعبها،فلم يُعرف عنها سوى إيثار العمل على حياتها الخاصة .. فلم تشتكِ يوماً من تعب أو ضيق.

سلافة حجاوي التي تمتعت بشهادة الجميع بشخصية قوية حازمة وإرادة حديدية، بالإضافة لتمتعها برؤية ثاقبة، وقوة تحليل عميقة، لم تكن طامعة في منصب أو مكانة، بقدر شغفها في خدمة قضية شعبها ووطنها.

من نابلس إلى بغداد إلى تونس إلى غزة فلسطين، محطات رئيسية في حياة المرحومة المناضلة سلافة حجاوي، تنقلت من خلالها بين العمل الأكاديمي في جامعة بغداد إلى العمل النقابي في اتحاد الكتاب الفلسطينيين وإتحاد المرأة الفلسطينية، مروراً بالعمل كمستشارة للشؤون السياسية لدى مكتب رئيس اللجنة التنفيذية لـ م.ت. ف في تونس المرحوم الرئيس الخالد ياسر عرفات، إنتهاءاً برئاستها لمؤسسة من أبرز مؤسسات م.ت.ف وهي مركز التخطيط الفلسطيني.

سلافة حجاوي ومن خلال رئاستها لهذا الصرح الأكاديمي البحثي العريق ساهمت بشكل فعال في ردف المستوى السياسي بالتحليلات السياسية وتقديرات الموقف والدراسات. وجعلت من المركز منارة يحج إليها طلاب العلم من كافة الجامعات الفلسطينية ليجدوا ضالتهم في مكتبة المركز التي ناضلت المرحومة بكل قوتها لإحضار ما تبقى منها من الجزائر، بعد ان نالها الضرر الكبير حيث قصفت طائرات العدو الإسرائيلي مقر مركز الأبحاث الفلسطيني في بيروت إبان الإجتياح الإسرائيلي عدوان 1982.

إننا في م.ت.ف وإذ نؤبن رمزاً من رموز العطاء لجيل من الرواد حفر في الصخر لتبقى القضية الفلسطينية حاضرة في أذهان الأجيال القادمة، وحاضرة في ذهن ضمير ووجدان العالم. لا يسعنا الا ان نقر بأنه بوفاة المناضلة سلافة حجاوي نكون قد خسرنا رقماً مهماً في معادلة المرأة الفلسطينية المناضلة، حيث ساهمت الفقيدة في إكساب المرأة الفلسطينية ثوباً من المهابة على الصعيدين العربي والدولي، وهي من ساهمت كغيرها من المناضلات في تقليد نساء فلسطين أرقى المناصب والإطلاع بأدوار مهمة في مسيرة النضال الفلسطيني.

إن رحيل الشاعرة المناضلة سلافة حجاوي إلى دار الخلود موجع ومؤلم بقدر ما قدمت لشعبها ووطنها، وبقدر ما حملت في قلبها من حب لهذا الوطن، وبقدر ما تحملت من مشقة وعناء لأجل هذه القضية.

إن فراقها يمثل جرحاً جديداً يضاف إلى جراحنا التي تعمقت بفعل فراق رواد مناضلين، وبقدر إيلام هذا الجرح بقدر إتساع الأمل في غدٍ أفضل يُبنى على ما قدم هؤلاء الرواد.

لروحك منا ألف سلام ودعوات بالرحمة والمغفرة، ستظل أعمالك خالدة فينا ما حيينا وسيظل اسمك علم من أعلام النضال الفلسطيني.