الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية
كلمة المندوب الدائم لدولة فلسطين – السفير دياب نمر اللوح
الدورة (154) لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين جامعة الدول العربية
(رئيس الدورة)
بسم الله الرحمن الرحيم
" سُبحَان الذي أسَرى بِعَبِدِه ليلاً منَ المسجِدِ الحَرَامِ إلى المسجِد الأقصى الذي باركنا حوله لُنرِيهُ من أياتنآ إنه هو السميعُ البَصيرُ " صدق الله العظيم
سعادةالسفير/ حسام زكي–الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية
أصحاب السعادة الزملاء المندوبون الدائمون.
أصحاب السعادة الأمناء العامون المساعدون.
السيداتوالسادة أعضاء الوفود..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي أن استهل كلمتي واجتماعنا الحالي بتوجيه التحية إلى بيروت العظيمة، تلك المدينة الراسخة في الوجدان والضاربة في جذور التاريخ والتي لطالما منحت البشرية الغبطة والحبور، وغلّفت الإنسانية بكل مفردات البهاء، وشاطرت الشعوب العربية نضالها وصمودها، وأستأذن زملائي بأن أتقدم بإسم مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين في دورته المائة والرابعة والخمسين (154)، بأحر التعازي بشهداء إنفجارات مرفأ بيروت وأصدق التمنيات بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين، مؤكداً لوفد الجمهورية اللبنانية الشقيقة، الإستعداد العربي بالوقوف إلى جانب لبنان الشقيق بكل الإمكانات المتاحة لإجتياز هذه المحنة الكارثية التي آلمت به، وأستأذنكم بالوقوف دقيقة صمت تضامناً مع لبنان في مصابه الجلل ورحمة لشهدائه الأبطال.
ويطيب لي بداية أن أتقدم إلى سعادة رئيس وفد سلطنة عُمان الشقيقة ووفدها الموقر بالشكر والتقدير على حُسن إدارة أعمال مجلس الجامعة العربية في دورتها السابقة المائة والثلاثة والخمسين (153)، مُقدراً أعلى التقدير الحكمة والخبرة التي تحلى بها والحرص العالي لرعاية وخدمة القضايا العربية والعمل العربي المشترك.
ويسرني أن أتقدم بإسم مجلسنا الموقر بأحر التهاني لسعادة السفير الأخ محمد إلياس بمناسبة توليه مهامه سفيراً للسودان الشقيق لدى مصر ومندوبه الدائم لدى جامعةالدول العربية، متمنيين لسعادته طيب الإقامة والتوفيق في مهامه ونحن على ثقة بأن سعادته سيكون إضافة نوعية لخدمة قضايا الأمة والعمل العربي المشترك.
كما ويطيب لي ودولة فلسطين تترأس مجلس الجامعة العربية في الدورة الحالية المائة والرابعة والخمسين (154)، أن أؤكد حرص دولة فلسطين وقيادتها بقيادة فخامة الرئيس محمود عباس، وبإسم وزير خارجيتها معالي الدكتور رياض المالكي، على تمسكهابالعمل العربي المشترك وموقفها الثابت والراسخ منه ومن قرارات الشرعية العربية لخدمة القضايا العربية المشتركة وتحقيق آمال وتطلعات
الأمة العربية في بناء مجتمع عربي رغيد وغدٍ واعد للأجيال العربية وفي حياة أفضل تحقق لشعوبنا الأمن والأمان والاستقرار والسلام، ويسرني أن أتقدم لكم أصحاب السعادة ولوفودكم الموقرة ودولكم العربية الشقيقة كافة بجزيل الشكر ووافر الإمتنان على ما قدمتموه وتقدمونه لدعم القضية الفلسطينية العادلة التي كانت ولازالت تُمثل القضية المركزية بالنسبة للأمة العربية المجيدة، والشكر موصول لجامعة الدول العربية بكافة كوادرها وأطقمها وفي مقدمتهم معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط الذي ما أنفك يؤكد في كل المناسبات والمحطات والأحداث الجسام التي يمر بها الشعب الفلسطيني،على الموقف العربي الأصيل الذي لا يتزحزح من الحق الفلسطيني الثابت للشعب الفلسطيني المناضل الصامد داخل فلسطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، فالقدس بوابة الأرض للسماء معراج رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وتأكيد حق العودة لأكثر من ستة ملايين فلسطيني لاجئ في أنحاء المعمورة.
أصحاب السعادة..السيدات والسادة
يأتي إنعقاد مجلس الجامعة العربية في دورتها المائة والرابعة والخمسين (154)، في وقت أحوج ما نكون فيه ليس لوحدة الموقف الفلسطيني فحسب، وإنما لوحدة الموقف العربي الواحد الموحد المشترك تجاه قضايا وإنشغالات الأمة العربية كافة، ومن بينها القضية الفلسطينية، وتحرير الأراضي الفلسطينية والعربية المُحتلة، ونحن في فلسطين إذ نواجه هذا الإحتلال الإسرائيلي الإستعماري البشع الجاثم على أرضنا وشعبنا المناضل، فإنه لا يشغلنا عن قضايا أمتنا العربية وهمومها
ومسؤولياتها في جميع الأقطار العربية وعلى وجه الخصوص في لبنان، وسورية والعراق، واليمن، والسودان، والصومال، وليبيا، ودعم حقها في سيادتها الوطنية ووحدة وسلامة أراضيها، وصيانة الأمن القومي العربي، وتأكيد الهوية العربية للجزر الإماراتية الثلاث المحتلة وحق دولة الإمارات العربية الشقيقة في إستعادتها وبسط سيادتها عليها.
أما ونحن على أرض مصر الكنانة، نؤكد موقف دولة فلسطين الثابت إلى جانب جمهورية مصر العربية الشقيقة وجيشها العظيم وأجهزتها الأمنية في حربها على الإرهاب الظلامي الغاشم، وفي حماية كامل حقوقها المائية والسودان الشقيق في نهر النيل، وأن أمن مصر القومي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي الفلسطيني والعربي، كما نؤكد دعم دولة فلسطين وقيادتها للدور الهام الذي تقوم به المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين من خلال رعايتها ووصايتها للمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة.
أصحاب السعادة..السيدات والسادة
تمر القضية الفلسطينية بمرحلة معقدة لم تشهدها من قبل وفي الوقت الذي أكدت فيه القيادة الفلسطينية مراراً وتكراراً أنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأشقائنا العرب، وحقهم السيادي في قراراتهم ووحدة وتماسك ترابهم الوطني، إلا أنها أكدت أيضاً على مطالبة أشقائنا الكرام بالمبدأ نفسه، وإحترام إستقلالية قرارنا الوطني وإحترام أولوية حقوقنا الوطنية الثابتة في فلسطين، وفي مقدمتها إنهاء الإحتلال الإسرائيلي الإستعماري لأرض دولة فلسطين التي أحتلت في الخامس من حزيران عام 1967 وفي مقدمتها مدينة القدس المحتلة بإعتبارها وحدة جغرافية وسياسية واحدة، (قطاع غزة والضفة الغربية والقدس) غير منقوصة ولو سنتيمتر واحد، وحقنا الشرعي والطبيعي في إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة المتصلة القابلة للحياة ذات السيادة الكاملة عليها وعاصمتها الأبدية مدينة القدس، دولة خالية من المستوطنات الإستعمارية والمستعمرين الغرباء وأي وجود عسكري إسرائيلي، وهذا ما نصت عليه المبادرة العربية للسلام التي أعتمدتها قمة بيروت عام 2002 والقمم العربية المتعاقبة وأخرها قمة القدس في الظهران عام 2018، وقمة تونس عام 2019، وإننا إذ نؤكد تمسكنا بخيار السلام كخيار إستراتيجي لحل الصراع مع إسرائيل، وعلى أن يكون أساس عملية السلام هو حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام والمرجعيات الدولية المتعددة
ورؤية السيد الرئيس محمود عباس للسلام، من خلال مفاوضات جادة ذات سقف زمني في إطار دولي متعدد الأطراف، لتحقيق السلام الشامل والأمن والإستقرار في المنطقة والعالم؛ لتمكين الشعب الفلسطيني من نيل إستقلاله الوطني وتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، فإننا نعلن ونجدد موقفنا بالتمسك بتنفيذ المبادرة العربية للسلام من الألف إلى الياء، طبقاً لما نصت عليه المبادرة،هو إنهاء الإحتلال الإسرائيلي الغاشم للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة كافة دون إستثناء، حتى الوصول إلى علاقات طبيعية لمن يرغب من الدول الشقيقة مع إسرائيل، أما عدم إنهاء الإحتلال الإسرائيلي بكافة أشكاله والدخول في تطبيع العلاقات معه، سيكون له تداعيات كارثية على مستقبل القضية الفلسطينية والمنطقة.
ومن هذا المنطلق كان المفهوم الذي تم إقراره مسبقاً في أدبيات المبادرة العربية للسلام بربط إقامة العلاقات الطبيعية باستقلال الدولة الفلسطينية، بينما إغفال الحق الفلسطيني والذهاب مباشرةً إلى تطبيعالعلاقات يؤدي حتمًا إلى مزيد من التفرّد بالشعب الفلسطيني الأعزل وزيادة وتيرة الانقضاض على أرضه وتوسيع رقعات الأراضي المصادرة بما يجهض أية حلول أو فرص مرتقبة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ويزيد من تغوّل الاحتلال الإسرائيلي وقطعان مستوطنيه وعصاباته وممارساتهم الوحشية بحق الشعب الفلسطيني.
ومن هنا نؤكد ما أكدته القرارات المتعاقبة لمجلس الجامعة على مستوى القمة والوزاريبأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب
الفلسطيني في كافة أماكن تواجده وهي وحدها صاحبة القرار الوطني الفلسطيني المستقل بما في ذلك التوقيع نيابة عن الشعب الفلسطيني.
كما نؤكد على التمسك بقرارات مجالس الجامعة العربية والقمم العربية ذات الصلة المتمثلة بالرفض القاطع لما يسمى " صفقة القرن" وما أرتبط أو تفرع عنها من مخططات أو إجراءات، فما بُنيَ على باطل فهو باطل منذ وعد بلفور عام 1917 وحتى صفقة ترامب في يناير 2020، بما في ذلك الإعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لدولة الإحتلال الإسرائيلي ورفض نقل السفارات والبعثات الدبلوماسية إليها أو إفتتاح أية مكاتب تمثيلية تحت أي مسميات كانت، ورفض مخططات الضم الإستعمارية، والتمسك بقرارات مجالس الجامعة العربية والقمم العربية ذات الصلة.
أصحاب السعادة..السيدات والسادة
أود تأكيد إلتزام دولة فلسطين بقيادتها وشعبها المناضل بشهدائه وجرحاه وأسراه ومناضليه وقواه الوطنية كافة، بالعمق العربي الأصيل لرفد ودعم الحقوق الوطنية الثابته للشعب الفلسطيني في الحرية والتحرير والعودة والإستقلال الوطني والإفراج عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب من السجون والمعتقلات الإسرائيلية، وإلتزامنا بالعمل العربي المشترك، وما يصدر من قرارات تمثل المواقف والشرعية العربية، والدفاع عن قضايا الأمة وسيادتها على ترابها الوطني، والشراكة الكاملة معكم ومع المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله.
وأختتم كلمتي بتوجيه التحية والتقدير بإسم مجلسنا الموقر إلى أمتنا العربية المجيدة من المحيط إلى الخليج وشكر دولة فلسطين لمجلسكم الموقر ودولكم الشقيقة ولجامعة الدول العربية الموقرة.
وشكر خاص للمبادرة التي أطلقها معالي وزير خارجية الجزائر الشقيق الأسبق السيد الأخضر الإبراهيمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ودعم حقه في النضال والتي دعمها وأعتمدها الآلاف من الشخصيات القيادية العربية .
مع أصدق أمنياتي وزملائي في وفد دولة فلسطين لسعادتكم ولأهلكم الكرام ولشعوبكم الكريمة وللإنسانية جمعاء بالسلامة وتجاوز محنة جائحة كورونا بأسرع وقت ممكن لتعود الحياة إلى طبيعتها، أملًا في بناء مجتمع عربي مزدهر ومستقر وآمن إقتصادياً واجتماعيًا وصحيًا وفي شتّى مناحي الحياة.