الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية
رحب الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية في كلماتهم خلال اجتماعهم برئاسة الرئيس محمود عباس، الذي عقد في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، وفي العاصمة اللبنانية بيروت عبر الفيديو كونفرنس، مساء اليوم الخميس، بدعوة الرئيس لتشكيل قيادة وطنية موحدة وعقد حوار وطني شامل.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، إن اللقاء يعتبر بمثابة لقاء وطني تاريخي، وإن الشعب الفلسطيني سيظل موحدًا سواء داخل فلسطين أو خارجها، موضحًا أن هذا اللقاء بهذا الشكل يحمل عدة رمزيات.
وأضاف إننا "نمر في مرحلة تحمل مخاطر غير مسبوقة وذات طابع بمفهوم التهديد الاستراتيجي لقضيتنا والمنطقة"، موضحًا أن المشروع الأميركي من "صفقة القرن" إلى الضم والتطبيع هو إنزال خلف خطوط التاريخ والجغرافيا.
وأشار إلى وجود تهديد ثلاثي يحاول ضرب التاريخ وتغيير الجغرافيا، وهي "صفقة القرن" وخطة الضم والتطبيع مع بعض الدول العربية، موضحًا أن دخولنا مرحلة من الحوار الجاد ونقلنا الحالة الفلسطينية من الجمود إلى استشراف طبيعة التهديد الاستراتيجي، للتحدث مع بعضنا بعقل مفتوح وصدر مفتوح بدون خلفيات لتسجيل خلفيات أو تحميل مسؤوليات تاريخية أو سياسية لنضع القضية على الطاولة لنعيش المصير المشترك.
وشدد هنية على أنه لا يتم طرح بديل عن منظمة التحرير، وأن "الاستراتيجية هي وحدة وطنية وبناء تحالف عربي وإسلامي داعم لقضيتنا، وخطة عملية".
وتابع "جاهزون للبدء بوضع آليات عمل لتدشين مرحلة جديدة لتحقيق وحدة وطنية فلسطينية".
بدوره، طالب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة الأمتين العربية والإسلامية بكل تكويناتها "للوقوف عند مسؤولياتها، ووقف حالة الانهيار التي نراها اليوم، من الانصياع للإدارة الأميركية، والتي تجسدت أخيرًا في خطوة الإثم الكبير التي أقدمت عليها الإمارات، ومحاولات دول أخرى في نفس الاتجاه".
وقال إن "الشعب الفلسطيني ينظر إلينا اليوم بكثير من الأمل، وبكثير من الإحباط، وعلينا أن نختار ما الذي سنهديه للشعب الفلسطيني".
وشكر النخالة الرئيس محمود عباس على كلمته، مؤكدًا أنها تلقى كل احترام، موجهًا "التحية لشعبنا الصابر الصامد في كل مواقع تواجده، وللشعوب العربية والإسلامية التي تقف مع الشعب الفلسطيني مؤيدة ومناصرة، وللمرابطين دفاعًا عن حقنا في فلسطين والقدس، وللأسرى الأبطال الصامدين في زنازين الاحتلال".
من ناحيته، قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد إن الجبهة ترى ضرورة أن يبقى اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية صيغة ومرجعية مفيدة لعمل الفصائل وتواصلها، والتي بإمكانها أن تقف أمام ما تتخذه من قرارات فيما نريده وفيما يمكن تحقيقه.
وأكد أن دعوة الرئيس لتشكيل قيادة وطنية موحدة وعقد حوار وطني شامل، تعد المفتاح لحل أي مشكلات أو توترات.
ودعا فؤاد لمقاطعة أي نظام يقوم بالتطبيع بشكل منفرد وخارج الإجماع العربي، مطالبا بعدم تمرير الاتفاق الثلاثي، وتطوير وتعزيز العلاقة مع الدول الداعمة لفلسطين، وفي مقدمتها الصين وروسيا، والسعي إلى الحصول على العضوية الدائمة في الأمم المتحدة.
من جانبه، أكد نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية فهد سليمان "أن الحركة الوطنية الفلسطينية تواجه تصعيدا نوعيا في المخطط الامبريالي على الحقوق في المنطقة، وعلى حقوق الشعب الفلسطيني خصوصا، والذي يتمثل بصفقة القرن والضم، والذي يمثل أعلى درجات الاستعمار، والتطبيع".
وأشار إلى أن التحدي المطروح يكمن في مواجهة الانقسام، وأن الرد عليه يكون باستعادة الوحدة الوطنية.
ودعا إلى ضرورة حل سلطة الأمر الواقع في غزة، وتمكين الحكومة على أساس اتفاق 2017، والذي من شأنه مواجهة التحديات الوطنية المتمثلة بالضم والتطبيع.
وأشاد بما طرحه الرئيس بتشكيل القيادة الوطنية الموحدة لتقود فعاليات المقاومة الشعبية السلمية، داعيا لأن تمتد إلى مختلف أماكن التواجد الفلسطيني.
وأكد ضرورة الاستجابة لدعوة اقتراح الرئيس بعقد جلسة استثنائية للمجلس المركزي، وأهمية المقاومة الشعبية السلمية على أن تكون على رأس اولويات العمل الوطني في مواجهة الاحتلال والاستيطان.
من ناحيته، قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية– القيادة العامة طلال ناجي، إننا "نلتقي اليوم على قواسم وجوامع مشتركة، والتي تتمثل في رفض صفقة القرن التي تستهدف القضية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، ورفض مخطط الضم الإسرائيلي واتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل"، لافتا لضرورة أن تكون كل الفصائل موحدة في مواجهة كل التحديات والمخططات التي تحاك ضد قضيتنا.
وأكد ناجي ضرورة أن يتم تشكيل لجان مختصة لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، وتصاعد المقاومة الشعبية، ولإعادة بناء البيت الفلسطيني ومؤسسات منظمة التحرير، حتى نقول للعالم أجمع إن كل أطياف شعبنا موحدة وخلف قيادتها، مشددًا على أننا لا يمكن أن نقبل بإيجاد بدائل لمنظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
ولفت إلى أن أعداء القضية الفلسطينية يتذرعون بالانقسام ليتنصلوا من التزاماتهم تجاه قضية فلسطين، وها هم يهرولون نحو التطبيع، ويتخلون عن فلسطين وقضيتها وعن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
من جهته، دعا الأمين العام لمنظمة الصاعقة الفلسطينية معين حامد لتفعيل منظمة التحرير واعطائها دورها الحقيقي في قيادة شعبنا والدفاع عن حقوقه في كل المحافل.
كما دعا لاستمرار عقد مثل هذه اللقاءات التي ينتظر شعبنا منها الكثير، لتحقيق تطلعاته وآماله في الحرية والاستقلال.
بدوره، قال أمين عام جبهة النضال الشعبي أحمد مجدلاني "إن هذا الاجتماع حدث مهم بحد ذاته وإنجاز، ويرسل أكثر من رسالة لشعبنا وللعالم وللأشقاء العرب قبل اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في التاسع من أيلول الجاري، والرسالة غاية الأهمية أن الشعب الفلسطيني موحّد بكل قواه وفعالياته السياسية تحت مظلة منظمة التحرير وقيادتها وفي مقدمتها الرئيس محمود عباس".
وأضاف أن "هذا الاجتماع مهد له الاجتماع في 19 أيار الماضي، هنا في هذه القاعة، وفي القرارات التي أعلن عنها الرئيس عباس باسم اللجنة التنفيذية والقيادة الفلسطينية، أننا في حل من كل التزاماتنا بالاتفاقيات والتفاهمات مع حكومة الاحتلال والإدارة الأميركية"، مشيرًا إلى أن ذلك كان مدخلا مهمًا لهذا التوافق الوطني الشامل.
وأوضح أن هذا الاجتماع يعقد لأول مرة بإرادة وطنية خالصة وبدون وساطة أو رعاية أو تأثيرات إقليمية ودولية، وبالتالي يجب أن تكون مخرجاته من إرادة عقده النابعة من قرارنا الوطني الفلسطيني المستقل، وانطلاقا من مصالحنا الوطنية وتحديدا التحديات التي تواجهنا.
وأشار إلى أننا "نبحث عن قواسم مشتركة عظمى، ليس فقط داخليا بل مع الإقليم ولكن بحذر شديد، فلا يمكن أن تكون فلسطين جزءًا من التجاذبات والمحاور الإقليمية في المنطقة لأننا سنصبح طرفًا في مواجهة أطراف"، مؤكدًا أن مصدر قوة فلسطين أنها عامل إجماع وليست من عوامل التفتيت القائمة في المنطقة.
وقال مجدلاني: "نحن لا نملك ترف الوقت ونريد من مخرجات هذا الاجتماع سقف وجدول زمني محدد وملموس لإنهاء الانقسام والمصالحة والشراكة الوطنية"، مشددًا على أن الكلمة التي ألقاها الرئيس عباس تشكّل قاسما مشتركا أعظم ويمكن البناء عليها كخارطة طريق لتجسيد المصالحة وإنهاء الانقسام في آن معًا.
ولفت إلى أن كلمات أمناء الفصائل تؤكد وجود إجماع لدينا على مواجهة صفقة القرن وسياسة الضم الإسرائيلية باعتبارها مكون أساسي من مكونات هذه الصفقة، ومواجهة الهرولة نحو التطبيع العربي الإسرائيلي بالرعاية والضغط الأميركي باعتباره بديلا للسلام مع الفلسطينيين، منوهًا إلى أن ذلك يمهد الطريق نحو التوافق على برنامج سياسي نضالي مشترك يساعدنا أيضًا في ذات الوقت على التوافق على الأشكال والأساليب النضالية في إطار عمل موحّد في كافة الأراضي الفلسطينية وكافة أماكن تواجد شعبنا بما يمكّنا من توحيد طاقاتنا وحشد قوانا.
ونوه إلى أن هذه الخطوات تفتح الطريق أمام التوافق أيضًا على رؤية جديدة حول قضايانا المتصلة بممارسة السلطة في أراضي دولة فلسطين، وإنهاء وجود سلطتين وحكومتين، آخذين بالاعتبار التطورات التي جرت بالعالم والإقليم منذ اتفاق "اكتوبر عام 2017" حتى الآن، مشيرًا إلى أنه "لا يمكن الحديث عن وحدة وطنية وعن مصالحة، ولدينا حكومتين ونظامين في البلد".
وأضاف: "إذا كنّا نريد أن ندفع الأمر بالشراكة السياسية وبنظام سياسي واحد وبالمنظمة باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، فهذه القضايا يجب ويمكن معالجتها في إطار عملية ديمقراطية بانتخابات رئاسية وتشريعية على قاعدة التمثيل النسبي الكامل وعلى التوالي وإذا لم نتمكن من ذلك فيكون بالتوافق الوطني العام أو بالتوافق على الأماكن التي يمكن أن تجري فيها الانتخابات، لأن ذلك يعتبر المدخل الوحيد لإعادة تجديد وتطوير وبناء النظام السياسي الفلسطيني".
وقال: "نريد أن نبني على اجتماعنا اليوم وعلى نجاحه، وكلنا معنيون بنجاحه، ليس بالبيان السياسي فقط والذي سيصدر عنه وإنما بمخرجات محددة وملموسة في إطار جدول زمني محدد وملموس ومتفق عليه لا يتجاوز نهاية العام الحالي".
وأكد على ما تحدث به الرئيس من تشكيل لجان تؤدي لصياغة أسس لإنهاء الانقسام انطلاقًا من الاتفاقيات السابقة والتأسيس لشراكة وطنية حقيقية، مشيرًا إلى أنه لا يمكن أن نتحدث عن شراكة وطنية بدون إنهاء الانقسام لأنه المدخل الصحيح لمعالجة الشراكة الوطنية الشاملة، بالإضافة إلى تشكيل قيادة وطنية موحّدة لقيادة الفعاليات والأنشطة المختلفة داخل الوطن وخارجه، ما يؤسس لشراكة ونضال مشترك في الميدان.
وأشار إلى أن هذا الاجتماع يبقى في حالة انعقاد دائم لحين التوصل في إطار السقف الزمني المحدد والملموس والمتفق عليه للتوافق على إنهاء الانقسام والمصالحة والشراكة، ولكن بذات الوقت تتواصل اللقاءات الثنائية بين حركتي فتح وحماس وبين مختلف الفصائل لتسهيل وتعبيد الطريق والمساعدة للتوصل لإنهاء الانقسام في أسرع وقت ممكن والمصالحة، لأن هذا هو خيارنا الوحيد ولا خيار لدينا سوى تحصين البيت الفلسطيني لمواجهة التحديات التي تستهدف تصفية قضيتنا.