الموقع الرسمي لمنظمة التحرير
فرضت سلطات الاحتلال اغلاقا شاملا على الاراضي الفلسطينية بالتزامن مع توجه الناخبين الاسرائيليين الى صناديق الاقتراع صباح اليوم الاثنين في ثالث انتخابات تشريعية في اسرائيل خلال عام.
واغلقت سلطات الاحتلال الضفة الغربية ومعابر قطاع غزة بالتزامن مع انتخابات الكنيست الـ23.
وتخوض الانتخابات التشريعية في اسرائيل 29 قائمة بعد انسحاب عدد من القوائم الصغيرة، وهو عدد القوائم الأدنى منذ سنوات طويلة إن لم يكن الأدنى في تاريخ الانتخابات الإسرائيلية، وفق وسائل الاعلام.
بدأ الإسرائيليون اليوم الاثنين الإدلاء بأصواتهم لانتخابات الكنيست (البرلمان)، وهي الثالثة التي تجري في غضون أقل من عام، وسط مخاوف من استمرار حالة عدم الحسم واللجوء لانتخابات رابعة.
وبحسب لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية يبلغ عدد لمن لهم حق الاقتراع ستة ملايين و454 ألفا، سيدلون بأصواتهم في أكثر من 11 ألف مركز اقتراع.
وتاتي هذه الانتخابات اثر فشل زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو (تحالف اليمين) ومنافسه الابرز رئيس تحالف "ازرق ابيض" بيني غانتس من تشكيل حكومة عقب جولتي الانتخابات السابقتين.
وتحدثت يوم أمس الأحد وسائل اعلام إسرائيلية عن فشل التكتلات السياسية في "إسرائيل" من تشكيل ائتلاف حكومي، الأمر الذي أدى إلى إجراء الانتخابات ثلاث مرات في عام واحد.
وتوقعت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تحقق القائمة المشتركة إنجازاً غير مسبوق في الانتخابات، مشيرةً إلى أن نسبة التصويت لدى الجمهور العربي وناخبي الليكود ستكون "بيضة القبان".
وستكون نتيجة الانتخابات حاسمة بالنسبة لنتنياهو الذي يكافح من أجل البقاء بالسلطة، في ظل اتهامات له بالفساد.
بدوره، قال رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة إن الانتخابات الإسرائيلية اليوم مصيريةـ، داعياً إلى التصويت بكثافة من أجل إسقاط نتنياهو.
واضاف: قال عودة إن نتنياهو يعلم أنه لا يمكن أن يكون رئيساً للحكومة بوجود قائمة مشتركة قوية.
وعلى ضوء انتشار فيروس كورونا أوضحت وزارة الصحة الإسرائيلية أن 5630 إسرائيليا قابعين في الحجر الصحي سيصوتون في صناديق اقتراع خاصة.
ورغم الحضور الكبير للصراع مع الفلسطينيين بعد أن غيبه نتنياهو لسنوات، فإنه لا توجد اختلافات جوهرية في خطاب الأحزاب الإسرائيلية وبرامجها الانتخابية بهذا الخصوص، وينحصر الخلاف فقط في طرح وعرض الأفكار ودرجة الحدة والتشدد في المواقف، إذ تجمع على "رفض حل الدولتين بموجب القرارات الدولية، ورفض تقسيم القدس، والتأكيد على أنها ستبقى موحدة وعاصمة لإسرائيل".
كما تتفق الأحزاب فيما بينها، سواء في كتلة اليمين برئاسة حزب الليكود، أو معسكر المركز برئاسة تحالف أزرق أبيض، على ضرورة السيطرة الإسرائيلية بين النهر والبحر، وتختلف فيما بينها على تعريف سيادة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية سواء بين دولة منزوعة السلاح أو استقلال ذاتي.
وقال المحلل السياسي والمحرر في صحيفة "هارتس" الاسرائيلية عكيفا إلدار أنه لا يوجد خلاف في خطاب وبرنامج الأحزاب في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مشيرا الى ان هذا الخطاب تحوّل إلى خطاب شعبوي لمختلف قيادات الأحزاب اليهودية، وذلك بقصد كسب أصوات الناخبين الإسرائيليين، في مؤشر لترسيخ وجود اليمين في الحكم مهما كانت سيناريوهات الائتلافات الحكومية.
وأكد إلدار في تصريحات له أن خطابات وبرامج كل من كتلة اليمين وحزب الليكود بزعامة نتنياهو، وتحالف "أزرق أبيض" برئاسة بيني غانتس، وحزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان؛ تتشابه في المواقف إلى حد ما من القضية الفلسطينية، بحيث إن الخطاب الشعبوي لليمين المتطرف تحديدا فيما يتعلق بالفلسطينيين، تحول للخطاب السائد الذي تنطلق منه مختلف الأحزاب اليهودية.
وقدر إلدار أن عودة القضية الفلسطينية إلى الخطاب السياسي للأحزاب الإسرائيلية من وجهة نظر "صفقة القرن"، يأتي لدوافع انتخابية بحتة ولاستمالة المصوتين الإسرائيليين، بحيث تناغمت مختلف الأحزاب اليهودية مع خطة السلام الأميركية للشرق الأوسط.
من جانبه، قال الناطق بلسان حركة "السلام الآن" آدم كيلر أن حل الدولتين مثل بقية الحلول المطروحة لحل القضية الفلسطينية غاب منذ عام 2013 عن خطاب الأحزاب اليهودية، وذلك بسبب نهج نتنياهو الذي واصل فرض وقائع على الأرض وإطالة أمد الصراع ليبقى متربعا على الكرسي، بحيث إن هذه الثقافة باتت الدراجة لكل مفاصل الحكم في إسرائيل وغالبية الأحزاب الكبيرة.
واضاف كيلر : أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي نشرها قبل الانتخابات الإسرائيلية الثالثة، ليست خدمة لنتنياهو وحسب، بل هي قناعات وثوابت جديدة في المشهد السياسي لمختلف الأحزاب الإسرائيلية، والتي تتطلع للتنصل من حل الدولتين وضرب المواثيق الدولية بعرض الحائط، والتكيف للعيش بصراع متواصل مع الفلسطينيين.
وشدد كيلر في تصريحات له على أن المواقف المناهضة للقضية الفلسطينية وتواصل العدوان على غزة لا يقتصر على طرح الليكود فقط، وإنما أيضا على تحالف "أزرق أبيض" الذي تبنى على الفور "صفقة القرن" وأكد أنها ستكون الانطلاقة لأي تسوية مع الفلسطينيين، معتبرا أن هذا الخطاب ليس لكسب الأصوات فحسب وإنما نابع من معتقدات وقناعات تحالف غانتس.