الموقع الرسمي لمنظمة التحرير:
أكد الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ان الرئيس محمود عباس، اصبح أيقونة للقانون الدولي والشرعية الدولية، ولدول العالم عندما رفض سياسات الابتزاز وليّ الذراع وفرض الحقائق على الأرض، ورد بـ"لا مدوية" على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجرائم الحرب التى ترتكبها سلطة الاحتلال ( إسرائيل ) بحق شعبنا فى ارض دولة فلسطين المحتلة، مشددا ومجددا التأكيد على ان فلسطين والقدس ليست للبيع وليس صفقة عقارات.
واضاف : الرئيس عباس أوضح للجميع أنه لن يسمح باستمرار الوضع على ما هو عليه، منوها الى قرارات المجلس الوطني والمجلس المركزي الفلسطينيين، بما فيها قطع العلاقات السياسية مع إدارة الرئيس ترامب واعتبارها عزلت نفسها، ولم تعد شريكا أو وسيطا ما لم تتراجع عن قراراتها، وكذلك تحديد العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية مع سلطة الاحتلال ( إسرائيل )، والانتقال من مرحلة السلطة الى الدولة على أسس قرار الجمعية العامة ٦٧١٩ لعام ٢٠١٢ .
وجاءت تصريحات عريقات اليوم الاحد خلال محاضرة وحلقة نقاش أمام منتدى الدوحة الدولي، أدارها روبرت مالي رئيس مجموعة حل الأزمات الدولية.
وقال: أننا فعلنا كل شيء من اجل تحقيق السلام على أساس مبدأ الدولتين على حدود ١٩٦٧، أي تجسيد استقلال دولة دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشريف، لتعيش بأمن وسلام الى جانب دولة إسرائيل على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧، وحل قضايا الوضع النهائي كافة، وعلى رأسها قضية اللاجئين استنادا للقرار الأممي (١٩٤)، والإفراج عن الأسرى.
واستنكر عريقات ما قامت به إدارة الرئيس ترامب، ومنها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة الولايات المتحدة من تل ابيب الى القدس، ومحاولة إسقاط قضية اللاجئين عبر تجفيف الدعم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين، وشرعنة الاستيطان، وإغلاق مفوضية منظمة التحرير فى واشنطن، وإغلاق القنصلية الأمريكية التي انشئت فى القدس فلسطين في العام ١٨٤٤، وقطع كافة المساعدات، حتى عن مستشفيات القدس، ومكافأة سلطة الاحتلال (إسرائيل) على جرائم الحرب التي تقترفها والتي كان آخرها إعدامات ميدانية لخمسة فلسطينين، وهدم منزل المناضلة أم ناصر حميد والتهديد بتصفية الرئيس عباس جسديا، والتهديد بهدم قرية الخان الأحمر، والممارسات الإرهابية بحق ابناء شعبنا ومؤسساته فى عاصمتنا المحتلة القدس، وجرائم الحرب التى ترتكب بحق مسيرات العودة السلمية واستمرار خنق وحصار قطاع غزة.
وعلى صعيد ازالة أسباب الانقسام وتحقيق المصالحة، دعا عريقات حركة حماس الى الانتصار للقضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني، وليس للقضايا والمشاريع الحزبية، مشددا على ان الطريق الى ذلك يكمن فى التنفيذ الأمين والدقيق والشامل لاتفاق القاهرة الموقع من حركتي فتح وحماس فى ١٢-١٠-٢٠١٧، والذي صادقت عليه جميع الفصائل الفلسطينية في تاريخ ٢٢-١١-٢٠١٧، داعيا كل الأطراف لمساندة الجهود المصرية المبذولة لتحقيق ذلك.
واضاف: ان أي دعم لقطاع غزة يجب ان يكون جزءا من تنفيذ الاتفاق وتحقيق المصالحة والشراكة السياسية، والعودة الى إرادة الشعب بإجراء انتخابات عامة حرة ونزيهة، وليس بديلا عن المصالحة والوحدة الوطنية، لان مخطط نتنياهو وترامب، وكجزء مما يسمى "صفقة القرن"، يهدف الى فصل قطاع غزة عن الضفة والقدس، وذلك لتدمير خيار الدولتين والمشروع الوطني، واستبداله بخيار الدولة بنظامين "الابرثايد" في الضفة والقدس، ودويلة محاصرة ومخنوقة فى قطاع غزة .
وتابع عريقات: ان كل من يسعى لتحويل القضية الفلسطينية بما فى ذلك الوضع فى قطاع غزة ، الى وضع انساني بديل عن الوضع السياسي، والمشروع الوطني المتمثل بانهاء الاحتلال وتجسيد استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧، والمحافظة على الوحدة الوطنية والقانونية والحكومية والقضائية والجغرافية بين الضفة الغربية وقطاع غزة والعاصمة الأبدية القدس، سيكون جزءا من مخططات ترامب - نتنياهو.
وردا على اسئلة الحضور، اكد عريقات ان سياسات إدارة الرئيس ترامب ورؤيته للعالم ، تشكل تهديدا ليس فقط على فلسطين وشعبها وإنما على أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية ، وأفريقيا وروسيا والصين واليابان وباقي دول العالم، مشيرا الى ان تدمير أسس وركائز القانون الدولي والشرعية الدولية ، وتقويضها، سوف ينعكس بشكل كارثي على أمن واستقرار جميع دول العالم .
واستنكر عريقات قرار الحكومة الاسترالية الاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، معتبرا ذلك خرقا فاضحا للقانون الدولي والشرعية الدولية. وطالب الدول العربية والإسلامية بتفعيل قرارات القمم العربية التي أكدت على وجوب قطع العلاقات كافة مع أية دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل .
وخلص عريقات الى القول: ان من يريد هزيمة الإرهاب والتطرف عليه ان يبدأ بتجفيف مستنقع الاحتلال الاسرائيلي ، والاعتراف الفوري بدولة فلسطين وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، والعمل على تجسيد استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس، على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧.