الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية
وصف رمزي رباح، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، زيارة المبعوث الأمريكي إلى غزة بأنها مسرحية هزلية، تهدف إلى "تجميل الوجه القبيح للسياسة الأمريكية"، و"التغطية على جرائم الإبادة" التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، بما في ذلك القتل والقصف والتجويع الممنهج.
وقال رباح إن الزيارة تأتي في إطار "محاولة يائسة للتخفيف من حدة الانتقادات الدولية الموجهة للاحتلال الإسرائيلي وللسياسة الأمريكية الداعمة له"، رغم ما وصفه بـ"الأساليب الفاشية" المستخدمة ضد المدنيين العزل في القطاع.
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تتحمل "مسؤولية مباشرة" عن المجازر المرتكبة عند مراكز توزيع المساعدات، متهماً إياها بالتواطؤ مع إسرائيل، ومؤكداً أن تصريحات مسؤولين دوليين، بينهم ضابط في البحرية الأمريكية ووزير الخارجية الفرنسي، تعكس حجم الفضائح الإنسانية التي لم يعد بالإمكان التستر عليها، كما استند إلى تقارير أممية وحقوقية توثق استشهاد المئات من الفلسطينيين وجرح الآلاف عند نقاط توزيع المساعدات، لا سيما عند معبر زيكيم.
وأضاف رباح أن زيارة المبعوث الأمريكي إلى رفح، برفقة السفير الأمريكي لدى إسرائيل، لا تصب في مصلحة أبناء غزة، بل تحمل أهدافاً خفية، محذراً من أنها قد تمثل خطوة في إطار مخططات إسرائيلية لإعادة رسم خارطة القطاع، أو التحضير لترتيبات ميدانية جديدة ذات طابع أمني أو سياسي.
وانتقد رباح آلية توزيع المساعدات، مشيراً إلى أنها تقتصر على أربعة نقاط تقريبا، ما يجعل الوصول إليها صعباً على مئات آلاف النازحين، واصفاً ذلك بأنه هندسة مقصودة لتجميع السكان في شريط ضيق تمهيداً للتهجير، كما اعتبر أن هذه الآلية عشوائية وغير منظمة، بعكس المعايير التي تتبعها الوكالات الدولية التي تستند إلى بيانات مسجلة.
وربط رباح بين المساعدات ومشروع تهجيري مؤقت يهدف إلى "حصر الفلسطينيين في ما يشبه المعسكرات، قائلاً إن التركيز ينصب على توزيع الطعام، في حين يجري تجاهل المطالب الأساسية بوقف العدوان والإبادة والقتل، معتبرا أن هذا يعكس سياسة أمريكية تتيح استمرار العنف، مع محاولة إدارة الأزمة الإنسانية بدلاً من إنهائها.
وأضاف عضو اللجنة التنفيذية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يرى ضرورة لوقف القتل والإبادة في غزة، ويعتقد أن تقديم بضعة ملايين من الدولارات كافية لإطعام الفلسطينيين، بينما يتجاهل كلياً حقوقهم الوطنية والإنسانية، مشيراً إلى أن هذا النهج يعكس استخفافاً صارخاً بالعدالة الدولية.
وعن مفاوضات الدوحة، أكد رباح أن الوفود كانت قاب قوسين أو أدنى من التوصل لاتفاق، حيث جرى التفاهم على خرائط ميدانية وترتيبات أمنية شبه جاهزة للتوقيع، إلا أن إسرائيل قررت الانسحاب المفاجئ من المفاوضات، ولحقت بها الولايات المتحدة، مما أدى إلى تعطيل الاتفاق بشكل متعمد والعودة إلى طرح ما يسمى بالحلول الشاملة التي تعني عملياً إطالة أمد الحرب.
واعتبر رباح أن الإدارة الأمريكية تتواطأ بشكل واضح مع حكومة بنيامين نتنياهو، وتغطي جرائمه في قطاع غزة، محمّلاً ترامب شخصياً مسؤولية التحريض على استمرار الحرب، مضيفا أن ترامب يواجه اليوم عاصفة من الإدانة الدولية، ويُعتبر شريكاً مباشراً لإسرائيل في جرائمها ضد شعبنا في غزة.