2025-06-17 الساعة: 16:23:40 (بتوقيت القدس الشريف)

"القدس المفتوحة" تطلق احتفالات تخريج الفوج الـ21 من طلبتها

الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية

وفا- أطلقت جامعة القدس المفتوحة اليوم الأربعاء، تحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس، احتفالات تخريج الفوج الحادي العشرين (فوج القدس العاصمة)، بتكريم الطلبة المتفوقين من أوائل التخصصات في مختلف فروع الجامعة، وذلك في قاعة الهلال الأحمر الفلسطيني بمدينة البيرة.

وشملت الاحتفالات هذا العام تخريج (4) طلبة يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ويعتبر الاحتفال المركزي، باكورة احتفالات تطلقها جامعة القدس المفتوحة في (20) فرعا منتشرة بالضفة الغربية وقطاع غزة، يتم خلالها تخريج (12) ألف طالب وطالبة.

وحضر الاحتفال ممثل الرئيس وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم، وأعضاء من اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح.

ونقل صيدم، في كلمة رئيس دولة فلسطين محمود عباس بالاحتفال، تحية الرئيس لأعضاء مجلس الأمناء ولإدارة الجامعة برئاسة أ. د. يونس عمرو على الجهود التي يبذلونها لتطوير الجامعة وبناء مقرات مملوكة لها.

وانتقد صيدم ما يزعم الاحتلال أنه تحريض، مشيرا إلى أن وزير التربية والتعليم الإسرائيلي العنصري يطالب بأن تلقى القنابل على رؤوس شعبنا الفلسطيني، فالاحتلال قاتل مستشرس ونحن موغلون في العلم مصرون على الاجتهاد والتعلم.

وأضاف، نفخر أن القدس المفتوحة قط طرزت للوطن جمالا معرفيا غير مسبوق فجمعت الوطن في جامعة وجمعت الجامعة في قلوبنا جميعا، مذكرا بالمعلمة الأولى على العالم خريجة القدس المفتوحة وهي المعلمة حنان الحروب.

وأوضح صيدم أن الوزارة تؤمن برسالة القدس المفتوحة ونحن نفخر بأن تمويل الفروع لهذه الجامعة يتم من خلال وزارة التربية والتعليم العالي، والجامعة سباقة في مجال التعليم المدمج والتعليم الإلكتروني، وقد قاتلت القدس المفتوحة ليصبح في قانون التعليم العالي الجديد مواد مرتبطة باعتماد فلسطين للتعلم المدمج والتعليم الالكتروني.

وأشار إلى أن لدى الوزارة إجراءات بخصوص البرامج يجب أن نستكملها ونحن اقتربنا من تلك اللحظة، وأنا أحمل بشرى سارة للقدس المفتوحة أننا قررنا في وزارة التربية والتعليم العالي أن تكون جامعة القدس المفتوحة الأولى في تنفيذ خطة حماية التعليم في القدس عاصمة فلسطين الأبدية، وأن نسلمكم أننا نخصص حوالي مليون دولار لصالح القدس المفتوحة لخدمة هذا الغرض. وقال إن جامعة القدس المفتوحة هي حامية التعليم في القدس.

من جانبها، أعربت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، عن اعتزازها بـ"القدس المفتوحة"، لما للجامعة من معزة خاصة في قلبها وفي قلب كل خريج أتاحت له فرصة التعليم، تلك الجامعة التي دخلت كل بيت فلسطيني، وأثبتت للعالم أجمع وبالمحافل كافة أن فلسطين والقدس معادلة الكون التي لا تقبل القسمة على اثنين.

وأضافت: "سنواصل دعم الجامعة التي تقدم أفضل خدمة لأبناء شعبنا بلا حدود، بصفتها واحدة من أفضل المؤسسات التعليمية في وطننا الحبيب، وسنبقى على عهد هذه الجامعة وعلى عهد منظمة التحرير التي أسستها، وسنبقى المساهمين في رفعتها، فهي تشكل ثلث عدد المنتسبين للجامعات في الوطن، وهذه الكثرة لم تكن كمًا، بل اعتمدت النوع أولاً، ودليل ذلك الجوائز التي حصلت عليها الجامعة، ونماذج الإبداع فيها لا تعد ولا تحصى. وتمنت غنام أن نحتفل العام المقبل بـ"فوج التحرير"، وأن نقيم احتفالاتنا في القدس عاصمتنا الأبدية وقد تحرر أسرانا وأسيراتنا من سجون الاحتلال، مبرقة بتحياتها لأبناء شعبنا كافة.

وهنأ رئيس مجلس الأمناء عدنان سمارة الخريجين وأهاليهم، وقال: "منذ أطلقت جامعة القدس المفتوحة خدماتها في فلسطين عام 1991م، بهدف توفير خدمة تعليمية تتغلب على إجراءات الاحتلال الذي أمعن في إغلاق الجامعات الفلسطينية لنشر الجهل والتخلف، أثبتت الجامعة أن فلسفة التعليم المفتوح التي تتبنى التعلم المدمج أنموذجًا بالجمع بين اللقاءات الصفية والافتراضية والوسائط الإلكترونية هي الأنجع لتحقيق أهدافها، وقد آتت أكلها بتخريج عشرات الآلاف من أبناء شعبنا الذين حرمهم الاحتلال وحرمتهم أوضاع اجتماعية واقتصادية قاهرة من إكمال تعليمهم".

وأضاف: "لأن رسالة جامعة القدس المفتوحة تتناغم مع الشعار الذي رفعته (جامعة في وطن ووطن في جامعة) فإنها ماضية في مدّ جسور العلم والأمل، وكسر حدود المكان والزمان لأبناء شعبنا الذين مهما اشتدّت عليهم الصعاب، فهم يؤمنون بأن حقوقهم الوطنية معمدة بتضحيات أبنائهم من الشهداء والجرحى والأسرى، ولن تذهب هذه التضحيات سدىً، وستظل القدس عاصمة فلسطين الأبدية؛ لأن قوة العدالة والحق ستنتصر على الباطل مهما طال الزمن.

وأوضح سمارة أن جامعة القدس المفتوحة، وهي تؤمن بأن تنمية الفرد وتحسين قدراته أساس نجاح المؤسسة وتقدمها، ومن منطلق اهتمامنا بأبنائنا الخريجين، فإنها أنشأت وحدة لمتابعة خريجيها أينما كانوا، لإدراكها بأن الهدف هو تأهيل قادة بناء مسلحين بمختلف المهارات اللازمة لتلبية احتياجات سوق العمل محليًا ودوليًا.

من جانبه، قال رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو: "تحتفل جامعة القدس المفتوحة، جامعة الوطن الفلسطيني، بتخريج كوكبة جديدة من أبنائها، وقد آثرت أن تطلق اسم "فوج القدس العاصمة" على فوجها الحادي والعشرين انسجامًا مع الحالة الوطنية العامة بخصوص قضية القدس، وهو ما يجسد الدور الوطني لجامعة القدس المفتوحة الممتدة جغرافيًا في ربوع الوطن كافة، بأن القدس كانت وما زالت وستبقى العاصمة الأبدية لدولتنا الفلسطينية".

وأكد عمرو "وقوف الجامعة-رئاسة، وعاملين، وطلبة، بكوادرها وطواقمها الأكاديمية والإدارية كافة-خلف القيادة الفلسطينية وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عباس في معركته في الدفاع عن حقوق شعبنا الفلسطيني، مثمنين الجهد الكبير الذي يبذله سيادته في نقل معاناة شعبنا الفلسطيني للعالم، وفضح ممارسات الإدارة الأميركية وعلى رأسها دونالد ترامب وإفشال مخططاته بصفقة القرن بعد قيامه بالخطوة المرفوضة المتمثلة بنقل السفارة الأميركية إلى القدس واعتبارها عاصمة لدولة الاحتلال. وهنا ومن هذا المقام، نكرر ما قاله الرئيس أبو مازن (إننا هنا باقون ولن نرحل بل سيرحل الاحتلال، وإعلان ترامب للقدس عاصمة للاحتلال لا يعني أي شيء، وشعبنا وقيادته سيواصل التحدي والصمود، حتى نيل حقوقه وقيام دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف".

وانتشرت القدس المفتوحة بحسب أ. د. يونس عمرو، وعقدت اتفاقيات مع 25 جامعة على مستوى العالم لتبادل الخبرات والتدريب العلمي، وأطلقت 5 مجلات علمية محكمة تمهيدا لحصولها على مقياس "معامل التأثير العربي" تمهيدا لحصولها على مقياس "معامل التأثير العالمي"، وأًدرت مجموعة من البحوث وصلت في عام 2017 إلى ما يزيد عن 218 بحثا لهيئة التدريس أو من خارج الجامعة، وأصدرت عددا من البحوث الخاصة بالثقافة العربية والفلسطينية وعقدت 11 مؤتمرا بالتعاون مع جامعات فلسطينية ومع جامعات عربية، وتسعى لافتتاح عدد من المراكز العلمية وعلى رأسها مركز الثقافة العثمانية من أجل إعادة نشر الثقافة العثمانية المنشورة بالأحرف العربية إلى لغتنا خصوصا أن فلسطين حكمها العثمانيون لفترة تزيد عن 5 قرون.

إلى ذلك، قال رئيس مجلس الطلبة القطري في جامعة القدس المفتوحة زياد الواوي: "نحتفل اليوم على مرأى ومسمع هذا الاحتلال الحاقد الذي يضرب بعرض الحائط كل القوانين والأنظمة العالمية، وما زال يقتل ويبطش ويقطع ويصادر ويهدم ويرحل، فوتيرة الاستيطان قد تضاعفت عشرات المرات، وقطعان المستوطنين استفحلوا وتجبروا على أرضنا وأهلنا، وأسرانا تتضاعف أعدادهم تباعًا ويومًا بعد يوم.

وشدد الواوي على أهمية إعادة الهيبة للحركة الطلابية في فلسطين، وإعادة موقعها الذي تبوأته منذ نشأتها، وتنظيم الكادر الطلابي الثائر الذي قدم روحه وعمره فداءً لوطنه وشعبه.

وفي كلمة أوائل الخريجين، قالت الخريجة مرام محمد دواهكة: "نختم مرحلة من حياتنا ونبدأ مرحلة جديدة من العطاء والإخلاص لهذه الأرض التي عليها ما يستحق الحياة، فبالأمس كنا على مقاعد الدراسة للاستعداد للعمل والانطلاق نحو المستقبل المشرق بإذن الله، رغم الصعوبات والمعيقات التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، وما يترتب عليها من ظروف اقتصادية، وسياسية، واجتماعية، صعبة.

وأضافت دواهكة "أن مسيرة العطاء لجامعتنا، جامعة القدس المفتوحة، تمثل نبراس هداية لنا على طريق العمل والاجتهاد في بناء الوطن ومؤسساته، فقد علمتنا هذه الجامعة الصبر والمثابرة والجد والاجتهاد دون كللٍ أو ملل، وقضينا أمتع الأوقات في رحاب جامعتنا الغراء مع أساتذتنا أعضاء هيئة التدريس وإدارة الجامعة وموظفيها، فقد كانوا لنا عونًا وقدموا التسهيلات اللازمة لإنجاز أهدافنا التعليمية، وفق أنظمة وتعليمات كفلت لنا تلقي العلم والمعرفة، ووفرت لنا المصادر والوسائل التعليمية الضرورية للتحصيل العلمي".

وتخلل الاحتفال، الذي تولى عرافته مساعد رئيس الجامعة لشؤون الطلبة أ. د. محمد شاهين، فقرة فنية قدمتها فرقة جامعة القدس المفتوحة "البيدر"، ثم تلا بيان التخريج أ. د. جمال إبراهيم عميد القبول والتسجيل والامتحانات، واستكمل إجراءات التخريج، وجرى توزيع الشهادات على الخريجين.