2025-05-25 الساعة: 15:25:38 (بتوقيت القدس الشريف)

شيخ الازهر يدعو إلى مواجهة إعلان ترمب الجائر بقرار عربي واسلامي جاد
البابا تواضروس: للقدس مكانة كبيرة فى قلب كل مسيحي

 

 

القدس عاصمة فلسطين

بمشاركة الرئيس محمود عباس، انطلقت أعمال مؤتمر الأزهر العالمي لنُصرة القدس، صباح اليوم الأربعاء، تحت رعاية رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة أكثر من 86 دولة عربية وإسلامية، ودولية.

ودعا شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين الدكتور أحمد الطيب في كلمته خلال افتتاح المؤتمر إلى ضرورة إعادة الوعي بالقضية الفلسطينية عامة، وفي القدس خاصة، ومواجهة الإعلان الأميركي الجائر بقرار عربي وإسلامي جاد يؤكد حرمة المساس بالقدس، وعروبتها.

وأوضح الطيب أن مؤتمر اليوم ينعقد بعد 30 عاما على آخر مؤتمر عقد ليناقش الشأن الفلسطيني والقدس، وذلك بسبب الأبعاد التاريخية والسياسية التي تحدق بنا، والتي تدق ناقوس الخطر، وتتطلب العزم والتصميم من الزعماء العرب والمسلمين في مواجهة التمييز العنصري، وما آل اليه شعب فلسطين الأبي، مشيرا إلى "أن كل قوة متسلقة محكوم عليها بالانحطاط".

وأضاف: سنناقش ما آلت اليه التعقيدات السياسية التي تتعرض لها القدس، وخالص الدعاء، بالتوفيق والسداد، والصلابة. منوها إلى ضرورة التركيز على المقررات المدرسية، بهدف تكوين وعي حقيقي في أذهان ملايين الطلبة حول مكانة مدينة القدس، وقدسيتها.

وتابع: نحن دعاة سلام مشروط بالعدل، كما أمرنا نبينا محمد(ص)، سلام لا يعرف الذل، والخنوع، سلام تصنعه قوة العلم، والتسليح، الذي يمكن أصحابه من بتر أي يد تحاول أن تسلبهم أرضهم، ومقدساتهم، مؤكدا أن كل احتلال إلى زوال.

وأضاف: منذ ابريل 1948 وحتى 1988 عقد الازهر 11 مؤتمرا عن فلسطين، والمسجد الأقصى، والمقدسات الإسلامية، حضرها الكثير من أنحاء العالم، وقدمت فيها أبحاث غاية في الدقة، وجميعها تعبر في كل مرة عن رفض العدوان الصهيوني على المقدسات، واحتلال المسجد الأقصى، واغتصاب الأرض، والآثار الإسلامية، والمسيحية من كنائس، وأديرة، ومقابر في القدس، وطبرية، ويافا.

وأشار إلى أن الكيان الصهيوني لم يهزمنا في عامي 1948 و1967، بل نحن صنعنا هزيمتنا بأيدينا بسبب فشل حساباتنا في تقدير الأخطار، مشددا على ضرورة أن يخرج المؤتمر بنتائج عملية، وأن يكون هذا العام عاما للقدس الشريف، وعاما لدعم المقدسيين، ونشاطا ثقافيا وإعلاميا متواصلا، تتعهده المؤسسات العربية والإسلامية الدينية والعلمية والجامعات، ومنظمات المجتمع المدني.

وقال إن تأثير الكلمات المستمرة والرافضة للاحتلال الإسرائيلي خلال 70 عاما لم توقف شهوة ابتلاع الأرض، ولم تغير الواقع، في ظل استمرار تضحية الشعب الفلسطيني، ومقاومته، وصبره الذي لم ينفذ، محذرا من خطورة ما يتعرض له العالم العربي والإسلامي من أحداث لا تتناسب فيها استخدام الشعارات مع حجم الخطر، داعيا الأمة للتنبه إلى ما تتعرض اليه القدس من هجمة، تتطلب منها أن تستعيد وحدتها.

وأثنى شيخ الأزهر على دور الرئيس محمود عباس، وقال" نشد على يد رئيس دولة فلسطين محمود عباس، وندعوه لمواصلة الصمود والثبات".

بدوره، قال بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني، أعلنا رفضنا التام لقرار الإدارة الأميركية الذي يؤسس الى تهويد القدس، مؤكدا رفضه للتفسيرات التوراتية التي تنفي حقوق الاخرين وتجور عليها.

وأضاف، نلتقي اليوم بقلب واحد، وفكر واحد، من أجل قضية مصيرية، هي المدينة المقدسة وزهرة المدائن التي تمثل قيمة خاصة في تاريخ الوحي الإلهي الكتابي وفيها حدث الالتقاء بين السماء والأرض حيث خاطب الله البشر، وفيها عاش السيد المسيح وكل شبر وطأته قدميه كان له مكانة خاصة، وأصبح لكل كنائس العالم أماكن مقدسة فيها.

وتابع، إن السلام اختيار لا بديل عنه، وإن السلام الدائم لا يأتي إلا باحترام الحقوق المشروعة، والسلام وثيق الصلة بالدين المسيحي وعندما جاء المسيح صحبته الملائكة في رسالة "المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرة"، ولن يصبح السلام واقعا ما لم يتوقف العنف ولغة التهديد والوعود التي أعطيت دون الالتفات الى الشعوب التي يقع عليها هذه القرارات.

وأشار الى أن القدس ووضعها المميز يجعلها قادرة على أن تكون واحة سلام، تلتقي فيها الصلوات والقلوب، ومن المحزن ان تكون المدينة المقدسة مسرحا للأحداث التاريخية من حروب، ودموية. لافتا الى ان الشعب الفلسطيني يناضل من أجل حقوقه المشروعة وطالما ارتضى المجتمع الدولي حل الدولتين، وان القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، واليوم تعود القدس لتنادي ضمير العالم.

وأشار إلى دور الكنيسة المصرية القبطية الارثذوكسية الثابت والراسخ في دعم ومساندة القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، بالإضافة الى مخاطبتها كنائس العالم والهيئات الدولة لمناصرة الشعب الفلسطيني ورفضا لحصار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

ودعا الى ضرورة البحث عن كيفية تنفيذ القرارات الدولية التي تحدث عنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ليستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه في ظل العقول التي لا تفكر بمشاعر المسلمين والمسيحيين. مؤكدا أن الكنيسة لا تعادي أي كيان أو دين، بل هي ترفض التعصب والقهر، واستغلال الدين وتوظيفه.

واكد التزامه بحقوق المقهورين في ضوء التاريخ والجغرافيا وإسقاط أساليب القهر والعنف. داعيا الى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس يعيش مسلموها ومسيحيوها حياة كريمة، وتنفيذ قرار حق تقرير المصير، وأن يكون المؤتمر خطوة للأمام لاستعادة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.

ويأتي انعقاد المؤتمر الذي ينظمه الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، في إطار سلسلة القرارات التي اتخذها شيخ الأزهر- رئيس مجلس حكماء المسلمين الدكتور أحمد الطيب، للرد على إعلان نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة وزعم أنها عاصمةً للكيان الصهيوني المحتل.

وكان في استقبال الرئيس أمام قاعة الأزهر للمؤتمرات، شيخ الأزهر أحمد الطيب.

ومن المقرر أن يناقش المؤتمر عدة محاور رئيسية تتركز على استعادة الوعي بقضية القدس والتأكيد على هويتها العربية الإسلامية، واستعراض المسؤولية الدولية تجاه المدينة المقدسة باعتبارها خاضعة للاحتلال، بالإضافة الى التأكيد على أن القانون الدولي يلزم القوة المحتلة بالحفاظ على الأوضاع القائمة على الأرض.

كما حضر أعمال الجلسة الافتتاحية الوفد المرافق للرئيس وهم: عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الوزير حسين الشيخ، وقاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والإسلامية محمود الهباش، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، والمستشار الدبلوماسي لسيادته مجدي الخالدي، بالإضافة الى عدد من الوزراء والشخصيات ورجال الدين الذين وصلوا مساء أمس من فلسطين لحضور فعاليات المؤتمر .

 

عن "وفا"