2024-05-20 الساعة: 02:11:41 (بتوقيت القدس الشريف)

الرئيس يستقبل وزير خارجية فرنسا ويجدد دعمه لجهودها... باريس مصممة على المضي بمبادرتها رغم معارضة إسرائيل

نتنياهو: المفاوضات المباشرة هي السبيل الامثل لتحقيق السلام!!!

رام الله-الموقع الرسمي لمنظمة التحرير:

 استقبل رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اليوم الأحد، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت، بحضور المبعوث الفرنسي الخاص، بيير فيموند، والقنصل الفرنسي العام، إيرفي ماغرو، وبحث معهم الاستعدادات الفرنسية الجارية لعقد المؤتمر الدولي للسلام.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إنه جرى الحديث خلال اللقاء، عن الاستعدادات الفرنسية الجارية لعقد المؤتمر الدولي للسلام، والجهود التي تبذلها فرنسا لعقده، وذلك لإخراج العملية السياسية من الجمود الذي يعتريها.

وأضاف، إن الوزير الفرنسي أطلع الرئيس عباس، على نتائج لقائه صباح اليوم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وتابع أبو ردينة، إن الرئيس أعرب عن تقديره الكبير لالتزام فرنسا وجهودها من أجل عقد المؤتمر.

وأشار الناطق الرسمي باسم الرئاسة، إلى أن الجهود العربية والفرنسية تسير وبسرعة في الاتجاه الصحيح لعقد المؤتمر الدولي للسلام، لوقف حالة التدهور وعدم الاستقرار على الساحة الفلسطينية والمنطقة.

الجدير ذكره، أن المبادرة التي طرحتها فرنسا لتحريك عملية السلام المتجمدة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ سنوات، تقوم على عقد مؤتمر دولي للسلام يساعد في دفع العملية السياسية المتوقفة بسبب الموقف الإسرائيلي المتعنت.

 

فرنسا تؤكد تصميمها على المضي قدما في مبادرتها رغم معارضة إسرائيل 

 

وقبيل مغادرته اسرائيل اكد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت تصميم بلاده على المضي قدما في مبادرتها لعقد المؤتمر الدولي للسلام رغم معارضة اسرائيل له.

وقال ايرو ان هذه المبادرة جاءت لتخرج عملية السلام من الطريق المسدود الذي آلت اليه مؤكدا ان أمن إسرائيل يشكل الشغل الشاغل لفرنسا وان لاسرائيل الحق في العيش بسلام وأمان الى جانب الدولة الفلسطينية.

وتابع الوزير الفرنسي يقول ان باريس تستكمل حاليا اعداد القائمة باسماء الدول التي ستشارك في المؤتمر الدولي في باريس بعد اسبوعين مشيرا الى ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري قد اعرب عن تاييده للمبادرة الفرنسية.

 

المالكي: فرنسا تسير قدما في تحضيراتها بخصوص انعقاد الاجتماع الوزاري

 

من جانبه، قال وزير الخارجية رياض المالكي للصحفيين عقب لقاء الرئيس محمود عباس، مع وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك ايرولت، إن الأخير أكد للرئيس عباس أن فرنسا تسير قدما في تحضيراتها بخصوص انعقاد الاجتماع الوزاري.

وأضاف، قد يكون هناك تأجيل ليوم أو يومين لأسباب فنية مرتبطة بضمان حضور بعض الوزراء بمن فيهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ولكن فرنسا مصرة وهي مصممة على الاستمرار في هذه التحضيرات وعقد الاجتماع الوزاري خلال الفترة المقررة.

وتابع: نحن بدورنا أكدنا لفرنسا اننا جاهزون للتعاون في كافة القضايا والمجالات وسعداء لهذا الإصرار الفرنسي، ونتمنى لفرنسا ولجهودها ان تكلل بالنجاح لأن الجهود الفرنسية هي الوحيدة الموجودة على الأرض والتي يمكن ان تعطي للعملية السياسية بعدا مهما في هذه المرحلة.

وأشار المالكي الى أن إسرائيل ومنذ اللحظة الأولى التي خرجت فيها الأفكار الفرنسية للعلن، رفضتها. وما قاله نتنياهو صباح اليوم هو التأكيد على اهمية المفاوضات الثنائية وتجنب أي مفاوضات أخرى، وأن الوزير الفرنسي أكد لنتنياهو، كما أكد لنا في الاجتماع ان فرنسا مستمرة في التحضيرات ومصرة على عقد الاجتماع.

وقال المالكي: بالنسبة لنا هذا شيء مهم، والحضور على اعلى المستويات، وهناك دول كثيرة ترغب بالحضور وهذا شيء مهم ايضا، الآن نحن نريد ان يكون الحضور على أعلى مستوى، وهناك جهود تبذل من أجل ضمان حضور وزراء الخارجية بمن فيهم الأميركي، جون كيري، ونحن نعتقد ولدينا كل الأمل انه سيحضر، والمكالمة الأخيرة مع الرئيس عباس تشير إلى ذلك .

 

نتنياهو يتشدق بالمفاوضات المباشرة!!

 

بدوره، زعم رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو أثناء لقائه وزير خارجية فرنسا جان مارك ايرولت اليوم الأحد ان المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين هي السبيل الوحيد للتوصل الى سلام.

وعرض نتنياهو في بداية اجتماع حكومته الأسبوعي ما قاله لوزير الخارجية الفرنسي، زاعما: "بأن التاريخ يؤكد بأن المفاوضات المباشرة هي التي تؤدي الى السلام وليس المؤتمرات الدولية، فقد توصلنا الى اتفاقية سلام مع مصر وكذلك مع الاردن من خلال المفاوضات المباشرة، وكل طريق أخرى غير المفاوضات المباشرة سوف تقوض فرص التوصل الى السلام، وهي تمنح الجانب الفلسطيني الفرصة للتهرب من مواجهة جذر الصراع، والتهرب من الاعتراف باسرائيل" ، على حد زعمه.

وأضاف نتنياهو في اجتماع الحكومة انه احتج على الموقف الفرنسي المتعلق بقرار منظمة اليونيسكو المتعلق بالمسجد الاقصى، والذي لم يعترف بأي رابط بين المسجد الاقصى واليهود، مشيرا بأنه من الصعب على الحكومة الاسرائيلية التعاطي مع المبادرة الفرنسية بناء على هذا الموقف في اليونيسكو وكونها أيضا غير واقعية.

 

المبادرة الفرنسية

 

وتقترح المبادرة خمسة بنود تتعلق بـ"مبادئ لحل الصراع على غرار تثبيت حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 مع تبادل أراض بين الطرفين، وجعل القدس عاصمة مشتركة بين الدولتين، إلى جانب تحديد جدول زمني لإنهاء الاحتلال، وعقد مؤتمر دولي للسلام".

وهددت باريس إسرائيل من أنها ستعترف بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران اذا لم توافق على هذه الطروحات، وتعيد المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية من جديد، بغية التوصل لحل الدولتين.

وقوبلت هذه المبادرة برفض إسرائيلي شديد متذرعة بأنها تدعم الموقف الفلسطيني، وتصل إلى طريق مسدود ويزيد من تعنته في اي مفاوضات مستقبلية.

وانتقد رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو، المبادرة ووصفها بـأنها "مقلقة" و"مصيرها الفشل"، معتبرا أن تهديد فرنسا الاعتراف بفلسطين كدولة "يؤكد أن المؤتمر سيفشل، لأن الفلسطينيين سيعلمون أن مطلبهم سيتحقق بشكل مسبق، ولن يحتاجوا إلى فعل أي شيء".

وزعم نتنياهو أن المبادرة الفرنسية "لا تأخذ في الاعتبار تعقيدات الصراع، إذ لا يهم لدى الفرنسيين إذا كانت هذه الدولة الفلسطينية ستتحول إلى ديكتاتورية إسلامية أخرى، تضاف إلى أمثالها في المنطقة، لا يهم إذا لم تعمل بصدق لإنهاء الصراع والاعتراف بدولة لليهود، ولا يهم إذا لم تكن هناك ترتيبات أمنية تمنع استيلاء داعش أو حماس، أو الاثنين معاً، على الأراضي التي ستتركها إسرائيل".

وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية قد كشفت في تقارير سابقة لها النقاب عن خلافات غير مسبوقة بين فرنسا و"إسرائيل" على خلفية هذه المبادرة الفرنسية.

وأشارت إلى اجتماعات عقدت في القدس المحتلة بمشاركة دبلوماسيين فرنسيين وإسرائيليين، تحولت لاحقا لصراع حول مبادرة وزير الخارجية الفرنسي في مجلس الأمن لوضع جدول زمني لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأضافت الصحيفة أنه ومنذ اللحظة الأولى للاجتماع برز خلاف حاد بين الجانبين الفرنسي والإسرائيلي حول القضية الفلسطينية، وصلت حد تبادل الاتهامات، وهذا دليل على الخلافات والتوتر.