2025-05-01 الساعة: 14:03:11 (بتوقيت القدس الشريف)

المناضلة ربيحة ذياب تترجل.. والرئيس ينعى فقيدة فلسطين الطيب ممثلا عن الرئيس: سنفتقد أختا من الطليعيات بوصلتها القدس وفلسطين

رام الله- الموقع الرسمي لمنظمة التحرير : نعى رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اليوم الجمعة، المناضلة الوطنية الكبيرة ربيحة ذياب عضو المجلس التشريعي عن كتلة حركة فتح البرلمانية. وأثنى على اسهامات الراحلة في مختلف مراحل النضال الوطني، مؤكدا أنها أفنت حياتها في خدمة شعبنا وقضيته العادلة. وقدم الرئيس أحر التعازي لأسرة المناضلة ذياب، ولعموم أبناء شعبنا، داعيا الله عز وجل بأن يسكنها فسيح جناته، وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.

عريقات وعشراوي ينعيان المناضلة ربيحة ذياب

ونعى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح د. صائب عريقات، الأخت والزميلة والصديقة المناضلة النائب في المجلس التشريعي والقائدة ربيحة ذياب. وتقدم عريقات من زوجها وأبنائها وآل ذياب الكرام وعموم أبناء الشعب الفلسطيني فى الوطن والشتات بأحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة.

كما نعت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د.حنان عشراوي، اليوم الجمعة، إلى الشعب الفلسطيني في الوطن وأماكن اللجوء والمنافي وفاة المناضلة  النائب ربيحة دياب عضو المجلس التشريعي ووزيرة شؤون المرأة السابقة، وتقدمت باسم القيادة الفلسطينية من أسرة  الفقيدة وذويها ومحبيها في كل مكان بالتعازي القلبية الصادقة.

 وقالت عشراوي في بيان صدر عن مكتبها:" تلقينا ببالغ الحزن والأسى وعميق التأثر وفاة إحدى أبرز رموز الحركة الوطنية والإنسانية والنسوية المناضلة الكبيرة ربيحة دياب، حيث فقدت فلسطين مناضلة شرسة وشجاعة، وإنسانة مميزة حرّكتها إنسانيتها ووطنيتها لنضالها ضد قهر وظلم الاحتلال، ودفاعها بقوة عن حقوق المرأة والإنسان الفلسطيني في جميع المحافل وعلى جميع الاصعدة ".

وأشارت عشراوي إلى مساهمات دياب التاريخية في نضالها ضد الاحتلال ودعمها حقوق شعبنا الفلسطيني وعلى وجه الخصوص قطاع المرأة، وتعزيزها مسيرة الإصلاح والتغيير القانوني والإجتماعي على مدار عقود من الزمن، ومثابرتها  لترسيخ الحقوق والحريات وبناء المجتمع الفلسطيني ".

وأعربت عشراوي عن ألمها الشديد لفقدانها صديقة وأخت عزيزة وأضافت: " إن رحيل ذياب سيترك فراغاً كبيراً في الحركة الوطنية والانسانية والنسوية، سيملؤه المبدعون والمبدعات الذين تتلمذوا على يدها، وسيواصلون رسالتها وإرثها الإنساني لهذا الجيل والأجيال القادمة".

 

تشييع المناضلة ذياب في مراسم رسمية

الى ذلك، شيع في مراسم وداع رسمية السبت 22/4/2016 جثمان  للمناضلة الراحلة ربيحة ذياب عضو المجلس التشريعي ووزيرة شؤون المرأة السابقة، الى مثواه الاخير بمشاركة أعضاء من القيادة الفلسطينية، ، يتقدمهم أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، ممثلا عن الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء، وزير الداخلية رامي الحمد الله.

وحملت ثلة الشرف جثمان المناضلة ذياب في جنازة عسكرية أقيمت عند ضريح الشهيد الراحل ياسر عرفات حيث عزف لحن الوداع الأخير، حيث وضع أمين عام الرئاسة ورئيس الوزراء أكاليل من الزهور على جثمان الفقيدة قبل نقله إلى مثواه الأخير للصلاة عليه ودفنه في مقبرة بلدة دورا القرع.

وحضر مراسم التشييع ذوو الفقيد، وعدد من أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة "فتح"، وكبار القادة المدنيين والعسكريين، وحشد غفير من المواطنين.

وكانت المناضلة ذياب فارقت الحياة بعد ظهر الجمعة 21/4/2016، عن عمر يناهز (62 عاما)، بعد صراع من المرض.

وقال الطيب عبد الرحيم في كلمة نيابة عن الرئيس محمود عباس: "باسم السيد الرئيس أنعى إلى جموع شعبنا أختا عزيزة من أخواتنا، ناضلت من أجل أن يبقى شعبنا".

وأضاف: "إنها الأخت ربيحة أخت الرجال، التي سمعنا عنها في الخارج، وبعد عودتنا للوطن كان الكل يريد التعرف عليها وأولهم الشهيد ياسر عرفات، فقد مثلت الأخت الفلسطينية خير تمثيل وكانت أخت الرجال وهي تحمل الرسائل من أخوتها حتى توصلها إلى القيادة رغم كل الصعوبات والتحديات".

وتابع: "عندما رأيتها رأيت فيها كل الكبرياء، وكل شيء جميل، وكانت حنونة على إخوتها في المسيرة، وتقطع المسافات في الفيافي لتوصل رسائلهم للقيادة".

وأردف: "كم كنت مخلصة، بوصلتك كانت فلسطين والقدس، وتملكين حاسة سادسة تميزين بين ما هو وطني وغير ذلك، والتزمت بالثوابت والقيادة، ولك أخوات أجمعن على حبك ورأين فيك الأخت الكريمة وخير من يمثلهن".

وقال عبد الرحيم، إن كل الشعب الفلسطيني حزين وفي مقدمته المرأة الفلسطينية في كل الوطن على رحيل المناضلة ربيحة، وتفتقد أختا من الطليعيات، وسيكتب عنك التاريخ بحروف من نور لتكونين خولتنا الأزور ومثل دلال المغربي.

وفي كلمة الحكومة، قال وزير العدل علي أبو دياك: "بمزيد من الحزن والأسى وبقلوب يعتمرها الإيمان بقضاء الله وقدره، فإننا باسم رئيس الوزراء رامي الحمد الله وباسم الحكومة ننعى إلى جماهير شعبنا وإلى أمتنا العربية والإسلامية ولكل أحرار العالم، الأخت المناضلة العزيزة على قلوبنا ربيحة ذياب، وزيرة المرأة السابقة وعضو المجلس التشريعي، التي أمضت حياتها فدائية عنيدة في مسيرة الثورة الفلسطينية، فارسة مبدعة في مسيرة بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية".

وأضاف: "احتضنت الراحلة الحلم الفلسطيني بالحرية والاستقلال والدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وامتشقت راية التحرير، وناضلت في صفوف الثورة، وفي صفوف الحركة الأسيرة قابضة على الجرح المكابر خلف أسوار المعتقلات، ودافعت بكل بسالة عن الوطن ومقدساته، وعن الشعب وقضيته وهويته وتراثه الوطني والقومي، وكانت معلما من معالم الطريق وركنا من أركان النضال والكفاح والعطاء والانتماء والبناء".

وتابع: "كانت الراحلة وزيرة في الحكومة الرابعة عشرة، وبعد ذلك في الحكومة الخامسة عشرة والسادسة عشرة برئاسة رامي الحمد الله، وكانت نموذجا للوزيرة الإنسانة، وحققت من خلال الحكومة الكثير من الانجازات على مستوى مأسسة وقوننة وترسيخ حقوق المرأة والدفع بها لأهم مواقع صنع القرار، ومثلت حضورا وطنيا شامخا في كل الساحات، حتى ارتقت إلى جوار ربها، والتحقت بقافلة شهداء الثورة والمسيرة الوطنية.

من جهته، قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمود العالول: "بألم نودع أختنا المناضلة ربيحة، التي ودعتنا في وقت نحن بأمس الحاجة لها وما زلنا بحاجة لمن هم بسماتها، فهي كرست حياتها من أجل الشعب والثورة وقدمت تضحيات كبيرة في المعتقل وفي كل ميادين النضال ومراحله".

وأضاف: أذكر تماما أنها حملت على عاتقها مع مجموعة من المناضلات مسؤولية بناء التنظيم في الوطن تحت مسميات مختلفة، فدورها لم يكن محصورا بالمرأة، بل تعدى ذلك، وأنه عندما كان يحدث إشكال معين والقيادة بحاجة إلى معلومة دقيقة من الداخل كان الرئيس الشهيد الخالد ياسر عرفات يقول: "اتصل بضمير الشعب الفلسطيني ربيحة ذياب، هذه المرأة العظيمة المكبلة بوصايا الشهداء التي لم تحد عنها".

وتابع: إن رحيل الأخت ربيحة يشكل خسارة لفلسطين ولحركة فتح، ووعد لها أن نكون كما كانت مكبلة بوصايا الشهداء وكما كانت تقول إنها لثورة حتى النصر.

وفي كلمة لجان المرأة للعمل الاجتماعي، قالت خولة الازرق إن الراحلة ذياب كانت من المناضلات الاستثنائيات في كل المواقع النضالية، مستذكرة أنها حولت خلال اعتقالها السجن إلى مدرسة، وعملت مع أخواتها على التأسيس للتنظيم النسوي على امتداد الوطن.

وأضافت: "ربيحة قادت الانتفاضة الأولى وعملت على حماية تنظيم حركة "فتح" عندما اعتقل الاحتلال آلاف الشبان، وكانت الحامي الحقيقي للتنظيم، وتلزمنا بالمشاركة في كافة الفعاليات الوطنية".

وفي كلمة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، ذكرت فريـال عبد الرحمن أهم المحطات في حياة الراحلة ذياب، بما فيها منعها من السفر لنشاطها الوطني، وكيف تحولت آلة عنوان للصمود في العواصم العالمية بعد دخول السلطة وسفرها للخارج.

وفي كلمة أهالي القرية، التي ألقاها عصام الرفاعي ذكر مناقب الراحلة ومسيرتها الثورية، التي ستبقى خالدة في أذهان الأجيال المقبلة.