2024-04-20 الساعة: 14:05:58 (بتوقيت القدس الشريف)

الدورة السابعة دورة عادية

اجتمع المجلس المركزي المنعقد في بغداد خلال الفترة 15-17/10/1989م برئاسة الشيخ عبد الحميد السائح رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، وقد حضر الدورة (69 عضوًا) من أصل 84 عضوًا، هم عدد أعضاء المجلس، وفي نهاية أعمال دورته أصدر المجلس المركزي البيان التالي:

بسم الله الرحمن الرحيم

عقد المجلس المركزي الفلسطيني دورة اجتماعاته في بغداد في الفترة من 15- 17/10/1989م، ناقش فيها مجموعة من القضايا السياسية والتنظيمية، والتطورات التي تمر بها القضية الفلسطينية في المرحلة الراهنة.

وكانت انتفاضة شعبنا الكبرى في وطننا المحتل، ومستلزمات صمودها وتطورها، في مقدمة القضايا التي تناولها المجلس.

ولقد سجل المجلس، منذ انعقاد دورته السابقة في 13/3/1989م مجموعة من التطورات المهمة في مسيرة الانتفاضة، ومسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني بشكل عام، وفي مقدمة هذه التطورات التي شهدتها الأشهر الأخيرة ما يأتي:

1- استمرار النهوض الشعبي وتعاظمه في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وتعمق المحتوى النضالي والطابع الجماهيري للانتفاضة.

2- تزايد شراسة القمع الإسرائيلي، ولجوؤه إلى أساليب جديدة بما فيها حرب التجويع والحصار والمصادرات الشاملة، وتعميم أوامر القتل ضد أبناء شعبنا، وزيادة عمليات الاعتقال والطرد خارج الوطن وتدمير البيوت ومختلف أشكال العقوبات الجماعية.

3- تصاعد التحدي الجماهيري لخطط الاحتلال واتساع نطاقه، وارتفاع وتيرة التضامن الشعبي في المعارك الكبرى مثل معركة البطاقات الممغنطة التي خاضها عمال قطاع غزة البطل ومعركة صمود بيت ساحور والتصدي الجماهيري الشجاع لنابلس وغيرها من معارك التحدي البطولي لجماهير شعبنا في أرضنا المحتلة كلها.

4- تعزز وحدة الصف الوطني وفشل المحاولات التي قام بها العدو لضرب الوحدة الوطنية، وبخاصة أثر إعلانه ما سمي بـ"خطة الحكومة الإسرائيلية للانتخابات"، والإجماع الوطني على رفض هذه الخطة التصفوية وتأكيد الالتفاف الشامل حول منظمة التحرير الفلسطينية.

5- إن تعاظم الانتفاضة قد عمق من تأثيراتها على المجتمع الإسرائيلي، وأوقع خسائر ملموسة في الاقتصاد، وزاد من نسبة الداعين للحوار مع منظمة التحرير الفلسطينية؛ وأدخل الارتباك والانقسام داخل المؤسسة الحاكمة وأحزابها.  وبشكل عام فاقم من عزلة إسرائيل وسياسة حكامها داخليًا وخارجيًا.

6- ورغم مختلف أشكال التآمر الامبريالي والصهيوني والحصار الإعلامي ضد الانتفاضة، فإن تعاطف ومساندة الرأي العام الدولي وقد ازدادت؛ وآخر دليل على ذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة (140) مؤيداً ضد صوتي الولايات المتحدة وإسرائيل وامتناع (6)، وكذلك قرارات قمة مدريد الأوروبية، وقمة الدول الاشتراكية في بوخارست وموقف الصين واليابان، وقمة دول عدم الانحياز والقمة الإسلامية والقمة الإفريقية وبيان وزراء خارجية الدول الاسكندنافية وغيرها من المواقف الدولية.

كما اتسع نطاق الاعتراف العالمي بدولة فلسطين؛ بل إن الإدارة الأمريكية، ورغم استمرار مواقفها في التنكر لحق شعبنا في تقرير المصير، وفي دعم إسرائيل وسياساتها وجرائمها، أصدرت بفعل الانتفاضة ومبادرة السلام الفلسطينية، تصريحات تدعو لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ومبادلة الأرض بالسلام ونبذ فكرة إسرائيل الكبرى.

7- وكانت قرارات قمة الدار البيضاء تعبيرًا عن الدعم العربي لقضية فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية وسياساتها، وقد أعطى تبني القمة العربية خطة السلام الفلسطينية المستندة إلى قرارات المجلس الوطني بعدًا عربيًا مهماً لهذه القرارات في الساحة الدولية.

8- وخلال الأشهر الماضية، أدارت منظمة التحرير الفلسطينية حوارًا شاقًا مع الإدارة الأمريكية، ورغم أن هذا الحوار لم يتوصل إلى نتائج سياسية ملموسة، إلا أنه ساعد على توضيح أهداف منظمة التحرير وخطها أمام قطاعات واسعة من الرأي العام الدولي، بما في ذلك داخل الاولايات المتحدة، وأكد أن الإدارة الأمريكية صارت واقعيًا وعمليًا تتعامل مع منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، وكشف المواقف الأمريكية المساندة لسياسة حكام إسرائيل وزاد من إحراجها وأحكام الطوق حولها.

ولقد تمسكت المنظمة خلال هذا الحوار بخطها الوطني المبدئي ورفضت الأفكار والمقترحات التي تمس وحدة التمثيل الفلسطيني، وحقنا في القدس وفي العودة وتقرير المصير والاستقلال الوطني، وفضحت النوايا المبيتة لتمرير خطط تصفوية، مثل خطة شامير وسواها، وأية مقترحات تنتقص من تمثيل شعبنا وحقوقه الثابتة؛ وبالمقابل تقدمت المنظمة بعدد من المقترحات الملموسة هدفها دفع عملية السلام والتقدم نحو المؤتمر الدولي.

يا جماهير شعبنا العظيم – يا جماهير أمتنا العربية البطلة

إن تواصل الانتفاضة المباركة ورسوخها على أرض الوطن، وإدارة المعركة السياسية وفق النهج الصائب الذي اعتمدته قيادة منظمة التحرير بالاستناد الى قرارات المجلس الوطني في الجزائر ومبادرة السلام الفلسطيني التي انبثقت عنها والتي أطلقها الأخ الرئيس ياسر عرفات في خطابه بجنيف أمام الأمم المتحدة، هو الذي فتح الطريق أمام مجموعة النجاحات التي تحققت، كما أنه يقود إلى تعاظم الانتصارات الوطنية، وصولا إلى تحقيق أهداف شعبنا في العودة وتقرير المصير وبناء دولتناالمستقلة وعاصمتها القدس الشريف فوق تراب وطننا المقدس.

وأن التطورات الجارية تضعنا اليوم أمام جملة من المواقف والمهام الأساسية وأبرزها.