2024-04-26 الساعة: 21:37:13 (بتوقيت القدس الشريف)

الدورة السادسة دورة عادية

عقد المجلس المركزي في تونس يوم الجمعة 31/3/1989م دورة افتتحها رئيس المجلس الوطني الفلسطيني (الشيخ عبد الحميد السائح).  وقد حضرها (61) عضوًا من أصل 84 عضوًا، هم عدد أعضاء المجلس.  وأصدر المجلس المركزي في نهاية دورته البيان التالي:

في ضيافة الرئيس المناضل (زين العابدين بن علي)، وفي رحاب تونس الشقيقة وشعبها الشقيق المعطاء، عقد المجلس المركزي الفلسطيني برئاسة الشيخ عبد الحميد السائح (رئيس المجلس الوطني الفلسطيني)، وحضور الأخ ياسر عرفات دورة اجتماعاته العادية في الفترة الواقعة بين الرابع والعشرين والسادس والعشرين من شعبان / بين الحادي والثلاثين من آذار والثاني من نيسان 1989م.

وبعد أن استمع المجلس المركزي إلى التقارير المقدمة من الأخ رئيس اللجنة التنفيذية ورئيس الدائرة السياسية ودائرة شؤون الوطن المحتل حول الموضوعات المدرجة في جدول أعماله، وأجرى مناقشات مستضيفة بشأنها؛ فقد أكد المجلس أهمية متابعة التصعيد لانتفاضة شعبنا، ووجه التحية والإكبار والاعتزاز لجماهيرنا أطفالًا ونساء ورجالًا وكذلك إلى أسرنا ومعتقلينا الصامدين ويقف إجلالًا وإكبارًا لأرواح شهدائنا الأبرار.

وركز المجلس كذلك على دور التنظيمات الجماهيرية، بدءًا من القيادة الوطنية الموحدة، مرورًا باللجان الشعبية، والمجموعات الضاربة، والأطر العمالية والأكاديمية والنسائية والطلابية والفعاليات الاقتصادية والتجارية والزراعية والصحية، وكافة قطاعات شعبنا؛ وتوحيدها من خلال المجالس العليا، واللجان الوطنية الموحدة في مختلف المناطق، وبقدرتها على التصدي بكفاءة عالية لإحباط المناورات الإسرائيلية والتي تطرح تحت عناوين مضللة، مثل: الانتخابات البلدية والإدارة الذاتية التي تستهدف إيجاد بدائل وهمية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

لقد وقفت جماهير شعبنا، تحت راية منظمة التحٍرير وبرنامجها  السياسي، تدافع بكل بسالة عن حقها في الاستقلال الوطني، وجابهت، بكل أمانة وتصميم، القمع الإسرائيلي الدموي والعقوبات الجماعية ومخططات التجهيل وإغلاق المدارس والجامعات والممارسات القمعية والانتهاكات السافرة لحقوق الإنسان، والتي وصلت حد استعمال الغازات السامة وقتل الأطفال وإجهاض النساء وتدمير المنازل، وانتهاك حرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية.

وإن المجلس المركزي يعلن للعالم أجمع أن الانتفاضة الشعبية المباركة لن تتوقف وإن جهاد نضال شعبنا سيستمران بكافة السبل والوسائل والأشكال حتى يرفرف علمنا الوطني فوق القدس الشريف عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة.

إن المجلس المركزي يناشد دول العالم كافة وهيئاته الإقليمية والدولية المختلفة التحرك الفوري والعملي لوقف آلة القتل الإسرائيلية المصوبة نحو أطفالنا ونسائنا ورجالنا ومقدساتنا وأرضنا؛ وهو يلفت النظر إلى أن استخدام هذه الآلة يتم في أطر ممارسة الإرهاب الرسمي الإسرائيلي الذي أعلنته الحكومة الإسرائيلية في بيانها في شهر كانون الأول / ديسمبر الماضي، أمام الكنيست الإسرائيلي، ويكشف الوجه البشع للإرهاب الرسمي الإسرائيلي؛ ما يستدعي من المجتمع الدولي كله العمل الفوري لوقف هذا الإرهاب وهذا العدوان والانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان، ويتطلب اتخاذ اجراءات دولية رادعة ضد إسرائيل ولإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لوطننا فلسطين.

وإن المجلس المركزي قد اعتمد الخطط اللازمة لمواصلة انتفاضة شعبنا الباسلة لتوفير أسباب الصمود والمواجهة بكل الوسائل والسبل.

لقد توصل المجلس المركزي، بعد أن ناقش التحرك السياسي الفلسطيني المنطلق من قرارات مجلسنا الوطني والمعبر عنها والثوابت الوطنية الفلسطينية إلى أن مسيرتنا في هذا التحرك تسير باتجاهها الصحيح، وستبلغ بإذن الله غايتها المرجوة؛ وهو يعلن بعد الاطلاع على النجاحات الكبيرة التي حققتها منظمة التحرير الفلسطينية، في ضوء قرارات مجالسنا الوطنية وثوابتنا الفلسطينية... وأن البادرة السياسية الفلسطينية هي منهج سياسي واضح وجاد... وأن المجلس المركزي يحيِّي دول العالم التي اعترفت بدولة فلسطين، ويحيِّي وقوف شعوب دول منظمة المؤتمر الإسلامي وحكوماتها مع جهاد شعبنا، وكذلك وقوف الشعوب الإفريقية والآسيوية وحكوماتها ودول عدم الانحياز وجميع حركات التحرر بجانب نضال شعبنا، وهو يحيِّي الدول الصديقة التي عبرت عن تضامنها الكامل مع كفاح شعبنا ومع انتفاضته المباركة، ويحيِّي بالخصوص الموقف السوفيتي الصديق والدول الاشتراكية الصديقة، بما في ذلك ما عبرت عنه القيادة السوفيتية والرفيق شيفرنادزة في القاهرة أثناء لقائه مع الأخ ياسر عرفات؛ كما يحيِّي الموقف الصيني الصديق، ويشيد بالمواقف الأوروبية المتطورة والإيجابية مع عدالة كفاح شعبنا الفلسطيني على الصعيدين الشعبي والرسمي، بما فيها اللقاء الأخير مع اللجنة الثلاثية للسوق الأوروبية المشتركة؛ ويقدر الموقف الفرنسي الذي أعلنه مشكورًا الرئيس ميتران، وكذلك الموقف البريطاني الجديد والاتصالات التي تمت مؤخرًا، وأهمية الموقف الياباني المتطور، وما أعلنه مؤخرًا؛ وكذلك موقف كندا الأخير.

لقد اطلع المجلس المركزي على وقائع وتفاصيل الحوار الأمريكي – الفلسطيني؛ فرحب بمباشرة هذا الحوار واستمراره وأهميته، مؤكدًا في ذات الوقت المسؤولية السياسية والدولية والأخلاقية الملقاة على عاتق الولايات المتحدة الأمريكية لوضع حد للاحتلال الإسرائيلي وللمعاناة الفلسطينية؛ وكذلك للدور الإيجابي المهم الذي بدأت تتحرك الإدارة الجديدة به من أجل إقرار السلام العادل والشامل في المنطقة، متطلعين إلى موقفها المتوازن في الصراع دون تحيز أو استخدام حق النقص "الفيتو" لصالح إسرائيل.

ويدعو المجلس المركزي الإدارة الأمريكية الجديدة إلى تسريع خطواتها المطلوبة منها من أجل عقد المؤتمر الدولي الفاعل للسلام تحت إشراف الأمم المتحدة، ومشاركة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وجميع أطراف النزاع؛ بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية، على قدم المساواة، وبنفس الحقوق مع الأطراف الأخرى؛ وعلى أرضية التطورات والمعطيات الإقليمية والدولية التي أفرزتها الانتفاضة المجيدة، وصمود أهلنا في مخيماتنا مع الحركة الوطنية اللبنانية في الجنوب اللبناني؛ وكذلك على أرضية الوفاق الدولي والإرادة العربية بعد انتصار العراق الشقيق على الجبهة الشرقية لأمتنا العربية.

إن المجلس المركزي وقد اطلع، من خلال التقارير المقدمة إليه، على حقيقة المناورات السياسية الإسرائيلية، يعلن لجماهيرنا وللعالم رفض شعبنا التام والمطلق لأية محاولة إسرائيلية تسعى لتقسيم شعبنا بين الداخل والخارج؛ ويرفض المجلس كل المحاولات والمناورات الرامية لوقف الانتفاضة أو تخفيفها أو لإجراء انتخابات زائفة في ظل الاحتلال.  ومن هنا يدعو المجلس المركزي مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ الإجراءات والخطوات الكفيلة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية، بما فيها الجولان وجنوب لبنان، ووضع المناطق الفلسطينية تحت إشراف دولي مؤقت؛ حتى يتمكن شعبنا من ممارسة حقه الطبيعي والمشروع وإحقاق حقوقه الوطنية، بما فيها حقه في العودة وفي تقرير المصير وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف (أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومهد سيدنا المسيح عليه السلام).

إن المجلس المركزي يؤكد أهمية التركيز على ضرورة عقد المؤتمر الدولي في هذا العام، وعلى أهمية اللجنة التحضيرية للدول الخمس الدائمة العضوية في أسرع ما يمكن، ولتسميته ممثلاً للأمم المتحدة خاصاً بالقضية الفلسطينية ومشكلة الشرق الأوسط.

لقد أكد المجلس المركزي أهمية الدور العربي في دعم الانتفاضة، وتوجه بالشكر والتقدير لجميع الدول العربية وجماهير أمتنا العربية على دعمهم لجهاد شعب فلسطين؛ ويتوجه المجلس المركزي إلى جميع الأشقاء بالمناشدة لمزيد من الدعم المعنوي والمادي والسياسي للانتفاضة ومسيرة شعبنا الثورية؛ ويدعو أشقاءنا العرب إلى وضع قرارات القمة العربية في الجزائر موضع التنفيذ، وأهمية ذلك لاستمرار الانتفاضة وتصعيدها؛ وهي تقترب اليوم من شهرها السابع عشر، بهذا الصمود الأسطوري والتضحيات الملحمية لجماهيرنا المجاهدة.

وكلف المجلس اللجنة التنفيذية بأن تضع نظام وأسس ولوائح العمل اللازمة وفقًا لقرارات مجلسنا الوطني... بما في ذلك صلاحيات رئيس الدولة والمؤسسات، لعرضها على الاجتماع القادم للمجلس المركزي لإقرارها... على أن تستمر اللجنة التنفيذية بالقيام بمهام الحكومة المؤقتة حسب قرار المجلس الوطني، ولحين تشكيل هذه الحكومة.

كما إن المجلس المركزي، إذ يحيِّي المبادرة التي قامت بها المرأة الفلسطينية في خارج أرضنا المحتلة بالتبرع بالحلي والمجوهرات لتكون غطاء لسندات دعم الانتفاضة، فإنه يدعم لتعميم هذه المبادرة في كافة البلدان التي بها تجمعات فلسطينية... ويرحب باشتراك المرأة العربية بهذه المبادرة القومية لدعم صمود المرأة الفلسطينية المرابطة تحت الاحتلال، وتصعيد انتفاضة شعبنا المباركة.

ويكلف المجلس المركزي مجلس إدارة الصندوق القومي مع اللجنة التنفيذية الإشراف الدقيق على هذه الحملة وإشراك الأخوات والإخوة أعضاء المجلس الوطني، والاتحادات الشعبية في هذه التجمعات الفلسطينية بهذه الحملة الكريمة.

وفي الختام، يتوجه المجلس المركزي بالتهنئة للشعب التونسي الشقيق وللأمة العربية بانتخاب الرئيس المجاهد زين العابدين بن علي؛ ونقول له ولكل أخوتنا في الأمة العربية والإسلامية: معًا وسويًا حتى النصر... إلى القدس المحررة بعونه تعالى... وإلى شعبنا وجماهيرنا المناضلة المجاهدة التي تتحدى بصدورها العارية جيش الاحتلال الصهيوني، نعاهدهم على مواصلة المسيرة حتى النصر بإذنه تعالى...

فالفجر آت............... آت

فالفجر آت............... آت

"وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا"

صدق الله العظيم

المجلس المركزي الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية

تونس