2024-04-26 الساعة: 10:47:16 (بتوقيت القدس الشريف)

الدورة الخامسة

القاهرة، 1-4/2/1969م

النواحي السياسية:

1- التصدي بحزم لكافة الحلول السلمية والاستسلامية، ورفض كافة الاتفاقات والقرارات والمشاريع التي تتعارض مع حق الشعب الفلسطيني الكامل في وطنه بما في ذلك قرارات هيئة الأمم، وقرار مجلس الأمن الصادر في 22/11/1967م، والمشروع السوفييتي والمشاريع المشابهة.

2- التصدي بحزم لكل المحاولات المشبوهة التي تستهدف إنشاء كيان فلسطيني زائف يهيمن عليه الاستعمار والصهيونية.

3- الإسراع في اتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة لتأمين مستلزمات صمود شعبنا في الأراضي المحتلة، وبخاصة في قطاع غزة والقدس، مع إنشاء اللجان اللازمة لتنفيذ ذلك.

4-  التنبه للمؤتمرات المستمرة التي تستهدف ضرب العمل الفدائي، واتخاذ كل ما يلزم لتوفير الحماية له، والاتصال بكافة المؤسسات والمنظمات العربية كي تؤدي واجبها القومي تجاه دعم وحماية الثورة الفلسطينية.

5- التوجه إلى الشعب العربي لإدراك أن الغزو الصهيوني لأرض فلسطين كان ولا يزال بداية لاحتلال أجزاء أخرى من الوطن العربي، وتحويلها إلى مستعمرة صهيونية تخدم المصالح الاستعمارية، والتأكيد على وجوب إشراك الشعب العربي في المعركة المسلحة؛ لتحقيق التصدي العربي الشامل لكافة القوى الصهيونية الاستعمارية في المنطقة، واعتبار أن الثورة الفلسطينية جزء من الثورة العربية الشاملة ضد الاستعمار والصهيونية.

6- ضرورة اعتماد الشعب الفلسطيني على نفسه بصورة رئيسية، لتزويد الكفاح المسلح بكافة مستلزماته.

7- توثيق الروابط مع كافة حركات التحرر الوطني والقوى المناضلة ضد الاستعمار باعتبار الثورة الفلسطينية جزءاً من حركات التحرر الوطني في العالم.

8- تعبئة الجماهير العربية بالوسائل المناسبة التي تراها اللجنة التنفيذية، لاستخدام كافة الطاقات العربية في محاربة دول العدوان.

الناحية الإعلامية:

1- توفير كافة الإمكانيات وبذل كافة الجهود لتغطية الخطة الإعلامية الموضحة في مقررات المجلس الوطني الرابع، والاستفادة من الأجهزة الإعلامية للمنظمات الفلسطينية، والدول العربية، والدول الصديقة.
2- الاتصال بالجاليات العربية في البلاد الأجنبية واعتمادها أداة لتنوير الرأي العام الدولي، وفق مخططات تضعها اللجنة التنفيذية.

3- وضع خطة اتصال مع الدول والمنظمات الصديقة؛ لشرح القضية الفلسطينية، والوقوف أمام الدعاية الصهيونية، وتنوير الرأي العام الدولي بحقيقة هذه القضية؛ ليقف إلى جانب الثورة الفلسطينية.

الناحية العسكرية

1- على اللجنة التنفيذية تنفيذ كل ما ورد في القرارات العسكرية في تقرير المجلس الوطني الرابع عن جيش التحرير الفلسطيني، مع التأكيد على أهمية دعمه وزيادة حجمه وتطويره، والمحافظة على وحدته، وفي الوقت ذاته يؤكد المجلس على ضرورة التقيد بنص المادة (22) من النظام الأساسي للمنظمة، التي تتضمن تحديد العلاقة بين الجيش واللجنة التنفيذية.

2- العمل على وضع قوات جيش التحرير الفلسطيني والقوات الفدائية في الأماكن التي تؤهلها للعمل ضد العدو من كافة الجهات، ولرفد العمل الفدائي وحمايته.

3- تنفيذ ما ورد في القرارات الصادرة عن المجلس الوطني الرابع بخصوص توحيد القوى  الفلسطينية المقاتلة، وخاصة ما يتعلق منها بتشكيل قيادة عسكرية واحدة للعمل الفدائي.

التنظيم الشعبي:

1- وضع الخطة اللازمة لتنظيم الشعب الفلسطيني حيثما كان، وإعداده للمشاركة الكاملة في المعركة.

2- دعم المؤسسات الشعبية الفلسطينية، والتي تخدم مسيرة الثورة الفلسطينية وإنشاء ما تستدعي الحاجة إليه منها.

الناحية المالية :

1- التأكيد على القرار الذي اتخذه المجلس الوطني الرابع بتوحيد الجباية المالية وتكليف اللجنة التنفيذية بوضع الخطة اللازمة لتنفيذه، مع مراعاة أن تؤدي تلك الخطط إلى زيادة الموارد المالية، وإلى أن يتم توحيد الجباية يقوم كل تنظيم فدائي بالإنفاق على نفسه، ويستثنى من ذلك كل تنظيم يحل نفسه ويذوب في قوات التحرير الشعبية.

2- العمل على توحيد المكافآت الممنوحة لعناصر العمل الفدائي في كافة المنظمات الفدائية.

3-  تعزيز مبدأ الاعتماد على النفس، عن طريق الجباية الشعبية من كافة فئات الشعب الفلسطيني.

تفرغ رئيس المجلس الوطني:

وافق المجلس بالإجماع على تفرغ رئيس المجلس الوطني، بحيث يكون مساوياً من الناحية المادية لرئيس اللجنة التنفيذية.

الملحق الأول بيان سياسي صادر عن المجلس الوطني الفلسطيني المنعقد في القاهرة من (1) إلى (4) شباط (فبراير) سنة 1969م:

يا جماهير شعبنا المناضل … انعقد المجلس الوطني الفلسطيني في ظروف وأوضاع بالغة الأهمية والخطورة، وتمكنت في أثنائها حركة المقاومة الفلسطينية المسلحة، والنضال الجماهيري بكافة أنحاء فلسطين المحتلة من إعادة الشعب الفلسطيني إلى مسرح الأحداث والتاريخ، ومن فرض وجود الشعب الفلسطيني وحقه المطلق بكامل وطنه فلسطين إلى أرض وطنه، وفي الوقت الذي مزقت فيه حركة المقاومة الفلسطينية والنضال الجماهيري الفلسطيني مخطط التآمر الصهيوني والإمبريالي للقضاء على شخصية الشعب الفلسطيني وكيانه، فإن القضية الفلسطينية تواجه المرحلة الراهنة أخطار التصفية لمصلحة الصهيونية والاستعمار عبر قرار مجلس الأمن الصادر بتاريخ 22/11/1967م، وكل ما يسمى بالحلول السلمية وكافة المشاريع التصوفية المطروحة ومنها المشروع السوفييتي الهادف إلى وضع برنامج زمني لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي.

إن المجلس الوطني الفلسطيني تعبيراً منه عن الثورة الفلسطينية، وتجسيداً لأماني وطموح الشعب الفلسطيني بالقدر الذي يتمسك بحقه المقدس وبكامل وطنه فلسطين، يؤكد بنفس الدرجة وبمنتهى العزم والتصميم رفضه الكامل لكل التدخلات والسياسات العربية والدولية التي تنتقص من حقه في وطنه وفي ملكيته لقضيته، ويرفض كافة أشكال الوصاية أو التبعية أو التدخل العربي الرسمي والدولي في شؤون القضية الفلسطينية وفي مسيرة حركة المقاومة الفلسطينية الصاعدة.

وانطلاقاً من هذا، فإن الشعب العربي الفلسطيني يرفض بحزم كافة القرارات والمشاريع التصوفية، بما فيها قرار مجلس الأمن الصادر بتاريخ 22/11/1967م، والمشروع السوفيتي وأية مشاريع أخرى. وإن الشعب الفلسطيني في نضاله المرير لتحرير وطنه والعودة إليه، إنما يهدف إلى إقامة مجتمع ديمقراطي حر في فلسطين بجميع الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين ويهوداً، وفي إنقاذ فلسطين وشعبها من سيطرة الصهيونية العالمية باعتبارها حركة عنصرية دينية رجعية ذات جذور فاشية مرتبطة ارتباطاً عضوياً بالإمبريالية العالمية؛ لتخدم أغراضها وتشوه العلاقات الإنسانية، وتجلب البغضاء والكراهية لجماهير اليهودية باعتبارها حركة تقوم على إحياء الروح الإسلامية المعادية لليهود أينما يتواجدون في العالم بما تنميه في صفوفهم من ازدواجية الولاء القومي، ومن عدم الارتباط والاندماج والإخلاص لمواطنهم الأصلية.

وإن المجلس الوطني الفلسطيني إذ يحيي جميع المقاتلين في كافة فصائل المقاومة، وإذ يحيي الجماهير العربية الصامدة المناضلة في جميع أنحاء فلسطين المحتلة، وإذ يحيي الجيوش العربية المرابطة على خط وقف إطلاق النار المتعاطفة مع العمل الفدائي، وإذ يحيي الجماهير العربية في الوطن العربي لالتفافها الرائع حول حركة المقاومة وبخاصة الجماهير العربية الأردنية واللبنانية التي تواجه الاعتداءات الصهيونية المستمرة بصبر وتضحية، فإن المجلس الوطني يؤكد أن طريق المقاومة والتحرير طريق شاق وطويل مفروش بالدماء والدموع وبأغلى التضحيات.

لقد فرضت علينا الحركة الصهيونية الاستعمارية الاستيطانية متعاونة مع الدول الاستعمارية وخاصة أمريكا هذه الظروف، وما من طريق غيره لرد الغزوة الصهيونية الإمبريالية عن الوطن العربي التي ابتدأت بفلسطين، هذا بالإضافة إلى أن تطور الأمة العربية وتقدمها وازدهارها ووحدتها واستثمار ثرواتها يرتبط ارتباطاً أساسياً برد الغزوة الصهيونية الإمبريالية وبتحرير فلسطين تحريراً كاملاً، وبخلاف ذلك، سيبقى الوطن العربي مقسماً جغرافياً وبشرياً، ولسوف تتحول الأقطار العربية إلى مناطق نفوذ دائمة للصهيونية والاستعمار، ولذلك فإن المجلس الوطني يناشد الجماهير الفلسطينية خصوصاً والجماهير العربية عموماً أن تحشد كل طاقاتها وأن تضع كل قواها في المقاومة الفلسطينية المسلحة، باعتبار أن حركة تحرير فلسطين هي جزء من الثورة العربية الشاملة.

إن المجلس الوطني الفلسطيني إذ يحقق خطوة أساسية محورية هامة في طريق بناء الوحدة الوطنية القتالية، يناشد جميع أبناء الشعب الفلسطيني وقواه العاملة إلى تعميق الوحدة الوطنية لزيادة قدرات حركة المقاومة وتصعيدها، ولا يسع المجلس الوطني في هذا المجال إلا أن يؤكد الحقيقة المطلقة. إن السلاح الذي يحمله المقاتلون إنما يحملونه لتصويبه نحو هدف واحد فقط هو العدو الصهيوني، باعتبار أن التناقض الأساسي في هذه المرحلة هو التناقض مع العدو الصهيوني والاستعمار، وإنه يجب أن تتوقف كافة التناقضات الأخرى الداخلية باعتبارها تناقضات ثانوية.

إن منظمة التحرير الفلسطينية في ضوء الميثاق الوطني الفلسطيني المعدل في دورة المجلس الوطني الفلسطيني في تموز (يوليو) 1968م، وعلى أساس أوضاعها الثورية الجديدة تناشد الجماهير الفلسطينية أن تلتف حولها التفافاً واسعاً ومنظماً، وأن تنبذ ذلك النفر المنحرف الانهزامي من دعاة التصفية والكيان الفلسطيني المزيف العميل للصهيونية والاستعمار.

لقد اتخذ المجلس في اجتماعاته في دورة انعقاده هذه القرارات اللازمة، ووضع الخطة الملائمة لتصعيد حركة المقاومة، وفي مقدمة ذلك، توحيد العمل الفدائي، وتوحيد الجباية المالية، وتقوية جيش التحرير الفلسطيني، وزيادة قدراته القتالية، وتفاعله مع الثورة لتطويرها إلى حرب التحرير الشعبية. ولما كان تنفيذ هذا المخطط الثوري يحتاج إلى الأموال الكافية لذلك، فإن المجلس الوطني الفلسطيني يدعو الجماهير الفلسطينية خصوصاً والجماهير العربية عموماً إلى المزيد من العطاء المالي، كما يدعو الدول العربية إلى الوفاء بكل التزاماتها المالية نحو منظمة التحرير الفلسطينية، ويدعم المجلس الوطني الدول العربية إلى تسهيل سبل العمل والإقامة والتنقل لأبناء فلسطين المقيمين فيها نظراً لارتباط ما تقدمه بزيادة قدراتهم على دعم الثورة الفلسطينية في كافة المجالات.

إن المجلس الوطني الفلسطيني الذي يعتبر حركة التحرير الفلسطينية جزءاً من حركة التحرير الوطني في العالم، يعرب عن تمنياته إلى جميع أحرار العالم وشرفائه الذين يؤيدون حق الشعب الفلسطيني في وطنه، ويناشد جميع قوى الخير والتقدم في العالم إلى بذل المزيد من التأييد للشعب الفلسطيني. المجد والخلود للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل عروبة القدس … عاشت الجماهير الفلسطينية المناضلة في فلسطين المحتلة، وبخاصة قطاع غزة والضفة الغربية والمنطقة المحتلة.

عاشت الثورة الفلسطينية الظافرة. عاشت الأمة العربية.

القاهرة في 4/2/1969م المجلس الوطني الفلسطيني.