الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) خلال دورتها الأربعين من عام 2019 بأن الرابع من آذار/ مارس من كل عام هو "اليوم العالمي للهندسة من أجل التنمية المستدامة" وذلك بناءً على اقتراح من الاتحاد العالمي للمنظمات الهندسية، ليعتبر هذا اليوم نقطة انطلاق لزيادة الوعي وفرصة للتعريف أكثر بالهندسة والتواصل مع الحكومات والقطاعات الصناعية لتلبية الحاجة العالمية للقدرات والكفاءات الهندسية، وتطوير الهياكل الاستراتيجية وأفضل الممارسات لتطبيق الحلول الهندسية التي تحقق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
الهندسة هي "علم الحيل النافعة" عند العرب قديماً، و هي العلمُ الرياضيُّ الذي يبحث في الخطوط والأَبعاد والسُّطوح والزوايا والكميّات أَو المقادير المَادِّيَّة من حيثُ خواصُّها وقياسُها أَو تقويمُها وعَلاقةُ بعضها ببعض في اللغة، و منها الهندسة المعمارية و المدنية و الصناعية و الطرق و الصحة. وعندما تنوعّت العلوم البشرية أصبح كل صاحب علم يضيف كلمة هندسة إلى علمه لمعرفته بأهمية هذه الكلمة و مدى تأثيرها على المتلقي و تجاوبه مع العلم المطروح، فأصبح لدينا هندسة المبيعات و هندسة الدخل و الهندسة المالية، حتى دخلت إلى اللغة العامية للعرب فيما بينهم فأصبح العربي يطلق على محدثه مصطلح "يا هندسة" حينما يعجب بأفكاره أو بهندامه أو بتصرفاته.
تنبع أهمية الهندسة من أنها جزء أصيل من الطبيعة البشرية متأصلة فيها منذ القدم، فمنذ أكثر من خمسة آلاف عام مضت عرف المصريون القدماء أهمية الهندسة في حياتهم، فاستخدموها في بناء الأهرامات التي ظلت صامدة شامخة إلى يومنا هذا، واستخدم البابليون القدماء الهندسة فأنتجوا حدائق بابل المعلقة و التي ظلت مضرب الأمثال في الكتب رغم اختفائها عن سطح الأرض، ولا زلنا نرى أهمية الهندسة و تطبيقاتها في حياتنا الحديثة و في كل لحظة منها لتنبأنا بمدى تخلف الإنسان لو لم يستطيع إختراع علم عظيم هو الهندسة.
إن جمال الهندسة هو أنها تصلح أن تطبق على كل مجالات حياتنا – على الإطلاق دون استثناء – و يستطيع الرجال و النساء على سواء تعلمها و استخدامها و تسخيرها لخدمة البشرية، لذلك سعى الإنسان إلى زيادة معرفته بالهندسة من خلال تثبيت معرفته لها في الكتب و تدريسها في مناهجه و جعلها تخصصاً جامعياً يُدرّس لمدة أربع إلى خمس سنوات; كل ذلك من أجل إدراكه لأهمية الهندسة و دورها في التنمية المستدامة في حياة الشعوب.
تبلغ نسبة الأفراد ( 20-29 سنة) الحاصلين على مؤهل علمي دبلوم متوسط أو بكالوريوس في فلسطين في مجال الهندسة والحرف الهندسية 6.2%، وفي مجال الهندسة المعمارية وهندسة البناء 3.2%، في حين بلغ معدل البطالة للأفراد في هذه التخصصات 39.5% و 51.8% على التوالي، وتم تصنيفها حسب التخصصات الأكثر تصديراً للبطالة وفقاً لمركز الإحصاء الفلسطيني.
وبهذه المناسبة تدعو اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم جهات الاختصاص إلى إيلاء اهتمام أكبر بخريجات وخريجي مجال الهندسة والحرف الهندسية، من خلال تمكينهم اقتصادياً، وإكسابهم المهارات والتقنية اللازمة لسوق العمل، ودمجهم في المجتمع وجعلهم مواطنين فاعلين، من خلال إشراكهم في معالجة المشكلات والقضايا. مؤكدةً على استعدادها الدائم لتيسير استفادة هذه الفئة المهمّة، من البرامج والمشاريع والفرص المختلفة التي توفّرها المنظمات المتخصّصة التي تُعنى في مجالات التربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو، والإيسيسكو، والألكسو)، بما يضمن استنهاض واقع القطاع الهندسي في فلسطين.