2025-07-26 الساعة: 23:38:53 (بتوقيت القدس الشريف)

"شؤون القدس": الاحتلال يستخدم الثقافة كواجهة استعمارية لإعادة تشكيل الوعي والرواية في القدس المحتلة

الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية

القدس- حذرت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية، من خطورة ما يسمى “مهرجان الطعام – أوتو أوخل”، الذي تنظمه سلطات الاحتلال الإسرائيلي في محيط قصر المفوض السامي جنوب شرقي سور القدس، حتى الرابع والعشرين من تموز الجاري، معتبرة ذلك جزءًا من منظومة تهويد ممنهجة تستهدف المدينة على المستويين الرمزي والثقافي، عبر إنتاج مشهد سياحي زائف يخدم المشروع الاستيطاني ويطمس الملامح الأصيلة لهوية القدس.

واكدت الدائرة، في بيان صحفي صدر عنها اليوم الثلاثاء، أن هذا المهرجان، الذي تنظمه بلدية الاحتلال للعام السابع على التوالي، ليس نشاطًا ترفيهيًا بريئًا كما تسوقه السلطات الإسرائيلية، بل يأتي في إطار استراتيجية مدروسة تقوم على إعادة تشكيل الرواية الثقافية للمدينة، عبر إدماج رموز ومأكولات وعروض تحمل دلالات توراتية في الفضاء العام، في محاولة لاختراق وعي الزوار والسكان على حد سواء، وتقديم “قدس جديدة” تتماهى مع المشروع الكولونيالي الاستيطاني.

واوضحت الدائرة، أن هذا النموذج من المهرجانات بات يُستخدم كأداة متقدمة في الصراع على القدس، حيث يُقدَّم التراث الفلسطيني المادي وغير المادي – بما فيه الطعام والملابس والفنون الشعبية – بصورة مشوّهة أو مدمجة في “هوية هجينة”، في سياق يهدف إلى سرقة الموروث الحضاري الفلسطيني وتقديمه كجزء من “الثقافة الإسرائيلية المعاصرة”.

واشارت الدائرة، إلى أن هذا النهج يتقاطع مع سياسات أعمق تُمارسها سلطات الاحتلال في القدس، من خلال ما يُعرف بـ”إعادة تخطيط المجال العام”، أي السيطرة على الساحات والحدائق والمداخل واللوحات التوجيهية والنصب الفنية، بما يعيد تشكيل المشهد البصري للمدينة، ويُسقط الرموز الفلسطينية منها لصالح سرديات استعمارية تتنكر لوجود الشعب الفلسطيني.

واضافت الدائرة، "يأتي تنظيم مهرجان “أوتو أوخل” في سياقٍ متصاعد من الاستهداف المنهجي الذي تتعرض له مدينة القدس، حيث تزامنت فعالياته مع تصعيد غير مسبوق في وتيرة الاقتحامات للمسجد الأقصى، وقرارات استيطانية بالاستيلاء على عقارات في باب السلسلة، وتوسيع عمليات الهدم والإخلاء القسري في أحياء سلوان والشيخ جراح، فضلًا عن محاولات تهويد المقابر والحدائق العامة والفضاءات التاريخية المحيطة بالبلدة القديمة.

كلّ ذلك يكشف عن منظومة متكاملة من السياسات التي تتقاطع ثقافيًا وأمنيًا واستيطانيًا، هدفها إعادة صياغة المشهد العام في المدينة المحتلة، وإحلال رواية استعمارية مكان الرواية الفلسطينية الأصيلة، تمهيدًا لتكريس السيطرة الإسرائيلية الشاملة على القدس، وقطع الطريق أمام أي حل سياسي يضمن حقوق شعبنا فيها."

ودعت الدائرة، إلى تكثيف الوعي المحلي بخطورة المعركة الجارية على هوية المدينة وذاكرتها، كما دعت الدول العربية والإسلامية، واليونسكو على وجه الخصوص، إلى التدخل العاجل لحماية التراث غير المادي الفلسطيني في القدس من خطر السرقة والتشويه المنهجي.

وجددت دائرة شؤون القدس، موقفها الثابت بأن القدس ستبقى، بهويتها وتاريخها وموروثها الحضاري، عاصمة دولة فلسطين الأبدية، مهما تنوّعت أدوات الاحتلال أو تبدّلت واجهاته.