الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية
القدس- أدانت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية بأشد العبارات، الاقتحام الاستفزازي الذي نفّذه المتطرف يهودا غليك، عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، أمس، لساحة قبة الصخرة المشرفة داخل المسجد الأقصى المبارك، برفقة مجموعة من المستوطنين، وتقديمه شروحات تلمودية في المكان، في مشهد ينطوي على مستوى جديد من التحدي والاستهانة بحرمة المسجد الأقصى ومكانته الإسلامية الخالصة.
وأوضحت الدائرة في بيان صحفي لها، أن هذا التصرف الخطير لم يكن معزولًا أو فرديًا، بل يأتي ضمن مخطط متصاعد تقوده جماعات “الهيكل” المتطرفة، بدعم سياسي وأمني من أذرع حكومة الاحتلال، ويهدف إلى فرض وقائع دينية على الأرض تمهيدًا لتقسيم المسجد الأقصى مكانياً بعد أن تمادت الجماعات في انتهاكها الزماني، معتبرةً أن دخول غليك إلى ساحة قبة الصخرة تطورًا غير مسبوقًا من حيث الموقع والرمزية، ومؤشرًا على أن الاحتلال لم يعد يكتفي بالمرور الاستفزازي بل يسعى لفرض السيادة الكاملة على كل زاوية في المسجد.
وحملت الدائرة حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن التدهور الجاري في الأقصى، وعن التغاضي المتعمد من شرطة الاحتلال التي وفّرت الحماية الكاملة لغليك ومجموعته، رغم معرفتها المسبقة بحساسية المكان الذي جرى اقتحامه، ورغم علمها أن ما جرى يشكّل تجاوزًا للخطوط الحمراء الدينية والسياسية، وانتهاكًا فاضحًا للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد.
ودعت الدائرة الدول العربية والإسلامية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والجهات الدولية المعنية، إلى التحرّك الفوري والفعّال، وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب، واتخاذ خطوات عملية للجم هذه الانتهاكات المتواصلة، قبل أن يتحول المسجد الأقصى إلى ساحة صراع ديني مفتوح نتيجة هذا التصعيد الرسمي الممنهج من قبل حكومة الاحتلال.
وأشادت الدائرة بيقظة حراس المسجد الأقصى، وبثبات المقدسيين الذين يتصدّون بأجسادهم العارية لمحاولات تهويد الأقصى، وبصمود أبناء شعبنا المرابطين الذين يُشكّلون خط الدفاع الأول عن هوية المسجد وطابعه الإسلامي، رغم القمع والملاحقة والإبعاد.
وفي ظل تراخي المجتمع الدولي، وصمت المؤسسات الدولية المعنية بحماية المقدسات، تتسارع الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى بشكل غير مسبوق، وهو ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة وخطيرة من الاستهداف المنظم للمكان المقدّس، ويمهّد لمواجهة واسعة يتحمّل الاحتلال وحده تداعياتها