2025-06-14 الساعة: 09:50:04 (بتوقيت القدس الشريف)

"شؤون اللاجئين" تزور مخيمات الجنوب وتؤكد على تعزيز صمود اللاجئين ودعم الأونروا

الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية

قامت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية بزيارة ميدانية إلى مخيمات الدهيشة وعايدة والعزة (بيت جبرين) بمحافظة بيت لحم، وذلك ضمن رؤيتها الاستراتيجية لتعزيز التواصل مع اللجان الشعبية، ومؤسسات المجتمع المدني، والفعاليات الوطنية، والاستماع الى احتياجات ومشاكل المخيم نظراً للظروف الإنسانية الصعبة والتحديات التي تواجهها هذه المخيمات نتيجة لتدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية.

تُجرى هذه الزيارة في ظل ظروف بالغة الصعوبة، نتيجة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي أسفر عن استشهاد ما يقارب 55 ألف مواطن وإصابة أكثر من 126 ألف آخرين، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق في البنية التحتية، واستهداف ممنهج للمخيمات ومراكز الإيواء. كما تتعرض مخيمات شمال الضفة الغربية، وخاصة جنين ونور شمس وطولكرم، لعمليات اقتحام عسكرية متكررة أدت إلى موجات نزوح قسري، طالت أكثر من 50 ألف مواطن.

ترأس وفد دائرة شؤون اللاجئين وكيل دائرة شؤون اللاجئين السيد أنور حمام، حيث التقى برؤساء اللجان الشعبية وممثلي المجتمع المحلي، وتم خلال الاجتماعات استعراض أبرز القضايا الملحة التي يعاني منها اللاجئون، وفي مقدمتها تراجع أوضاع البنية التحتية، وتفاقم البطالة، وانعدام آفاق التنمية الاقتصادية، إلى جانب التدهور الخطير في مستوى الخدمات نتيجة الأزمة المالية التي تعاني منها وكالة الأونروا وتراجع التمويل الدولي المخصص لها.

وأكد حمام أن هذه الجولة تأتي استكمالًا لسلسلة زيارات ميدانية نفذتها الدائرة في عدد من المخيمات، وتهدف إلى تعزيز صمود اللاجئين وتفعيل الدور السياسي للجان الشعبية باعتبارها احد الأذرع الرئيسة لمنظمة التحرير الفلسطينية داخل اوساط مجتمع اللاجئين، وصمام الأمان لهوية المخيمات الوطنية والسياسية.

وأشار إلى أن الدائرة، وبتوجيهات رئيسها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، د. أحمد أبو هولي تعمل على توسيع الشراكات الوطنية والمجتمعية لتحسين جودة الخدمات المقدمة في المخيمات، على قاعدة الحفاظ على دور الأونروا وتفويضها الدولي بموجب القرار 302 وباعتبار الاونروا تمثل الاعتراف الدولي بوجود واستمرار قضية اللاجئين، وتمثل المسوؤلية الأممية في هذا الاطار، والتاكيد على ان الاونروا هي المسؤول المباشر عن تلبية احتياجات اللاجئين إلى حين تحقيق العودة، مؤكدًا رفض أي محاولات للنيل منها أو فرض بدائل مشبوهة.

واستمع الوفد إلى مداخلات وملاحظات رؤساء اللجان وممثلي المؤسسات، حيث أكد رئيس اللجنة الشعبية في مخيم عايدة السيد سعيد العزة أهمية هذه الزيارات في تعميق الحضور الوطني الرسمي داخل المخيمات، مطالبًا باستمرار هذا النهج. كما ثمّن رئيس اللجنة الشعبية في مخيم العزة السيد محمد نوفل الجهود المبذولة من قبل دائرة شؤون اللاجئين، مؤكدًا أهمية التنسيق الدائم معها في تعزيز تمثيل اللاجئين والدفاع عن حقوقهم.

من جهته، شدد رئيس اللجنة الشعبية في مخيم الدهيشة السيد محمود رمضان على أهمية توحيد الجهود في هذه المرحلة الدقيقة لمواجهة السياسات الرامية إلى تقويض قضية اللاجئين، داعيًا إلى اعتبار المخيمات خط الدفاع الأول عن حق العودة، وتعزيز صمودها من خلال دعم الأونروا وتفعيل دور الدائرة في الميدان. وأكد أن مخيم الدهيشة، رغم الظروف الصعبة، يظل عنوانًا للمقاومة الوطنية وحاضنة للهوية الفلسطينية الأصيلة.

أشار حمام خلال الاجتماعات إلى مشروع تحسين المخيمات المُموّل من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) كنموذجٍ يُعمل على تعميمه لتحسين الخدمات عبر خطط استراتيجية شاملة، رغم التحديات والضغوط السياسية الراهنة.

وفي مداخلة له، أكد السيد محمد عليان أن الدفاع عن المخيمات وصون حق العودة يمثلان أولوية وطنية لا يمكن التنازل عنها، داعيًا إلى دعم اللجان الشعبية باعتبارها جسماً وطنياً جامعاً وممثلاً حقيقياً للاجئين الفلسطينيين داخل المخيمات.

تُجسد هذه الزيارة جزءًا من الجهد الوطني المتواصل الذي تبذله دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية لحماية قضية اللاجئين من محاولات التصفية، وتكريس المخيمات كعناوين نضالية حية وركائز أساسية في معركة التحرر والعودة، وفي صون الذاكرة الوطنية التي لا تسقط بالتقادم.