2025-05-01 الساعة: 04:55:51 (بتوقيت القدس الشريف)

"اللجنة الوطنية للتربية والثقافة" و"العربية الأمريكية" تنظمان ورشة لإطلاق إطار التحول الرقمي في الجامعات العربية

الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية

عقدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، والجامعة العربية الأمريكية- فلسطين، واللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، في مقر منظمة "الألكسو" بالعاصمة التونسية تونس، ورشة عمل لإطلاق رسمي لإطار التحول الرقمي للجامعات العربية (أدابت)، والتي تأتي في إطار اتفاقية التعاون التي وقعت واعتمدت ضمن منتدى "الألكسو" للأعمال والشراكات. 
 وتهدف الورشة لتعزيز وتطوير التحول الرقمي في الجامعات العربية من خلال إعداد إطار متكامل للتحول الرقمي، ودعم الجامعات لتبني تكنولوجيا حديثة، قائمة على أحدث التقنيات، لتقديم تعليم عالي الجودة في ظل التغيرات المتسارعة.

وجاءت الورشة بمشاركة وفد فلسطيني رفيع برئاسة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم أ.د علي زيدان أبو زهري، ورئيس المجلس التنفيذي لمنظمة "الإيسيسكو" عضو المجلس التنفيذي "للألكسو" عن دولة فلسطين د. دوّاس دوّاس، وسفير دولة فلسطين لدى الجمهورية التونسية رامي القدومي، ورئيس الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة والنوعية لمؤسسات التعليم العالي في وزارة التربية والتعليم العالي د. معمر شتيوي، وق.أ رئيس الجامعة العربية الأمريكية د. براء عصفور، وكلمة مسجلة عن بعد لوزير الاتصالات والاقتصاد الرقمي د. عبد الرزاق نتشة، وبحضور مدير عام "الألكسو" أ.د محمد ولد أعمر، وأمين عام اتحاد مجالس البحث العلمي العربية أ.د عبد المجيد بنعمارة، ومدير عام إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في "الألكسو" أ.د محمد الجمني، فيما ضم وفد الجامعة العربية نخبة من المتخصصين في التحول الرقمي على رأسهم أ.د وليد ديب رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، وأ. سعيد زيدان أمين سر مجلس إدارة المركز، ود. منى ضميدي مديرة العلاقات الدولية وعضو مجلس إدارة المركز، ود. عنان الديك مستشار مجلس إدارة الجامعة للتعاون الدولي.

وفي كلمته، شدد أ.د أبو زهري على أهمية هذه الورشة التي تأتي تتويجا لإنجازات منتدى الأعمال والشراكات، والاتفاقية التي أبرمت بين "الألكسو" والجامعة العربية الأمريكية واللجنة الوطنية الفلسطينية، معتبرا أنها انعكاس لرؤية عربية مشتركة نحو تكامل الأدوار بين مختلف المؤسسات والقطاعات المختلفة. 

وقدم أبو زهري جزيل الشكر والتقدير للألكسو باعتبارها الصرح العربي الرائد، على جهودها الكبيرة وحرصها على إطلاق المبادرات البناءة التي تهدف إلى  بناء الإنسان العربي المبدع والمنتج والقادر على مواجهة تحديات المستقبل بثقة وكفاءة، ودعم المنظمة لإنجاز هذا الإطار دون ادخار الجهود لإنجازه وإطلاقه بأفضل صورة.

وأشاد أبو زهري بالدور البارز الذي قامت به الجامعة العربية الأمريكية في إعداد وإنجاز هذا الإطار المرجعي، مقدمة نموذجاً يحتذى به بالالتزام الأكاديمي والمهنية العالية، وهو ما يعكس مستوى التقدم الذي وصلت إليه مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية، وقدرتها على المشاركة في قيادة مشاريع إقليمية استراتيجية تسهم في تطوير التعليم العالي في الوطن العربي،  بجهود حثيثة من طاقم المركز الوطني للتحول الرقمي في الجامعة،

وأشاد أ.د أبو زهري أيضا، بالدور الريادي للمؤسسات الرسمية الفلسطينية، وفي مقدمتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي، واللتان تبذلان جهوداً حثيثة في قيادة عملية التحول الرقمي على المستوى الوطني، من خلال تطوير البنية التحتية الرقمية، وتوفير بيئة محفزة للابتكار والإبداع الرقمي، انسجاماً مع الرؤية الوطنية الفلسطينية ورؤية منظمة "الألكسو" في بناء اقتصاد المعرفة وتعزيز التعليم النوعي.

وفي كلمته الافتتاحية، رحب مدير عام منظمة "الألكسو" أ.د محمد ولد أعمر بالحضور، وأكد على أهمية التحول الرقمي في تحسين جودة التعليم العالي، لافتًا إلى أن الدول العربية بحاجة إلى تكثيف الجهود في مجالات التحول الرقمي في التعليم، ليواكب هذا القطاع التطور التكنولوجي المتسارع في العالم، كما أشار إلى أن "الألكسو" تُعدّ برنامجًا شاملًا لدعم هذا التحول في العالم العربي. 
وفي كلمته نيابة عن وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني د. أمجد برهم، شدد رئيس هيئة الاعتماد والجودة في الوزارة د. معمر شتيوي على ضرورة أن نستلهم ما أنجزته دول العالم المتقدم في مجالات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي من تجارب، لا أن نقلدها، بل نطوّعها بما ينسجم مع الهوية العربية واحتياجات مؤسساتنا التعليمية، وذلك إيمانا بأن التحول الرقمي هو البنية التحتية للمستقبل، بينما الذكاء الاصطناعي هو القوة المحركة له، بهدف صناعة فلسفة جديدة للتعليم تقوم على التعلّم المستمر، والاستجابة للتغيير، وتمكين الإنسان العربي ليكون صانعًا لا تابعًا، وفاعلاً لا متلقيًا.

وأضاف د. شتيوي: "واليوم إذ تجتاح البربرية بلادنا الأوسع، تصرخ أوطاننا مستغيثة، طالبةً علماء ومفكرين وتقنيين يأبون رغم كل القهر والتعتيم والظلامية إلا أن يكونوا جزءا من العالم المعاصر، تحركهم هموم الكرامة والحرية والعدالة، ويثورون على تكلس الفكر والتربية والثقافة التي دامت عقودا."

ومن جانبه، أكد ق.أ  رئيس الجامعة العربية الأمريكية د. براء عصفور، على أن هذا الحدث البالغ الأهمية، الذي تستضيفه بكل كرم منظمة "الألكسو"، يشكل محطة محورية في مسيرة تطوير التعليم العالي العربي، فيما توجه بخالص الشكر والتقدير إلى المدير العام للألكسو، وإلى كافة المستشارين والموظفين فيها، على جهودهم المستمرة والمخلصة في خدمة التعليم والثقافة في وطننا العربي، مؤكدا على الفخر الكبير بالشراكة الاستراتيجية معها، إذ أن هذه الورشة نعتبرها نقطة انطلاق نحو شراكة استراتيجية، تهدف إلى النهوض بواقع التعليم العالي وتفعيل دوره في تحقيق التنمية والتحول المعرفي في منطقتنا.

وأضاف د. عصفور: "لقد جاء  تأسيس المركز الوطني للتحول الرقمي في الجامعة العربية الأمريكية استجابة لحاجة وطنية وإقليمية، وبتعاون وثيق مع شركائنا في فلسطين والمنطقة وعلى رأسهم منظمة الألكسو، واضعا على عاتقه مسؤولية الريادة في هذا المجال، والذي قام منذ اللحظة الأولى لإنشائه بوضع رؤية شاملة لتقنيات التحول الرقمي في التعليم العالي، ونفذ العديد من المشاريع والنشاطات التي تشكل أساسا حقيقيا للتحول، وإن هذا الإطار ليس مجرد وثيقة نظرية، بل هو دعوة للتغيير، وخطة للعمل، ومنصة للتعاون العربي الأكاديمي، نتطلع من خلالها إلى بناء بيئة جامعية أكثر مرونة، أكثر ذكاء، وأكثر قدرة على المنافسة عالميا."

وفي كلمته المسجلة عن بعد، أشار وزير الاتصالات والاقتصاد الرقمي د. عبد الرزاق نتشة إلى أن معاناة شعبنا من ضحاياه الشهداء والأسرى والجرحى، يشكلون دافعا لنبني مستقبلا أكثر عدالة، ومستقبلا رقميا يتجاوز الجدران والحواجز يوصل حلمنا وإبداعنا لكل مكان، وأن الاستثمار في التحول الرقمي أصبح يشكل ضرورة وطنية وأداة للتمكين وجسر للعبور نحو مستقبل أفضل، حيث تعيق القيود الاحتلالية كل أشكال الحركة والنمو التقليدي، ويصبح بناء منظومة التحول الرقمي ضرورة وطنية وبناء منظومة تعليمية قوية أداة لمواجهة العزلة الجغرافية وتحقيق العدالة في الوصول إلى الفرص، وتعزيز حضورنا في الساحة الإقليمية والدولية رغم كل التحديات. 

فيما أعلن أمين عام اتحاد مجالس البحث العلمي العربية أ.د عبد المجيد بنعمارة، عن موافقة مجلس الاتحاد خلال اجتماعات الدورة 46 على انضمام مركز التحول الرقمي بالجامعة العربية الأمريكية بفلسطين إلى الرابطة. كما تشمل الروابط العلمية المتخصصة التابعة للاتحاد كلاً من رابطة مراكز بحوث المعلوماتية في الوطن العربي بجامعة دمشق والرابطة العربية للأمن السيبراني بجامعة قطر، مشيرا إلى أن موضوع التحول الرقمي في مؤسسات التعليم العالي يشير في مضمونه إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة والرقمية لتغيير الثقافة التنظيمية داخل المؤسسات التعليمية، بغية تحسين وتطوير العمليات التعليمية والإدارية، ويسعى هذا التحول إلى تحويل المؤسسات إلى بيئات تعليمية وإدارية متطورة ومتكاملة، تسهل عملية التعلم والبحث العلمي، وتعزز جودة التعليم والخدمات الجامعية والمجتمعية.

وخلال أعمال الجلسة الأولى، استعرض أ.د محمد الجمني مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في "الألكسو"، جهود المنظمة في مجال التحول الرقمي على المستوى العربي، فيما قدم خلال الجلسة الثانية إطار التحول الرقمي في الجامعات العربية من خلال مدير المركز الوطني للتحول الرقمي في الجامعة العربية الأمريكية د. أشرف عبد الهادي، وأ. سعيد زيدان أمين سر إدارة المركز. 

ويعد إطار عمل (أدابت) نموذجا شاملا مصمما لتوجيه الجامعات والمؤسسات التعليمية في العالم العربي خلال العملية المعقدة للتحول الرقمي، وتحديث البيئات الأكاديمية، ويقدم نهجا منظما لتقييم الأنظمة الحالية وتصميم استراتيجيات جاهزة للمستقبل، ومواءمة الأهداف التنظيمية وتخطيط خطوات التنفيذ، لتحقيق الأهداف التحويلية في نهاية المطاف من خلال الاستفادة من إطار عمل (أدابت)، ويمكّن الجامعات في العالم العربي من معالجة التحديات بشكل منهجي.