الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية
ونس- الخميس 27/02/2025- برئاسة دولة فلسطين ممثلة بالدكتور دوّاس دوّاس رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو"، انطلقت بالعاصمة التونسية تونس، أعمال الدورة 45 للمجلس التنفيذي للمنظمة، تحت رعاية فخامة الرئيس التونسي قيس سعيد، بالإضافة لمشاركة وفد فلسطين في الاجتماع التشاوري الثالث للأمناء العامين للجان الوطنية الأعضاء، والتي تضمنت قرارات أدانت من خلالها استهداف الاحتلال للمؤسسات التعليمية والثقافية، ودعوة إلى تقديم الدعم اللازم لإعادة التأهيل وغيرها من القرارات في مجالات اختصاص المنظمة.
جاء ذلك بحضور وزير التربية التونسي نور الدين النوري، ورئيس المؤتمر العام "للإيسيسكو" د. محمد أيمن عاشور، مدير عام المنظمة د. سالم بن محمد المالك، وأعضاء المجلس التنفيذي ممثلي الدول الأعضاء ووزراء وسفراء ومسؤولين وممثلين عن منظمات وهيئات إقليمية ودولية، فيما شارك بالاجتماع التشاوري للجان الوطنية مسير مهام أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم خلود حنتش، ومسؤول ملف الثقافة باللجنة أيمن دار نافع، والذي عرض خلاله العديد من المبادرات من المؤسسات الدولية.
وشارك دوّاس أيضا، في لقاء وفد منظمة "الإيسيسكو"، مع الرئيس التونسي قيس سعيد، الذي عبر خلال اللقاء، عن دعمه للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وفي كلمته خلال اجتماعات المجلس التنفيذي، نقل دوّاس أصدق تحيات الشعب الفلسطيني الصامد، التي تحمل في طياتها أصدق معاني الاعتزاز والإجلال بالتضامن الإسلامي والعربي مع قضيته العادلة، والذي ينظر للمستقبل بعين الأمل، رغم التحديات الجسام، حاملا لواء الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية وحقوقه المشروعة، مثمنا مواقف دول عالمنا الإسلامي التي تؤكد على مكانة القدس الشريف في وجدان الأمة في كافة الأروقة والمنظمات والمحافل الدولية.
وشدد دوّاس على أهمية عمل المجلس التنفيذي "للإيسيسكو"، والذي يُشكل الدعامة الأساسية لتوجيه سياسات المنظمة ورسم أولوياتها، وهو ما يتطلب العمل بروح الفريق الواحد، والتعاون البنّاء، وتقديم الأفكار والمقترحات التي من شأنها أن ترفع من كفاءة أداء "الإيسيسكو" وتحقق أهدافها النبيلة، مشيدا بالجهود الجبارة التي تبذلها المنظمة بقيادة معالي المدير العام، وفريق العمل المتميز، الذين يسعون جاهدين لترجمة الرؤية الاستراتيجية إلى واقع ملموس، مشيرا إلى أن دعم "الإيسيسكو" لقضية الشعب الفلسطيني العادلة هو جزء من مسؤوليتها تجاه الدول الأعضاء، وهو التزام أخلاقي وثقافي وإنساني يعكس قيم المنظمة وأهدافها.
في ذات السياق، قدم دوّاس تقرير حول الأوضاع التربوية والثقافية والعلمية في فلسطين، وآخر حول القدس والأخطار التي تهددها، تضمنت تحليلاً موثقاً للأوضاع التربوية والثقافية والعلمية خلال الفترة الممتدة من الأول من يناير 2024 وحتى الخامس عشر من نوفمبر 2024، وما تشهده المدينة المقدسة من هجمة ممنهجة غير مسبوقة تستهدف جوهر العملية التعليمية والثقافية والتربوية بكل مكوناتها الحيوية، وترصد التقارير بدقة وعمق الانتهاكات الممنهجة التي تستهدف المؤسسات التعليمية، والمناهج الدراسية، والمعلمين، في محاولة واضحة لطمس الهوية الوطنية وتشويه الرواية التاريخية للأرض والإنسان الفلسطيني في القدس وفلسطين.
ومن جانبه، أدان المجلس التنفيذي بشدة استهداف المؤسسات التعليمية والثقافية في فلسطين، وما تعرضت له من تدمير ممنهج أثر بشكل خطير على البنية التحتية التربوية والثقافية والعلمية في فلسطين وتسبب في حرمات مئات آلاف الفلسطينيين من حقهم في التعليم والثقافة، وتضمنت قرارات المجلس التأكيد على الالتزام بدعم الشعب الفلسطيني في مجالات التربية والعلوم والثقافة، انسجاما مع رسالة المنظمة وأهدافها، وإيفاد فريق فني تابع "للإيسيسكو"، حال استقرار الأوضاع وبطلب من دولة فلسطين، لتقييم الأضرار التي لحقت بالمؤسسات التربوية والثقافية والعلمية، وإطلاق برامج دعم موجهة إلى قطاعي التربية والثقافي في فلسطين، بما في ذلك تقديم منح دراسية للطلبة الفلسطينيين، ودعم التعليم العالي، وتعزيز تسجيل عناصر التراث الفلسطيني المادي وغير المادي، وتنفيذ خطة استراتيجية شاملة لإعادة بناء المؤسسات التربوية والثقافية والعلمية المتضررة في فلسطين، بالتنسيق مع اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، ودعوة الدول الأعضاء والمجتمع الدولي إلى تقديم الدعم اللازم لإعادة تأهيل هذه المؤسسات وضمان استمرارية العملية التعليمية والثقافية في فلسطين.
كما شكر المجلس التنفيذي منظمة "الإيسيسكو" على جهودها الداعمة للشعب الفلسطيني في مجالات اختصاصها التربوية والعلمية والثقافية، ودعاها لمواصلة جهودها في هذه القطاعات الحيوية، بالتعاون مع الدول الأعضاء والشركاء الدوليين، إسهاما في تحقيق السلام والاستقرار، وفي تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه في التعليم والثقافة والحفاظ على تراثه وهويته.
وأكدت "الإيسيسكو" بصفتها منظمة معنية بالتربية والعلوم والثقافة، على أنها ستواصل جهودها لدعم الشعب الفلسطيني في هذه القطاعات الحيوية، بالتعاون مع الدول الأعضاء والشركاء الدوليين، معربةً عن أملها في أن يعمّ السلام والاستقرار، بما يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه في التعليم والثقافة والحفاظ على تراثه وهويته.
فيما تضمنت جلسات الدورة عدة بنود رئيسية، منها التقرير التنفيذي لأنشطة الإيسيسكو لعام 2024، والتقارير المالية لعام 2023، بالإضافة إلى مناقشة مبادرات جديدة مثل ميثاق الرياض حول الذكاء الاصطناعي، وتعديلات في النظام الأساسي للموظفين. كما يتضمن البرنامج عرضاً لاستراتيجيات ومبادرات جديدة في مجالات الإعلام والاتصال، والتراث، والتدريب، ومكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، كما تحظى القضايا التربوية والعلمية والثقافية في فلسطين والقدس بأولوية خاصة في جدول أعمال هذه الدورة، إدراكاً لأهمية حماية الهوية الثقافية الفلسطينية، والحفاظ على التراث الإنساني في مدينة القدس وسائر المدن الفلسطينية.