الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية
بيان عن الاتحادات والنقابات الفلسطينية حول تصريحات ترامب وتهجير أهلنا في القطاع
رام الله-
تمر علينا أيام عاصفات، ثقيلات، ومحملات بالدم والخراب، يواصل فيها جيش الاحتلال المجرم جريمته غير المسبوقة في جنين، بعد أن دمر قطاع غزة، وقتل أكثر من ٥٠ ألف شهيد، وأصاب أكثر من ١٣٠ ألف جريح، واعتقل ١٣ ألف فلسطيني، ودمر ٨٠% من مباني غزة، وبدل أن يحاسب ويعاقب وتطبق عليه قرارات محكمة العدل الدولية، يخرج علينا الرئيس الأمريكي ترامب ليكمل جريمة نتنياهو بالدعوة بتهجير أهلنا من قطاع غزة، وتشجيعه على مواصلة القتل والتجريف في جنين، والتهديد بضم الضفة الغربية إلى الكيان الغاصب ومواصلة تهويد القدس وتمدّد لسان النار الاستيطاني.
إن هذه التصريحات الخطيرة لترامب والتي تنم عن غريزة وحشية وسادية لضرب شعب بأكمله في مقتل، وكأنه يطلب من مدير أعماله نقل بضاعة من مرفأ إلى آخر و كأنه فقد الذاكرة بأن شعبنا الذي يناضل منذ ثمانين سنة ممهرًا أرضه بالدماء الزكية، وخطّ ترابها بسنوات النضال والفداء، شعبنا الذي سطر للتاريخ والدنيا أبهى مواقف الشجاعة والبطولة، وهو شعبنا الذي أفشل صفقة القرن التي طرحها شرطي العالم ترامب في ولايته الأولى.
اليوم شعبنا يواجه عدوانًا كونيًا برئاسة مقامر يظن نفسه حاكمًا للعالم، وبيده مصائر البشرية، وهذا ما يحتاج تدخلاً من المجتمع الدولي وهيئاته ومؤسساته لإيقاف الهجمة غير المسبوقة على شعبنا، وتبصير العالم بأن كل فلسطيني فوق ترابه الوطني جبلٌ بصخور عنيدة لا يمكن نزعه من أرضه، وأن تهجيره مؤامرة كبرى لن تمر، ومخالفة ثقيلة للقانون الدولي، ولن تكون كما يظن ترامب بأنها مسألة سهلة، بل سياساته العالمية الجديدة من فرض ضرائب على دول العالم وتهديد دول أخرى، ومطالبته بتهجير أهلنا في قطاع غزة، ستدخل الكون كله بحالة فوضى، وفوضى عارمة ودموية.
اليوم الكل مطالب بوقفة جادة، وحقيقية للوقوف بوجه سياسة ترامب، ورفض سياساته الظالمة والهوجاء، على الكل أن يدفع باتجاه تحقيق العدالة الإنسانية، وتقديم مجرمي الحرب في جيش الاحتلال للمحاكمات العادلة، والعمل على إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وتحقيق عودة اللاجئين، ودعم منظمة التحرير الفلسطينية كونها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.
وهنا نثمن عاليًا موقف الأردن الشقيق وجمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، والدول الست التي اجتمعت وأرسلت موقفها الموحد الرافض لتهجير أهلنا من قطاع غزة ، وندعو إلى المزيد من الأفعال التي من شأنها وقف مؤامرة ترامب- نتنياهو والطغمة المجرمة من مستوطنين متطرفين و قتلة مأجورين.
إن شراسة وبشاعة وهمجية العنجهية الكامنة وراء دعوة ترامب تؤكد بأنه لم يعد هناك منظومة أخلاق وقيم ولا قوانين إنسانية رادعة لهذا السلوك المتوحش الذي يُسَلِّع الإنسان ويجعله قابلاً للاستخدام والاستحواذ حسب عبقرية المال التي تحكم سُعار الذين يحكمون العالم.
لم يبق للفلسطيني إلا نفسه ممتداً بعمقه العربي والإنساني، وصار حراماً على أي فلسطيني بتحميل فلسطين ذنباً . الكل مدعوٌّ ليصير الفلسطينيون قلباً وعقلاً وقولاً واحداً.
نحيي شعبنا الصامد والثابت على حقوقه العليا وحقه في وطنه، والرحمة للشهداء، والشفاء العاجل لجرحانا والحرية لأسرانا البواسل، ونبارك حرية بعضهم وندين إبعادهم عن وطنهم وعوائلهم.
هذه الفلسطين لنا واحدة موحدة من غير سوء ولنا فقط، وإنا باقون.
الحرية لفلسطين والنصر لشعبنا
الاتحادات والنقابات الفلسطينية
رام الله - ٥-٢-٢٠٢٥