الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية
بحث رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس صباح اليوم الخميس في اللقاء الذي عقد في مقر الهيئة في رام الله، مع القنصل الفرنسي العام في القدس نيكولاس كاسيانيدس، تطورات صفقة تبادل الأسرى بين حماس ودولة الاحتلال الاسرائيلي، والتي بدأت بشكل فعلي الأحد الماضي، بالافراج عن ثلاث أسيرات إسرائيليات مقابل تسعين من الأسيرات والأسرى القصر في سجون الاحتلال.
وأوضح فارس لنيكولاس أن إسرائيل ونتنياهو تحديداً مجبرين على إتمام الصفقة، وذلك لاستعادة الأسرى الاسرائيليين، الذين تمكنت فصائل المقاومة الفلسطينية من الاحتفاظ بهم لأكثر من خمسة عشرة شهراً، ولم تتمكن منظومة الاحتلال من اعادتهم، بالرغم من حرب الإبادة التي دفعنا ثمنها حتى اليوم ما يقارب خمسين ألف شهيدا، وأكثر من مئة الف جريح، ومئات آلاف المشردين الذين ووجدوا انفسهم في ساحات المستشفيات والمدارس والحقول الزراعية، وقد تبدلت بيوتهم التي دمرت بخيام نازحين.
وبين فارس لنيكولاس أن نجاح عملية التبادل للنهاية مرهون بمدى القابلية والجدية لدى سلطات الاحتلال، حيث عهدنا عن اسرائيل الخداع والمراوغة ووضع العراقيل والخروقات خلال عمليات التبادل السابقة، لذلك نجد اليوم انه من بين الأسرى الذين سيشملهم التبادل أكثر من خمسين أسيراً فلسطينياً، كان قد أفرج عنهم في صفقة شاليط عام 2011، وتم اعادة اعتقالهم وتفعيل الأحكام السابقة منذ عام 2014.
واطلع فارس نيكولاس على ما سمي بمفاتيح الصفقة، حيث حدد آلية لعملية التبادل مرتبطة بعدد المفرج عنهم وطبيعة عملهم ووضعيتهم ان كانوا أحياء أم أموات، وأن هذه المفاتيح ترسخت بعد جولات طويلة من الحوار الذي تم برعاية مصرية وقطرية وامريكية.
وأكد فارس أن الجولة الثانية بعد الأسابيع الستة الأولى من عملية التبادل من هذه المرحلة، والتي ستكون مساء السبت القادم أو في ساعات الفجر الأولى من يوم الأحد، ستكون مختلفة كونها ستضم أسرى ممن حكم عليهم بالسجن مدى الحياة أو ممن صدر بحقهم أحكام عالية، وهذا سيمهد لمرحلة وجولات أخرى سيتم خلالها الافراج عن رموز وقيادات الحركة الأسيرة، وسيكون على رأسهم الأسير القائد مروان البرغوثي.
وشدد فارس على أن قرار ابعاد الأسرى الفلسطينيين عقوبة اضافية قاسية بحق المحررين وعائلاتهم، ولكن طبيعة الظروف داخل السجون والمعتقلات، والسياسات العقابية والانتقامية التي مورست بحق الأسرى والأسيرات تحديداً خلال الفترة الأخيرة، جعلت الخلاص من الأسر هدف حقيقي مهما كان الثمن.
ونوه فارس الى أن القناعة التامة بالخروج من مأزق الوضع الراهن، وإعادة الحياة الى قطاع غزة من تعميرها وشفائها من جروحها، وصولاً الى استقرار الحالة العامة والمضي قدماً نحو الخلاص من الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية، لن يكون الا بالوحدة والعمل المشترك بين كافة فصائل العمل الوطني والاسلامي، وتحقيق الوحدة الحقيقية، بما ينعكس على كافة المؤسسات والتشكيلات الوطنية وعلى حياة الشعب الفلسطيني عامة.
ووجه فارس دعوته لفرنسا ولكافة دول الاتحاد الأوروبي بأن يكون لها موقف علني وواضح في دعم الحق الفلسطيني، وممارسة نفوذها وسلطاتها للتأثير على المنظومة الدولية لانهاء الاحتلال الاسرائيلي، واعطاء الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره.