الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية
- دوّاس يستعرض مجموعة تقارير حول الواقع الثقافي والتربوي والتعليمي في فلسطين والقدس
- المجلس التنفيذي يرفض المواقف الإعلامية التي أصدرتها "اليونسكو"
- المجلس التنفيذي دعا لإعلان مبادرة عربية مشتركة لدعم وإغاثة وإعادة بناء المؤسسات التربوية والتعليمية في غزة
تونس- الخميس 23/11/2023- شارك أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة "الإيسيسكو" د. دوّاس دوّاس، في أعمال الدورة العادية العشرين بعد المئة (120) للمجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، والتي عقدت بالعاصمة التونسية تونس، وبمشاركة المكلف بالتنسيق والتعاون مع المنظمات العربية في سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية التونسية محمود حسين عباس.
واستعرض دوّاس خلال أعمال الدورة تقرير حول الأوضاع التربوية والثقافية والتعليمية في فلسطين، مشيرا إلى ما ينتهجه الاحتلال الأسرائيلي منذ احتلاله لأرض فلسطين، سياسة تربوية وثقافية، تهدف إلى تشويه وتهويد التراث الحضاري الفلسطيني العربي، والقضاء تدريجيا على مقومات المجتمع الفلسطيني في الضفة وقطاع غزة، وجعل الفلسطينين في الأراضي المحتلة يعيشون عزلة حضارية، وأشار أيضا إلى ما يعيشه شعبنا منذ بدء العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، ووسط دعوات علنية للإبادة الجماعية، مع تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بتحويل غزة إلى جزيرة مهجورة، ودعوة وزير ما يسمى بالتراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو لإلقاء قنبلة نووية عللا قطاع غزة، والحصار المفروض عليهم من منع المياه والكهرباء والاتصالات والوقود وإغلاق جميع مخارج غزة، راح ضحيته 13 ألف شهيد وعدد كبير من المفقودين تحت الأنقاض، أكثرهم من النساء والأطفال، وبينهم عاملين بالمؤسسات الدولية وموظفي الأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر و"الأونروا"، بالإضافة لاستهدف الصحفيين والكتاب والمثقفين والفنانيين واللاعبين والعاملين في المجال الطبي والإغاثي، بما في ذلك مخيمات اللاجئين والمباني السكنية والمستشفيات والمدارس والمعالم التاريخية.
وبما يتعلق بمدينة القدس أشار دوّاس إلى مواصلة الاحتلال انتهاكاته المتصاعدة للحقوق التربوية والتعليمية في مدينة القدس من خلال استهداف المدارس والطلبة والكوادر التربوية، والمحاولات الرامية إلى ضرب مقومات الهوية الوطنية الجمعية لشعبنا بالقدس، وذلك عبر تشويه المناهج وتحريفها، كما تواصل استهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى رأسها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، في تجاهل صارخ لكافة قرارات الأمم المتحدة و"اليونسكو" والقانون الدولي، موضحا ما تعانيه المؤسسات الثقافية من ضغط متواصل وما تتعرض له من ممارسات إسرائيلية تسعى لطمس الهوية الوطنية والوجود الثقافي العربي في المدينة المقدسة، وخاصة في ظل الوتيرة المرتفقة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأدان المجلس التنفيذي خلال قراراته الختامية، حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم الأراضي الفلسطينية، ومواصلة الاحتلال الإسرائيلي قصف وتدمير المدارس والجامعات والمعالم التاريخية والمؤسسات الثقافية الفلسطينية في استهداف واضح لتدمير البنية التعليمية والثقافية التحتية في فلسطين، إضافة إلى استهداف الصحفيين والكتاب والمثقفين والفنانين. كما يدين المجلس جرائم الحرب الإسرائيلية واسعة النطاق ضد الشعب الفلسطيني في مختلف المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، ويؤكد المجلس رفضه لكل محاولات التهجير القسري بحق الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والقدس، ويدعو المنظمات والمؤسسات الدولية والحقوقية والمختصة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف العدوان الإسرائيلي ومحاسبة الاحتلال الاسرائيلي على جرائمه المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني لا سيما في المجالات التربوية والثقافية والعلمية.
كما رفض المجلس التنفيذي المواقف الإعلامية التي أصدرتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، إزاء العدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني والذي يكشف ازدواجية المعايير، ويشير المجلس إلى ما أكدت عليه تقارير لجان التحقيق الدولية المستقلة في الحروب السابقة أن المدارس وغيرها من الأماكن المدنية في غزة لم تستخدم لأغراض عسكرية، ويدعو المجلس التنفيذي لعدم تبني الروايات الكاذبة التي يطلقها الاحتلال الإسرائيلي لتبرير قصفه للمدنيين وللمستشفيات والمدارس والجامعات. ويدعو المجلس انضمام الجميع لدعوات المنظمات الدولية التي دعت لوقف الحرب على الشعب الفلسطيني وعلى رأسها دعوات أمين عام الأمم المتحدة. كما يدعو المجلس التنفيذي جميع المنظمات لتحمل مسؤولياتها في نطاق اختصاصاتها ومهامها في دعم القطاعات التربوية والثقافية الفلسطينية بما في ذلك إطلاق برنامج دعم دولي لصالح دولة فلسطين لإعادة بناء واغاثة المؤسسات والمقدرات التعليمية والثقافية الفلسطينية.
ومن ضمن قرارات المجلس التنفيذي أيضا، تم الدعوة لإعلان مبادرة عربية مشتركة بقيادة منظمة "الألكسو" بإطلاق برنامج عربي لدعم وإغاثة وإعادة بناء المؤسسات والمقدرات التعليمية والثقافية في قطاع غزة، بما يتضمن إطلاق برنامج عربي تدعمه الدول الأعضاء والقطاع الخاص العربي من خلال "الألكسو". وتشكيل لجنة عربية مشتركة من ممثلي الدول الأعضاء تنبثق عن منتدى الألكسو للأعمال والشراكات المزمع تنظيمه في يناير القادم، تقوم على إعداد خطط استراتيجية متوسطة وبعيدة المدى للبرامج المتخصصة، لإغاثة ودعم وإعادة بناء المؤسسات التربوية والعلمية والثقافية والمقدرات التراثية في غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المستهدفة من الاحتلال والاستيطان الصهيوني.
ودعا المجلس التنفيذي لإطلاق حزمة مساعدات عاجلة للطلبة الفلسطينيين الملتحقين بمعهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة، بما في ذلك رفع نسبة المنح التي يتلقوها الطلبة من المعهد. وتنسيق الجهود المتعلقة بمتابعة أوضاع الطلبة الفلسطينيين مع اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم بما في ذلك العمل على توفير دعم للطلبة الملتحقين بمؤسسات التعليم العالي في الخارج لتجاوز الصعوبات الناجمة عن انقطاع تمويل الطلبة نتيجة هذا العدوان لتمكينهم من مواصلة تحصيلهم العلمي.
ودعا المجلس الإدارة العامة والدول الأعضاء إلى توجيه المجتمع المدني والائتلافات التربوية العربية والمنظمات والمؤسسات الإعلامية العربية إلى المساهمة بدرجة أكثر كفاءة وفاعلية في فضح الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في المجالات التعليمية والثقافية والعلمية من أجل التأثير على الرأي العام الدولي، كما دعا الإدارة العامة إلى إعادة تكييف البرامج والمشاريع المقدمة إلى دولة فلسطين لتتوافق مع الاحتياجات الملحة والأولويات الوطنية للقطاعات التعليمية والثقافية والعلمية الفلسطينية في ظل الوضع الراهن، بالتنسيق مع اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم.