2025-06-01 الساعة: 13:23:04 (بتوقيت القدس الشريف)

شعث: نريد إطارا وطنيا وديمقراطيا موحدا للجاليات وليس إطارا لكل فصيل

في حوار شامل حول دائرة شؤون المغتربين وأوضاع الجاليات الفلسطينية في العالم

 

كتبت شفيقة منصور/ دائرة شؤون المغتربين

أسند الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية مهمة قيادة دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية للدكتور نبيل شعث مستشار الرئيس للشؤون الخارجية والدولية، وهو شخصية سياسية وديبلوماسية وأكاديمية ذات حضور مميز على الصعيدين العربي والدولي، وصاحب تجربة طويلة في العمل مع الجاليات وفي صفوفها مذ كان طالبا في الجامعات الأميركية، ثم مؤسسا ورئيسا لاتحاد الطلاب العرب في أميركا في الستينات، مرورا بتولّيه عددا من الحقائب الوزارية ذات الصلة بالجاليات كوزارة الخارجية والتعاون الدولي وغيرهما. اللافت أيضا أن الدكتور شعث ليس صاحب خبرة فقط، بل هو صاحب رؤية تهدف لإعادة بناء العلاقة مع الجاليات على أساس الحقوق والواجبات المتبادلة. ويسعى لإغناء مضمون العلاقة مع الجاليات لتشمل الجوانب الاقتصادية والتعليمية والثقافية، وقبل هذا وذاك يريد إعادة بناء أطر الجاليات على أسس ديمقراطية تمثيلية تنحاز للوطن وقضيته أولا قبل الحزب والفصيل، وكان لنا مع الدكتور شعث هذا الحوار:

 

*ما هي الحلقة الابرز في التعامل مع الجاليات الفلسطينية؟ هل هناك محاور او اتجاهات واهداف جديدة للتعامل مع الجاليات والمغتربين؟

- اولا الجاليات الفلسطينية المنتشرة في انحاء العالم يمثلون أكثر من نصف الشعب الفلسطيني، وجزء كبير منهم مسجل في وكالة الغوث باعتبارهم لاجئين، ولكنهم كلهم مغتربون عن الوطن، ولهم حق العودة بالرجوع الى الوطن، وبالتالي هم يمثلون رصيدا مهما واستراتيجيا للشعب الفلسطيني ونضاله وحقوقه الوطنية، وهم يدعمون النضال الفلسطيني من خلال نفوذهم السياسي في الدول التي يقيمون بها، وبعلاقاتهم المستمرة مع الوطن وبتحويلاتهم ومساهماتهم المالية والمعنوية، في بناء الوطن، سواء بدعم ذويهم وبلداتهم أو دعم المؤسسات الوطنية. وهم قادرون فعليا على ان يشكلوا دعما حقيقيا للشعب الفلسطيني، كما أن لهم الحق في ان ندعمهم ونتمسك بحقهم بالعودة تماما كحقنا في الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

الآن وحتى يتحقق هذا لا بد من اعادة تنظيم الجالية الفلسطينية في الخارج، اولا بتوحيد هذه الجاليات، فلا يعود لدينا جاليات متنافرة حسب التوجه السياسي والفصائلي، وانما جالية واحدة وكل الفصائل الفلسطينية تعمل من خلال هذه الجالية، من خلال اطار ديمقراطي. وبالتالي تجري عملية انتخابات في مدينة برلين، هذه الانتخابات تمهد لانتخابات المانيا، ومن المانيا الي اوروبا، ويصبحون جزء من الاتحاد العام للجالية الفلسطينية في اوروبا ونفس الشئ في اميركا وباقي بلدان الانتشار والاغتراب الفلسطيني.

المهم ان تكون جالية واحدة تصب في اتحاد عام لكل الجالية الفلسطينية في كل انحاء العالم ليكون ذا تأثير ونفوذ كبيرين، اذن الجزء المهم بعملنا العمل مع كل الفصائل الفلسطينية بداية بفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، من اجل توحيد الجاليات الفلسطينية في العالم، ومن اجل تفعيلها بحيث يمكن استخدام نفوذها في اماكن اقامتهم لدعم القضية الفلسطينية. والجزء الاول من عملنا تنظيمي لخلق الاطار التنظيمي الواحد للجاليات الفلسطينية، وهذا يتطلب ايضا القيام بما تريده الجالية التي لا زالت تحن الى الوطن، وهذا الحنين هو جزء من التزامها تجاه هذا الوطن، هناك متطلبات لهم مثل إنشاء المدارس، الآن هناك خمس مدارس في تشيلي وتركيا ودول اخرى، جزء منها أقامتها  وزارة التربية والتعليم.

نود التعاون والعمل مع وزارة التربية والتعليم بحيث يتم التعليم في هذه المدارس  بواقع 80% من المنهاج المحلي لتلك الدولة و20% بالمئة من المنهاج لغة عربية وتاريخ فلسطين وتراث فلسطين وبالتالي يصبح هذا الجيل لديه ارتباط عاطفي مع وطنه، ونود تنظيم معسكرات صيفية في كافة المدن الفلسطينية، وارسال ابناء الجالية الفلسطينية من دول العالم كافة الى فلسطين على مدار العام، لتعزيز الارتباط وتجديد للعلاقة العاطفية والثقافية والفكرية والاجتماعية ويتعرفون على بلداتهم وقراهم ومدنهم وتوثيق علاقتهم بالوطن.

نحن بحاجة الى دائرة اقتصادية تحل المشكلات، كانت الجالية الفلسطينية في الخارج تحول مبالغ هائلة وتقلصت هذه المبالغ تدريجيا، نحتاج الى تسهيل استثمار ابناء الجاليات في فلسطين وهذا يتطلب دائرة اقتصادية تساعد وتنشط الدعم الاقتصادي والاستثمار الاقتصادي،  نود تطوير دائرة الاعلام والاذاعة والموقع الالكتروني للدائرة هذا يتطلب دعما ماديا ومعنويا وطاقات تساهم في خلق هذا الاطار.

اذن جزء من العمل اقتصادي واعلامي وثقافي فني موجه لخدمة الجاليات وتوحيدها وخدمة استثمارهم في فلسطين.

 

*هناك عدد من التغييرات في دوائر منظمة التحرير ما الهدف من هذه التغيرات وما دلالاتها؟

الفكرة انه الهيكل التنظيمي لمنظمة التحرير ظل بدون تغيير طيلة السنوات الماضية، كان هناك محاولة لتجديد هذه الدوائر لكي تخدم الاحتياجات الحالية وتناسب استعادة مكانه منظمة التحرير مكانتها ودورها، بعد قيام السلطة الفلسطيينة، حصل نوع من التداخل والتراجع في دور المنظمة، والآن تتعزز القناعة بضرورة اعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير كمؤسسة تستطيع ان تقود الوطن الى ان نستعيد الوحدة واقامة الدولة التي هي الاساس وليس السلطة، هذا لم يتم حتى الان لذلك هناك محاولة لاعادة تنظيم منظمة التحرير حتى تستطيع ان ترد على هذه الاسئلة لتقوم مهماتها الاساسية والمفروض ان تقوم بها منظمة التحرير وبالاخص في زمن الانقسام اللعين والخلاص منه

الان هناك لجنة شكلت من اللجنة التنيفذية تقوم بالنظر باعادة التنظيم وفي الصندوق القومي هناك لجنة ادارية تقوم بالنظر يالهياكل التنظييمية المقترحة بالنسبة لنا في دائرة شؤون المغتربين ستبقى دائرة المغتربين وستبقى دائرة اللاجئين وكل واحدة لها اختصاصاتها تهدف الى خلق تعاون بين الدوائر وهذا يتطلب تنمية لهيكلنا التنظيمي لنقوم بكافة المهمات بافضل شكل

 

*كيف يمكن ان نجنب الجاليات الفلسطينية آثار الانقسام ؟             

- من خلال العمل على إيجاد اطار ديمقراطي يضم كافة الفصائل في اطار موحد، وبامكان فصائل منظمة التحرير ان تشكل ائتلافا للمشاركة في الانتخابات ويخرج ممثلون لكافة الفصائل من خلال الانتخابات، وليس من خلال الفرض والتعيين بالمحاصصة ونظام "الكوتا"، وبالتالي كل من ينطبق عليه شروط: انه فلسطيني، ومقيم في هذا البلد، وملتزم بمنظمة التحرير، كمرجعية له. من حقه أن يَنتخِب ويُنتخَب، مثلا مؤتمر برلين ينتخب عضو الجالية قيادة لبرلين، وقيادة الجالية في برلين ممثلة بلجنتها الادارية تمثلها في مؤتمر بكل المانيا، وهذا المؤتمر ينتخب قيادة لكل المانيا وهذه القيادة تمثل المانيا في اتحاد اوروبا، ويصبح اتحادا لكل اوروبا، عمليا منتخب ديمقراطيا من البلدة الى الدولة الى القارة هؤلاء منتخبون ومن الممكن انهم اتفقوا قبل توجههم الى الانتخابات على وجود تحالف من الفصائل ككل هذا ينطبق على منظمة التحرير واعتقد انه لا يوجد صعوبة للوصول الى مثل هذا التوافق داخل منظمة التحرير.

واذا ما جرى طيّ ملف الانقسام، وانضمت حركة حماس الى منظمة التحرير تصبح حماس في خارج الوطن مثلها مثل باقي الفصائل وتشارك في عملية الانتخابات، والان في حال اراد اي شخص المشاركة في عملية الانتخاب وملتزم بمنظمة التحرير يحق له الانتخاب كمواطن فلسطيني مغترب، ونحن في صدد اعداد لجنة تنسيق بين الفصائل ولجنة تنسيق بين الاتحادات وبين ادارة الجالية، المنتخبة بالاضافة الى وجود اتحادات للمراة والطلاب والعمال ولكنها غير موجودة في كل الدول بنفس الطريقة. ومن الضروري التنسيق بين الجالية ككل وبين الاتحادات للتنسيق بينهم كذلك اذا لزم الامر يمكن ان تنشا لجنة تنسيق مع الفصائل وبالاساس الجالية يجب ان تبنى على اساس انتخاب حر ديمقراطي مبني على القواعد الثلاث التي ذكرتها.

 

*ما هو المطلوب من القيادة الفلسطينية لتعزيز ثقة الجالية الفلسطينية في القيادة اولا ثم الوطن ومؤسساته

اولا بعد اجراء الانتخابات فعليا نطالب قيادة المجلس الوطني الفلسطيني ان المنتخبين هم من يمثلون الجالية في المجلس الوطني والمجلس المركزي وهذه خطوة مهمه جدا

وهكذا الجالية تنتخب ممثلها في المجلس المركزي او الوطني بعد اجراء انتخابات حرة نزيهه وبالتالي طورنا الشكل الديمقراطي من القاعدة الى القمة. الجانب الآخر نحتاج الى مساعدة القيادة في تمثيلها لكافة الفصائل الفلسطينية ونبتعد عن فكرة ان لكل فصيل اتحاد بل كل فصيل له تنظيم ينضم الى اتحاد واحد، لكل الفصائل ومن حقه ان يحاول الوصول الى قيادة الاتحاد بانتخابات حرة ولكن تحت اتحاد واحد لذلك نحن بحاجة مساعدة القيادة في اعطاء الشرعية لاتحاد واحد يبنى على اطار ديمقراطي والتزام بالمنظمة من القاعدة الى القمة اما الدعم المادي القيادة مستعدة في حدود اطار معقول القيادة مستعدة تساهم في تكاليف اعداد مؤتمرات

 

*ما اهمية دعم الجيل الجديد من ابناء الجالية الفلسطينية لدعم القضية الفلسطينية في كافة الميادين كونه اكثر قدرة على التاثير على المجتمعات الي يعيشون بها؟

هناك تجارب مثل لبنان وايرلندا استطاعوا ان يؤثروا ويصلوا الى القرار والتاثير على المجتمعات التي يعيشون بها ووصلوا الى مراكز القرار من المهم الاهتمام بهذا الجيل وسوف يكون لهم في اماكن اقامتهم والتاثير عليهم في  القرار السياسي لصالح القضية الفلسطينية.