الموقع الرسمي لمنظمة التحرير
تسلمت حكومة الوفاق الوطني، صباح اليوم الأربعاء، إدارة معابر قطاع غزة رسميا، في خطوة تأتي ضمن اتفاق المصالحة، الذي وقع مؤخرا برعاية مصرية في القاهرة.
وعزف النشيدان الوطنيان الفلسطيني والمصري، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد على مدخل معبر رفح، ايذانا ببدء تسلم المعابر، وذلك بحضور وزير الأشغال العامة مفيد الحساينة، ومدير عام الادارة العامة للمعابر والحدود نظمي مهنا، وعدد من الوزراء، والمسؤولين، والوفد الأمني المصري، برئاسة اللواء همام أبو زيد.
وقال الوزير الحساينة، "إن استلام المعابر يعتبر خطوة حقيقة على طريق المصالحة، وطي صفحة الانقسام، الذي استمر نحو 10 سنوات".
وأشار إلى أن رئيس الوزراء رامي الحمد الله سيصل إلى قطاع غزة خلال أيام، للاطلاع على سير العمل في المعابر، ومتابعة كافة الملفات، موضحا أنه سيتم وقف كافة الجبايات الضريبة التي فرضت سابقاً على المواطنين في قطاع غزة، فيما سيتم توحيد الشعب الفلسطيني، تحت راية العلم الوطني".
وقدم الحساينة باسم الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الشكر لجمهورية مصر ممثلة بالرئيس عبد الفتاح السيسي والقيادة المصرية لجهودها الكبيرة في تحقيق المصالحة، وإنهاء الانقسام.
وأضاف، أقول لمصر مصر، التي قدمت الدماء من اجل فلسطين من خيرة ابنائها والجميع يعلم أن أرض فلسطين قد ارتوت بالدماء ابناء الشعب المصري كل الاحترام والتقدير، ونحيي الاخوة الاعزاء ونخص بالذكر العميد همام زيد والاخ خالد سامي، ونشكركم على جهودكم المتواصلة معنا ونتمنى لكل ابناء شعبنا ان ينتهي هذا الانقسام".
من جهته، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول ملف المصالحة فيها عزام الأحمد" إن تسليم معابر قطاع غزة خطوة هامة في تنفيذ اتفاق المصالحة، بحيث تصبح حركة الأفراد والبضائع، تحت مسؤولية حكومة الوفاق الوطني" .
وأضاف الأحمد لإذاعة صوت فلسطين الرسمية "إن معبر رفح له وضع خاص يختلف عن بقية المعابر بحيث سيتم افتتاحه بشكل نهائي من الجانب المصري في الخامس عشر من الشهر الجاري، وذلك بسبب اعمال التطوير التي يقوم بها الأشقاء في مصر للمعبر، ليليق بالشعب الفلسطيني، وجمهورية مصر العربية".
وبين الأحمد أن كل الأمور أصبحت جاهزة على الجانب الفلسطيني من المعبر حيث ستتواجد الشرطة الاوروبية وفق لاتفاق 2005 كما سيتولى حرس الرئاسة مسؤولية أمن المعبر، وسيتواجد على طول الحدود مع مصر .
وفيما يتعلق بالخطوات المقبلة، أوضح أنه سيتم عقد لقاء ثنائي بين حركتي فتح وحماس لتحديد الخطوات الأخرى لاستكمال تنفيذ اتفاق المصالحة الموقع عام2011 في القاهرة، حيث سيتم بحث عديد الملفات، أبرزها الانتخابات، ومنظمة التحرير، وقضية الأمن التي هي من أعقد القضايا.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، مفوض التعبئة والتنظيم للحركة في قطاع غزة، أحمد حلس، اليوم الأربعاء: إن تسليم معابر قطاع غزة، لحكومة الوفاق الوطني، هو البداية الحقيقية لتنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية.
وأضاف حلس في تصريح لـ"وفا"، أن تسلم المعابر بشكل كامل من قبل الحكومة، هو مؤشر على جدية الخطوات وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، ودليل على ان تحقيق المصالحة يسير بشكل جيد.
وأعرب حلس ان أمله ان يتم تنفيذ جميع بنود اتفاق المصالحة بشكل كامل مثل ما تم اليوم، لأن تحقيق المصالحة يخدم قضية شعبنا، ووحدته الوطنية، وهو ما يتطلب جميع الجهود لإنجاز والمضي قدما في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
وأكد ان "فتح" جادة جدا في توفير كل الأجواء الايجابية للمصالحة وبتعليمات من السيد الرئيس محمود عباس، وإننا نسير وذاهبون في التنفيذ الحقيقي للمصالحة بما يخدم مصلحة وقضية شعبنا الوطنية. لأن الوحدة الوطنية، تجسيداً لحقيقة النضال الوطني، ووفاءً لأرواح الشهداء، ونضالات الأسرى، ومجداً قادماً لشعب يستحق الخلاص من الاحتلال.
وأشاد بجهود مدير عام المعابر والحدود نظمي مهنا، في تنفيذ اجراءات عملية التسليم والذي يواصل جهوده ليل نهار لتوفير سبل الراحة للمواطنين وتسهيل الخدمات المقدمة لهم على المعابر.
وثمن حلس دور مصر التاريخي والوطني في تحقيق المصالحة وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية.
بدوره، أكد مسؤول ملف قطاع غزه في الهيئة العامة للشؤون المدنية صالح الزق، أن عمليه الاستلام قد تمت بكل سلاسة وهدوء وأشرفت وشاركت طواقم الهيئة في هذه العملية بفاعليه كبيرة وباشرت طواقمها العمل في هذه المعابر.
وأضاف أن معبر رفح سيكون مفتوحا أمام حركة المسافرين في15/11/2017 استنادا لما تم الاتفاق عليه مع الجانب المصري، وسيتم خلال هذه الفترة الانتهاء من كافه الترتيبات اللوجستية والفنية الأخرى التي تكفل العمل في هذا المعبر بما يوفر كل سبل الراحة والسهولة والأمان لدى المسافرين.
بدوره، قال مدير الدائرة الإعلامية في الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية، محمد المقادمة: إن حكومة الوفاق الوطني، استلمت حاجز بيت حانون "ايرز"، شمال قطاع غزة، وبذلك يكون الحاجز خاضع لسيطرة الحكومة.
وأضاف المقادمة لـ"وفا"، أنه تم ازالة جميع المظاهر السابقة في الجانب الفلسطيني من الحاجز، خاصة الحاجز المعروف بإسم "4،،4"، وأن جميع العاملين حاليا في الحاجز هم موظفين تابعين لحكومة الوفاق الوطني.
ملادينوف يرحّب بالعودة الكاملة لمعابر غزة لسيطرة السلطة الفلسطينية
من جانبه، رحّب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، بعودة المعابر في قطاع غزة لسيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية.
وقال ملادينوف، في بيان اليوم الأربعاء: "أرحب بالعودة الكاملة لمعابر غزة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، وهذا تطور هام في تنفيذ الاتفاق الفلسطيني – الفلسطيني الموقع في القاهرة في 12 تشرين الأول، وينبغي الحفاظ على الزخم الإيجابي وتمكين الحكومة الفلسطينية بشكل كامل للعمل في غزة".
وأضاف أن من شأن عودة المعابر أن يسهّل من رفع الإغلاقات، مع معالجة المخاوف الأمنية الإسرائيلية المشروعة، وزيادة الدعم الدولي لإعادة إعمار غزة ونموها واستقرارها وازدهارها.
وقال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام، "أغتنم هذه الفرصة لأذكّر جميع الفصائل في غزة بأهمية الحفاظ على الأمن وإنهاء الأنشطة المسلحة التي تقوض السلام والأمن لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، على حد سواء".
وأكد أن الأمم المتحدة ستواصل العمل مع القيادة الفلسطينية ومصر والمنطقة، على دعم هذه العملية التي تعتبر حاسمة من أجل التوصل عبر المفاوضات، الى حل الدولتين وسلام مستدام.
عن "وفا"