2025-05-04 الساعة: 04:30:49 (بتوقيت القدس الشريف)

ناهض زقوت: ثورة البراق أكدت على الحق الإسلامي في حائط البراق

الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية

 

في يوم الخميس 15 آب/ أغسطس 1929 قامت تظاهرة يهودية كبيرة عبرت شوارع القدس حاملين الأعلام، ومرددين هتافات الحائط حائطنا، وعندما وصلوا عند الحائط نشروا العلم الإسرائيلي، وأنشد المتظاهرون النشيد الإسرائيلي. وفي اليوم التالي 16 آب/ أغسطس والذي يصادف عيد المولد النبوي، خرجت جموع المصلين من المسجد الأقصى في تظاهرة صاخبة، وتوجهوا صوب حائط البراق، حطم كل ما كان موجودا قرب الحائط من مناضد وكراسي، وإحراق بعض الأوراق التي وضعها اليهود في ثقوب الحائط.
هذا ما قاله الكاتب والباحث ناهض زقوت مدير عام مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق في لقاء مع إذاعة صوت فلسطين في برنامج "محطات في تاريخ القضية الفلسطينية" من إعداد وتقديم الإعلامي فواز زيارة، تحت إشراف الإعلامية علا كساب مدير عام الإذاعة في قطاع غزة، وكان اللقاء حول "ثورة البراق عام 1929".
وحول دوافع اندلاع الثورة قال الباحث ناهض زقوت، قال الثورة استمرت خمسة عشر يوما، وكانت دوافع اندلاعها حينما حاول اليهود تنظيم مظاهرات والاقتراب من حائط البراق بهدف وضع أدوات دينية تمهيدا للاستيلاء عليه، فهبت الجماهير الفلسطينية من كل حدب وصوب دفاعا عن الأقصى، وقد كانت الردود واضحة وقوية في كل من يافا وصفد والخليل ونابلس وغزة، حيث قامت الجماهير العربية بمظاهرات صاخبة وعنيفة، وأعلنت الثورة ضد المصالح البريطانية والممتلكات اليهودية.
أما على الجانب الآخر فقد هاجم اليهود بكل عنف ودموية تجمعات فلسطينية في مدينتي يافا والقدس، حيث هاجم اليهود الصهاينة حي أبو كبير في يافا واقتحموا مسجدا وقتلوا إمام المسجد وستة من أفراد عائلته ومثلوا بجثثهم أبشع تمثيل، وفي القدس هاجم اليهود مقام الصحابي عكاشة وتعرض لأضرار بالغة وانتهكت قدسيته وقاموا بهدم البناء والقبور وتمزيق ما عثروا عليه من كتب ومصاحف قرآنية وداسوا عليها بنعالهم.
وحول السياسة البريطانية تجاه أحداث الثورة قال الكاتب زقوت، عبرت السياسة البريطانية عن تحيزها التام لصالح اليهود ضد العرب. لهذا فقد أعلن العرب الفلسطينيون عن عزمهم على الاستمرار بالثورة دفاعا عن بقائهم ومقدساتهم بعد أن اقتنعوا بصحة الشكوك التي تخامر أذهانهم بأن اليهود عازمون على شن هجوم على حائط البراق للاستيلاء عليه، وبعد تأكدهم أيضا من الخداع البريطاني السافر لهم، ووقوفهم إلى جانب اليهود ودعمهم بالسلاح، في حين كانت حكومة الاحتلال البريطاني تمنع العرب من امتلاك السلاح أو حيازته، وتعاقب بشدة كل من يثبت لديه سلاح.
وحول تأثير ثورة البراق أشار الباحث ناهض زقوت إلى أن أحداث الثورة تركت أثرا واضحا في سير القضية الفلسطينية وصراعها ضد الاحتلال البريطاني والحركة الصهيونية، وقد أحدثت هزة محلية وضجة عالمية سلطت الأضواء على المنطقة والقضية الفلسطينية من جديد، وذلك بسبب أحداثها الجسام وسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى. وتم تشكيل لجنة تحقيق في الأحداث باسم لجنة شو، التي أوصت بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في الأسباب المباشرة للثورة، وبعد أن جاءت اللجنة واستمعت إلى طرفي الخلاف أصدرت تقريرها الذي يؤكد على أحقية المسلمين في حائط البراق.
وقد ربط الباحث ناهض زقوت بين أحداث ثورة البراق وتداعياتها، وثورة المقدسيين ضد البوابات الالكترونية، وأكد أن الوحدة الوطنية هي سبيلنا إلى الصمود والتحدي لكل الممارسات العدوانية الإسرائيلية.