رام الله-الموقع الرسمي لمنظمة التحرير:
شاركت اللجنة الفلسطينية للسلم والتضامن في اجتماع اللجان العربية لمنظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية، والمنعقد في تونس يومي (29 و30 آذار مارس 2017).
وقد تصدرت القضية الفلسطينية وبحث سبل استعادتها لمركزيتها بالنسبة للأشقاء العرب جدول أعمال الاجتماع، حيث أكد المجتمعون على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
وشدد المجتمعون على ضرورة التضامن مع الشعب الفلسطيني بكافة السبل المتاحة، لاستعادة استقلاله، وحريته، وتحقيق حلمه في بناء دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق ما يقتضيه حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران (1967).
ووجه المجتمعون نداءً عاجلاً للشعب الفلسطيني بضرورة حث قيادته على استعادة وحدته الداخلية، والعمل على الإنهاء الفوري للإنقسام، مؤكدين على وحدانية التمثيل الفلسطيني المتمثل بمنظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها، ورفض طروحات يهودية الدولة التي تحاول إسرائيل فرضها على المجتمع الدولي؛ لما تشكله من خطورة على فلسطينيي الـ (48).
كما أكد المجتمعون على ضرورة الاستمرار في فعاليات عام (2017) كعام لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، التي أقرها مؤتمر منظمة تضامن الشعوب الأفروآسيوية المنعقد في الرباط العام المنصرم؛ وفيما يلي النص الكامل للإعلان:
إعلان تونس
اللجان العربية في منظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية
تونس (30 آذار/ مارس 2017)؛ إيمانًا منا بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، والتحرر من أبشع احتلال عرفته العصور، خاصةً وأنه الشعب الوحيد في العالم الذي لم يتحرر بعد، ولم ينل استقلاله، ويتعرض للاضطهاد والتنكيل والفصل العنصري.
وحرصًا منا على تنفيذ توصيات المؤتمر العاشر لمنظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية الذي عقد في الرباط عام (2016)، والتي تقضي بإعلان العام (2017)؛ عامًا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وإدراكًا منا للإخطار التي تهدد القضية الفلسطينية، سواءً كانت داخلية تتعلق بالإنقسام، أو عربية حيث تراجع وانحسر الاهتمام الرسمي وحتى الشعبي بالقضية الفلسطينية، وتلك العالمية المرتبطة بسعي قوىً عظمى لفرض حل غير عادل على الفلسطينيين والعرب. وإيمانا منا بأن التنسيق والتعاون الرسمي بين حكومات الدول العربية لا يكفي وحده ولا يغني عن الدعم الشعبي العربي لفلسطين وقضيتها، والتي هي أشد احتياجا له من أي وقت مضى.
لذلك: نعلن نحن ممثلو لجان التضامن العربية المجتمعون في تونس يومي (29 و30 آذار مارس 2017)، بدعوة من اللجنة التونسية لتضامن الشعوب، والتي نظمت ورعت هذا الاجتماع الذي تزامن مع ذكرى يوم الأرض، واجتماع الرؤساء والملوك العرب في قمة البحر الميت بالأردن، القرارات والتوصيات التالية:
أولاً: تأكيد تمسكنا بحل الدولتين للقضية الفلسطينية، ورفض كافة المحاولات الإسرائيلية والأمريكية التي تستهدف إنهاء هذا الحل، أو التحايل أو الالتفاف عليه، والرفض التام لنية الولايات المتحدة الأمريكية نقل سفارتها إلى القدس المحتلة.
ثانيًا: رفض القبول عربيًا بيهودية الدولة الإسرائيلية، والذي وضعته الحكومة الإسرائيلية شرطًا لاستئناف المفاوضات مجددًا مع الفلسطينيين لأنه يجهض حلم الفلسطينيين في دولتهم المستقلة، على كامل أراضيهم المحتلة عام (1967)، ويحول فلسطينيي الـ(48) إلى مصير مجهول داخل هذه الدولة.
ثالثًا: رفض كافة المشاريع المشبوهة التي يتم ترويجها الآن، ومحاولة فرضها على الفلسطينيين والعرب، والتي تقضي بتوطين الفلسطينيين خارج أراضيهم والضفة الغربية وقطاع غزة، خاصة في سيناء مصر أو الأردن أو لبنان، والإصرار على أن تقوم الدولة الفلسطينية على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلت بعد عدوان يونيو حزيران (1967)، وتكون عاصمتها القدس الشرقية.
رابعًا: تنظيم صلات وحملات دولية شعبية لدى منظمات المجتمع المدني، خاصًة المنظمات الحقوقية، لكشف وفضح ما تقوم به إسرائيل من جرائم لإهدار حقوق الفلسطينيين، واضطهاد وتمييز عنصري وحصار لهم، وما يقومون به بشكل ممنهج ومنظم لتهويد القدس الشرقية، المدينة المقدسة لدى كل العرب والمسلمين والعالم، وأيضًا التوسع المخطط للاستيطان وبناء وتوسيع المستوطنات في أراضي الضفة الغربية المحتلة، والحصار الذي يفرضه الإسرائيليون على قطاع غزة. وكذلك المطالبة بإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية فورًا، وسوف تضطلع اللجنة الدولية لدعم فلسطين، والتي تم الاتفاق على تكوينها، وتولى السيد طالع سعود الأطلسي رئاستها في المؤتمر العاشر لمنظمة التضامن الذى عقد فى مدينة الرباط بالمغرب أكتوبر (2016)، تضطلع بهذا الدور، ولذلك نطالب بالإسراع باستكمال تكوينها وتفعيلها وتوفير الدعم لها من قبل سكرتارية المنظمة.
خامسًا: حث الأشقاء الفلسطينيين على الإسراع في إنهاء الانقسام، والذي شجع إسرائيل على التمادي في عمليات القتل، والاعتقال، وهدم المنازل، ومصادرة الأراضي، وسرقة خيراتها، وإحكام الحصار عليها، وأن يعتمدوا الحوار المستقل فيما بينهم، واستنكار ورفض محاولات بعض الأنظمة العربية للإبقاء على هذه الانقسامات، بل وتأجيج نيرانها التي أصابت الوحدة الوطنية الفلسطينية، وأضعفت من قيادته الشرعية المتمثلة في منظمة التحرير الفلسطينية.
سادسًا: رفض البدء في أية عمليات تطبيع عربية مع الكيان الصهيوني بكل أشكاله السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية والرياضية، قبل أن يقر بكامل حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على كامل الأراضي المحتلة في عدوان حزيران (1967) وعاصمتها القدس الشرقية، والإقرار أيضًا بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى أراضيهم.. ومطالبة الحكومات العربية التي لا ترتبط باتفاقات أو معاهدات مع إسرائيل بالتوقف الفوري عن محاولات الحوار مع ممثلين لإسرائيل، أو زيارتها تحت هذا البند.. حتى تعلن إسرائيل صراحة قبولها بالقرارات الدولية ذات الصلة، وبمبادرة السلام العربية، ودعوة حكومات كل من مصر والأردن والسعودية أن تتفق مع منظمة التحرير الفلسطينية على أسس المفاوضات ومبادئ الحل الأساسية، لتكون داعمة بقوة للفلسطينيين في أية مفاوضات فلسطينية-إسرائيلية، وأن يكون لهذه الأطراف دور فيها.
سابعًا: مطالبة الحكومات العربية، وجامعة الدول العربية بعد دعمها عربيًا، بتوفير مقومات الحياة الكريمة للفلسطينيين في الشتات، من مأكل ومسكن وعمل وخدمات اجتماعية وصحية وتعليمية، خاصة أولئك الذين يتواجدون في مخيمات لبنان الشقيق.
ثامنًا: الإصرار على أن يقترن الحل العادل للقضية الفلسطينية، بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكل الأراضي العربية المحتلة في لبنان وسوريا، وأن يكون ذلك شرطًا عربيًا أساسيًا في أي حل مع إسرائيل لتنفيذ مبادرة السلام العربية.
تاسعًا: السعي إلى تأسيس المزيد من لجان التضامن العربية في الدول التي لا تتواجد فيها لجان تضامن، وتأسيس المزيد من لجان التضامن في قارتي آسيا وإفريقيا، لأنها تخلق لنا شبكات من التواصل والانفتاح أكثر شعبيًا على القارتين، وتتيح لنا حشد التأييد لقضيتنا الأساسية والمركزية وهي القضية الفلسطينية، خاصًة وأن هذه اللجان سوف تنشأ على مبادئ التحرر الوطني التي قامت عليها منظمتنا ولجاننا الوطنية، وتشجيع تأسيس جمعيات خاصة بدعم فلسطين، تقوم كمنظمات مجتمع مدني على غرار ما هو موجود في المغرب والبحرين على سبيل المثال، وفي إطار متصل، ترحب اللجان العربية وتدعم مبادرة اللجنة التونسية لتأسيس لجنة تحضيرية لتشكيل اتحاد نساء آسيا وإفريقيا للنهوض بالمرأة في القارتين.
عاشرًا: التأكيد على كل قرارات اجتماعاتنا السابقة التي تخص الأوضاع في البلاد العربية عامًة وعلاقاتها البينية، وحل الخلافات فيما بينها بالطرق السلمية، ونبذ الخلافات والصراعات التي أضعفتنا وأنهكتنا، مع التأكيد على التضامن في محاربة الإرهاب.
كما يرحب ممثلو لجان التضامن العربية بعودة المغرب إلى منظمة الاتحاد الإفريقي، مما سوف يسهم في تعزيز الجهود الإفريقية في مسارات الوحدة والتنمية والسلم.
وختامًا، يتوجه كافة المجتمعون بالشكر للجنة التونسية وقيادتها على ما قامت به من جهود مشكورة من أجل إنجاح مؤتمرنا هذا.
عاش كفاح الشعب الفلسطيني
من أجل نيل حريته واستقلاله وحقوقه المشروعة كاملة.
ممثلو اللجان العربية
منظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية