رام الله-الموقع الرسمي لمنظمة التحرير:
افتتح اليوم الاثنين الدكتور زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين، ورشة عمل نظمها المكتب التنفيذي للجان الشعبية بالمخيمات في قطاع غزة لمناسبة ذكرى يوم الأرض، وتحت عنوان "أثر المواقف الإسرائيلية والأمريكية على قضايا اللاجئين والإستيطان".
وطرحت أوراق بحثية تتعلق بالممارسات الإستيطانية وأثرها على عملية السلام وأبعاد الرؤية الأمريكية والإسرائيلية في قضايا اللاجئين وفلسطينيو 48 في ظل السياسة الإسرائيلية.
وأشار الأغا الى اهمية انعقاد الورشة بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض الذي يمثل معلماً بارزاً في التاريخ النضالي الفلسطيني، باعتباره رمزا لتمسك الفلسطينيين بأرض آبائهم وأجدادهم، وتشبثهم بهويتهم الوطنية في مواجهة عمليات القتل والإرهاب التي كانت وما زالت تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، بهدف إبعاده عن أرضه ووطنه، الذكرى التي يعيد فيها الفلسطينيون التأكيد على تمسكهم بأرضهم، وتجسد عمق ارتباط الفلسطيني بالأرض، تلك العلاقة التي تعمدت بالدماء التي ارتوت بها الأرض الفلسطينية العطشى للحرية التي يتم تجسيدها بالدولة الفلسطينية المستقلة.
وأضاف الأغا: إن يوم الأرض الذي جاء ردا على إعتداءات الإحتلال الإسرائيلي وسياسة مصادرة الأراضي والإستيطان والتهويد والإحلال، جسد وحدة الشعب والدم الفلسطيني في جميع أماكن تواجده، في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 والضفة الغربية وقطاع غزة والشتات، مما يؤكد المصير المشترك لهذا الشعب الذي لن يفرقه إحتلال أو إنقسام، وإرادة هذا الشعب وتصميمه لا بد وأن تنهي الإنقسام كخطوة متقدمة نحو تحطيم الإحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين الى ديارهم، وأن يوم الأرض يمثل المناسبة التي يجدد فيها الفلسطيني في كافة أماكن تواجده وأي كان انتماؤه على تمسكه وتشبثه بأرضه التي سلب معظمها لصالح إقامة دولة الاحتلال الاستيطاني، وأن هذه المناسبة تتزامن مع تصاعد الهجمة الدينية التي تقيد حرية العبادات بما فيها منع الأذان وزيادة وتيرة التهويد والإستيطان والتي توجتها الحكومة العنصرية بقانون التسوية لتشريع سرقة الأرض الفلسطينية في ظل التخاذل الدولي الذي يعتبر دولة الإحتلال دولة فوق القانون، مما يحتم على الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب دعم قرار مجلس الأمن 2334 الذي أكد على عدم شرعية الإستيطان، حيث أن موقفها الذي جاء على لسان الناطق باسم البيت الأبيض (بأن المستوطنات لا تعطل عملية السلام، وان توسيع الاستيطان خارج مناطق الضم قد تعرقل عملية السلام) يعتبر تراجعا خطيرا عن الموقف الأمريكي التقليدي من قضية الإستيطان الذي لم يعتبر المستوطنات القائمة بأنها شرعية ولم ينف أنها تشكل عقبة أمام السلام، ولم تلجأ لحق النقض (الفيتو) عند التصويت على قرار مجلس الأمن رقم 2334 الذي يدين الإستيطان، وهو تراجع وتطور نحو الأسوأ في موقف إدارة ترامب، مما ينذر بتصعيد في الأوضاع في المنطقة وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة ويشكل تحدياً للحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني.
وأشاد الأغا بشعبنا الفلسطيني في الداخل المحتل عام 1948، لتمسكه بإنتمائه وهويته العربية الفلسطينية مما يقوض الدعوى العنصرية للدولة اليهودية، فالرفض الفلسطيني للإعتراف بيهودية دولة إسرائيل، لا يعود فقط لكونه يمس بهوية ومصالح ومستقبل الفلسطينيين العرب في إسرائيل، سكان البلاد الأصليين، بل أيضاً لأنه يمس الرواية التاريخية الفلسطينية بثقافتها وقيمها، فالفلسطينيين لن يتنكروا لوجودهم التاريخي الأصيل والعميق والمتواصل في المنطقة.
وفي شرحه لخلفية الموقف الإسرائيلي من قضية اللاجئين الذي يناقض الموقف الدولي، أشار الأغا إلى الرواية الصهيونية التقليدية التي تدّعي بأن الدول العربية هي التي تسببت بحدوث مشكلة اللاجئين؛ حيث أن رفض العرب، بما فيهم الفلسطينيين، لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 181 الصادر عام 1947، والذي نص على تقسيم الأراضي الفلسطينية التي كانت خاضعة للانتداب البريطاني إلى دولة عربية ودولة يهودية، بالإضافة إلى الحرب التي شنتها الدول العربية على إسرائيل في أعقاب ذلك القرار بهدف تدميرها، هي الأسباب المباشرة لنشوء قضية اللاجئين. وعليه فإن إسرائيل لا تتحمل مسؤولية إستمرار مأساة اللاجئين الفلسطينيين. إن معظم الإسرائيليين، ما زالوا يعتقدون بوجوب الرفض المطلق لحق عودة اللاجئين. وأن الحل الوحيد الممكن لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، بنظرهم، يقوم على إعادة توطين اللاجئين في الدول التي تستضيفهم.
وفي شرحه لمرتكزات السياسة الأمريكية لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين أشار إلى المداولات التي جرت في الجولات التفاوضية، بوضع اللاجئين أمام سلسلة خيارات للعودة، كأماكن دائمة لإقامتهم، وتشمل دولة فلسطين والأراضي الإسرائيلية التي سيتم نقل السيادة الفلسطينية عليها في إطار تبادل الأراضي والدول العربية المضيفة للاجئين ودول ثالثة وإسرائيل مع التقيد بالقرار السيادي الإسرائيلي حول عدد اللاجئين الذين ستوافق إسرائيل على إستيعابهم ضمن حدودها مع اعتراف إسرئيل بالمعاناة المعنوية والمادية التي تعرَّض لها الشعب الفلسطيني نتيجة حرب 1948.
وأضاف حول الصيغة الأمريكية التي يمكن أن ترِد في الإتفاق للإشارة إلى حق العودة، أن كلينتون قدم إقتراحاً يتضمن "حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم (فلسطين التاريخية)"، وتأسيس لجنة دولية للإشراف على تنفيذ كل ما يتعلق بتعويض اللاجئين وإعادة توطينهم وتأهيلهم، وأن تعتبر موافقة الطرفين بمثابة الإقرار بأن ذلك هو مضمون "تطبيق قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة رقم 194" الذي اعتادت الولايات المتحدة التصويت لصالحه دائما، وأن الوفد الفلسطيني قدم ردأ مكتوباً أشار فيه إلى تمسكه بحق العودة بالإستناد للقرار 194 ، بالإضافة إلى تمسكه بحقوق اللاجئين في التعويض.
واختتم الأغا كلمته، بالتشديد على أهمية انهاء الانقسام الداخلي، واستعادة الوحدة الفلسطينية، واستنهاض الحالة السياسية الفلسطينية على أسس وبرامج وطنية موحدة عملاً بما جاء في حوارات اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني في بيروت وحوارات موسكو بين الاطراف الفلسطينية كلها.
ودعا الأغا جامعة الدول العربية لتحمل مسؤولياتها نحو القضية الفلسطينية في ظل التدهور الخطير الذي تشهده المناطق المحتلة، لترتقي نتائج القمة العربية التي يتزامن انعقادها مع هذه الورشة مع المستوى الخطير للتحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية.