دورتموند (المانيا) –الموقع الرسمي لمنظمة التحرير:
تسلم رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مساء اليوم السبت، جائزة "شتايغر" الالمانية المرموقة للتسامح والامل في السلام، والتي تُمنح لشخصيات تتميز خصالهم بالاستقامة والانفتاح والإنسانية والتسامح.
وأسست الجائزة عام 2005 على يد ساشا هيلين، وتقدم سنويا للأشخاص ذوي الإنجازات المميزة على عدة أصعدة، وتهدف لتكريم الشخصيات التي يميزها الانفتاح والتسامح والإنسانية والشجاعة.
وجائزة "شتايجر" ترمز للصعود والتألق لما قام به الشعب الألماني من نهوض لاقتصاده ووصوله الى أعلى المراتب، وتتكون من قطعة من الفحم الأسود بداخل كرة زجاجية شفافة، وترمز للانفتاح والإنسانية والشجاعة في حقول السياسة والفن والرياضة والاعلام.
وقال الرئيس عباس في كلمته بحفل تسلم الجائزة في مدينة دورتموند الالمانية، "إن اليهودية دين سماوي نحترمه تماماً كالمسيحية والإسلام، وإن صراعنا مع إسرائيل ليس ضد اليهودية، وإنما ضد الاحتلال الذي يسيطر على أرضنا وشعبنا".
وأضاف، "انشأنا لجنة تعرف باسم لجنة التواصل مع جميع مكونات الشعب الاسرائيلي، لترسيخ ودعم التسامح والتعايش، على أساس تحقيق مبدأ الدولتين على حدود 1967، وذلك لتعيش دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية إلى جانب دولة إسرائيل بأمن وسلام".
وأشار الرئيس إلى أن دولة فلسطين، وقعت في سابقة أولى، اتفاقية مع الكنائس في فلسطين، وتم اعتراف الفاتيكان بدولة فلسطين.
وأكد الرئيس أنه عمل على إرساء وتعزيز ثقافة السلام والحوار ونبذ العنف، والعمل بالوسائل السياسية والدبلوماسية والسلمية، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال.
وشدد على دعم الحوار بين الأديان والثقافات، وقال: "شجعنا مؤخراً التواصل بين الأزهر والفاتيكان، ونحن على ثقة بأنه سيتمخض عن تفاهمات تسهم في إقرار السلام والتسامح والتعايش بين جميع الديانات في منطقتنا والعالم".
وأكد الرئيس وقوف فلسطين ضد الإرهاب والعنف والتطرف في منطقتنا والعالم، أياً كان مصدره وأشكاله، كما تعمل مع العديد من دول العالم، بما فيها الحكومة الألمانية، على اجتثاثه في كل مكان.
وأعرب عن شكره وتقديره على منحه جائزة "شتايغر" للتسامح والامل في السلام، وأعتبرها وسام تقدير لعلاقات الصداقة الألمانية – الفلسطينية، وعربون مودة، وتأكيداً على روح التسامح والتعايش التي تمثلها فلسطين.
وبجانب الرئيس عباس، حصل على الجائزة أيضاً المهندس المعماري البولندي-الأميركي دانيال ليبسكند، والمغني ألبرت هاموند المنحدر من منطقة جبل طارق التابعة للتاج البريطاني، والممثلة الألمانية تيكلا كارولا فيد، والكاردينال الألماني فالتر كاسبر.
ومن الفائزين السابقين بالجائزة الممثل الألماني هاردي كروجر، وملكة السويد سيفليا، والرئيس الإسرائيلي الراحل شيمون بيريز، والممثل الإنجليزي كريستوفر لي، ورائد الفضاء الأميركي بز ألدرن، ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق محمد البرادعي، والرئيس الافغاني السابق حامد كرازاي، ورومان هيرتسوغ، وهورست كوهلر، وآخرون.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس خلال حفل تسلم الجائزة:
السيدة المحترمة رئيسة البرلمان،،
معالي الوزيرة،،
السيد رئيس البلدية،،
السادة مؤسسة جائزة شتايغر،،
اصحاب السعادة السيدات والسادة،،
يسعدني أن أكون بينكم هنا في مدينة دورتموند، هذه المدينة العريقة بتاريخها، والعظيمة بحاضرها، فهي مدينة العلم والجامعات والتكنولوجيا والانفتاح الثقافي، ويسعدني أن أهنئ هذه المدينة على فريقها المتألق لكرة القدم، "بروسيا دورتموند".
وأود أن أعرب لكم عن جزيل الشكر، وعميق التقدير، على تكريمكم لي وتشريفي بنيل جائزة شتايغر للتسامح والامل في السلام، والتي أعتبرها وسام تقدير لعلاقات الصداقة الألمانية – الفلسطينية، التي نتطلع، ونعمل دائماً من أجل المزيد من التنمية والتطوير لها لما فيه خير وخدمة لشعبينا وبلدينا.
وفي ذات الوقت، فإنني أعتبر هذا التكريم عربون مودة، وتأكيداً على روح التسامح والتعايش التي يمثلها وطني فلسطين، حيث تعيش أطياف شعبنا كافة في وئام دائم منذ عصور وقرون طويلة، وتمثل فلسطين بذلك نموذجاً متميزاً في منطقتنا.
ومنذ انتخابي رئيساً لدولة فلسطين، فأنني حرصت على بناء مؤسساتنا الفلسطينية على أساس سيادة القانون، ووفق معايير الديمقراطية والشفافية والمساواة، والعمل على تمكين المرأة والشباب وتعزيز دورهما، والشراكة مع المجتمع المدني والقطاع الخاص والهيئات المحلية، كل ذلك دون تمييز على أساس اللون أو العرق أو الدين أو الجنس.
كما وإنني أحرص على زيارة كنيسة المهد ثلاث مرات كل عام لمشاركة أبناء شعبنا احتفالاتهم بأعياد الميلاد المجيدة وفق التقويم الغربي والشرقي والأرمني، كما كلفت لجنة مختصة تقوم بترميم كنيسة المهد في بيت لحم، وساهمنا في ترميم القبر المقدس بكنيسة القيامة في القدس، فجميعكم يعلم مكانة بيت لحم مهد المسيح عليه السلام، التي انطلقت منها رسالة المحبة والسلام إلى أرجاء الكون، ومكانة القدس، مدينة السلام، التي نريدها أن تكون مفتوحة للعبادة أمام جميع أتباع الديانات.
وفي سابقة أولى، وقعت دولة فلسطين اتفاقية مع الكنائس في فلسطين، وتم اعتراف الفاتيكان بدولة فلسطين، وهنا فإننا نؤكد أننا نكن كل الاحترام والتقدير لقداسة البابا فرانسيس، الذي زارنا في بيت لحم واستقبلنا عدة مرات في الفاتيكان، وصلينا معاً من أجل السلام. ومن جانب آخر، فإنني عملت على إرساء وتعزيز ثقافة السلام والحوار ونبذ العنف، والعمل بالوسائل السياسية والدبلوماسية والسلمية، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لبلادنا، ولتحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال.
وأود أن أؤكد في هذا المجال أن اليهودية دين سماوي نحترمه تماماً كالمسيحية والإسلام، وأن الصراع مع إسرائيل ليس ضد اليهودية، وإنما ضد الاحتلال الذي يسيطر على أرضنا وشعبنا.
ولقد أنشأت لجنة خاصة تعرف باسم لجنة التواصل مع جميع مكونات الشعب الاسرائيلي، وذلك لترسيخ ودعم التسامح والتعايش، على أساس تحقيق مبدأ الدولتين على حدود 1967، وذلك لتعيش دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية إلى جانب دولة إسرائيل بأمن وسلام، والتقي كذلك في جميع عواصم العالم التي أزورها بممثلي الجاليات اليهودية بهدف الحوار، وتبادل وجهات النظر حول سبل تحقيق السلام بيننا وبين الإسرائيليين.
ومن ناحية أخرى، فإننا ندعم الحوار بين الأديان والثقافات، وقد شجعنا مؤخراً التواصل بين الأزهر والفاتيكان، ونحن على ثقة بأنه سيتمخض عن تفاهمات تسهم في إقرار السلام والتسامح والتعايش بين جميع الديانات في منطقتنا والعالم.
السيدات والسادة،
بالرغم من مرور 70 عاماً على نكبة شعبنا عام 1948، الأمر الذي تسبب بتشريد أكثر من نصف شعبنا إلى أماكن اللجوء، وأنا وأسرتي منهم، وبالرغم من مرور 50 عاماً على الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، وبما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة في العام 1967، إلا أننا، لا زلنا نمد أيدينا للسلام على أساس حل الدولتين، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية التي تدعو إسرائيل للانسحاب من الأراضي الفلسطينية والعربية التي احتلتها عام 1967، مقابل إقامة الدول العربية والإسلامية علاقات طبيعية مع إسرائيل.
السيدات والسادة،
نقف ضد الإرهاب والعنف والتطرف في منطقتنا والعالم، أياً كان مصدره وأشكاله، ونعمل مع العديد من دول العالم، بما فيها الحكومة الألمانية، على اجتثاثه في كل مكان.
وفي الختام، أشكركم مرة أخرى على منحي هذه الجائزة، وأشكر السيد زاشا هيلين مؤسس ورئيس جائزة شتايغر، على جهوده، وأشكر الصحفي الكبير ديتمار أوسن بيرغ، وأهنئ جميع الذين حصلوا على الجوائز هذا المساء، وأشكر الحضور الكريم، على مشاركتهم وحسن استماعهم، مع تمنياتي لكم ولمدينتكم الجميلة وشعبها النبيل المزيد من التقدم والازدهار. وشكرا