2025-05-10 الساعة: 12:03:29 (بتوقيت القدس الشريف)

عريقات يعزي الشعبين الايرلندي والفلسطيني برحيل مارتن ماكغينيس

الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطيني
 
أعرب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د.صائب عريقات باسم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ودولة فلسطين عن تعازيه الحارة  لرحيل صديق ورفيق فلسطين مارتن ماكغينيس رمز عدالة قضية الشعب الايرلندي، ونقل لعائلة الفقيد وحزب الـ"شين فين" والشعب الإيرلندي تعازي شعبنا العميقة.


وقال: "لقد خسرت فلسطين وايرلندا أحد الوجوه السياسية البارزة في إيرلندا الشمالية، حيث مثّل ماكغينيس المسعى الايرلندي من أجل تحقيق العدالة والسلام الدائم، وإنجاز الحقوق الوطنية للشعب الايرلندي".


وأكد عريقات أن الرفيق مارتن واظب على التعبير عن دعم حزب الـ" شين فين" الدائم للشعب الفلسطيني، وأظهر التزامه الشخصي بإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف. وأضاف:"إن رحيله خسارة فادحة ولا تعوّض لكل من  يناضل من أجل العدالة الاجتماعية والسلام والحرية في مواجهة القمع والاضهاد".

 

ورحل “مانديلا إيرلندا الشمالية” وهو يرى أن السلام الذي قاتل لأجله في شبابه، وحماه سياسياً في السنوات الأخيرة من عمره، يترنح مع تعالي نبرات في بريطانيا وفي أوروبا. عن عمر ناهز (66 عاماً)، خاض خلالها غمار القتال المسلح في قيادة الجيش الجمهوري الإيرلندي، وتصدر في أواخر سنوات عمره المشهد السياسي، صانعاً للسلام بتوقيع اتفاق “الجمعة الجيدة” في العام 1998، الذي أنهى ثلاثة عقود من العنف أسفرت عن مقتل ما يزيد عن 3500 شخص.

ولمع نجم الشاب مارتن ماكغينيس، عندما كان يقود التظاهرات ضد الحكم البريطاني لإيرلندا الشمالية، وفي السبعينيات انضم إلى صفوف الحزب الجمهوري الإيرلندي الذي خاض حملة دموية لإنهاء الحكم البريطاني لإيرلندا الشمالية. و تولى قيادة حزب (شين فين)، الذراع السياسي للجيش الجمهوري الإيرلندي بشكل مؤقت بين 1979 و1982.

وفي الثمانينيات، ظهر إلى جانب زعيم حزب “شين فين” جيري آدامز، كمهندس لاتفاق “الجمعة الجيدة” الذي تُوج بإبرام اتفاق سلام عام 1998، ومنذ ذلك التاريخ بات يُعرف بـ”رجل الحرب والسلام” الإيرلندي.

شغل ماكغينيس السياسي منصب النائب الأول لرئيس الوزراء لعشر سنوات تقريباً، قبل أن يتنحى في يناير/كانون الثاني الماضي. وأدت استقالته إلى انهيار الائتلاف الحكومي بين الجمهوريين والحزب الديمقراطي الوحدوي.

واشادت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي بالدور الذي لعبه ماكغينيس “لاخراج الحركة الجمهورية من العنف”. وقالت “بما فعله، قدم مساهمة اساسية وتاريخ في السير الى السلام في ايرلندا الشمالية”.

وقالت وسائل اعلام بريطانية ان ماكيغينس الذي كان الرجل الثاني في قيادة الجيش الجمهوري الايرلندي عندما حدث “الاحد الدامي” الذي قتل فيه الجيش البريطاني 13 جمهوريا في 30 كانون الثاني/يناير 1972،  قضى متأثرا بمرض في القلب.

 تقاعد  ماكغينيس  سياسيا في كانون الثاني/يناير بعد خلاف مع الحزب الآخر الحاكم في ايرلندا الشمالية الحزب الديموقراطي الوحدوي، وهو ما أدى الى تنظيم انتخابات جديدة. وقد اعلن بعد ذلك انسحابه من الحياة السياسية بسبب معاناته من مشاكل صحية خطيرة.

وقال جيري ادامز الزعيم التاريخي للشين فين ان ماكغينس “كان جمهوريا متحمسا عمل بلا توقف من اجل السلام والمصالحة ومن اجل اعادة توحيد بلده. لكنه يحب قبل كل شىء عائلته واهل ديري (مسقط رأسه) الذين كان يعتز بهم كثيرا”.

كان العدو الاول المفاوض الرئيسي خلال عملية السلام التي أنهت المواجهات بين القوميين — معظمهم كاثوليك — والوحدويين — أغلبيتهم بروتستانت — التي أدت الى سقوط أكثر من ثلاثة آلاف قتيل  بين” (1967-1988) في ايرلندا الشمالية.

وقال الرئيس الايرلندي مايكل هيغينز ان “عالم السياسة وسكان هذه الجزيرة سيأسفون لخسارتهم قدراته القيادية التي برهن عليها خلال مرحلة عملية السلام الصعبة والتزامه الديموقراطية الذي اظهره عبر تطوير المؤسسات في ايرلندا الشمالية”.

وكان ماكغينيس الذي اشتهر بقبعته الشبيهة بتلك التي يعتمرها تشي غيفارا، قاتل الهيمنة البريطانية خلال اقسى سنوات النزاع.

وبعد ان انتقل الى العمل السياسي رفض ان يحضر الى برلمان بريطانيا في ويستمنستر حتى لا يقسم على الولاء للملكة.

لكنه التقى الملكة اليزابيث الثانية بعد ذلك عدة مرات آخرها في حزيران/يونيو 2016. واعترف بعد لقاء مع الملكة “انا جمهوري صريح لكنني اعترف بالمساهمة الكبيرة للملكة من أجل السلام والمصالحة”.

في 2002 صرح في برنامج وثائقي “حربي انتهت. مهمتي كقيادي سياسي هي منع هذه الحرب  وهذا يحزنني”.

ولد ماكغينيس في 02 أيار/مايو 1950 واسمه جيمس مارتن باسيلي ماكغينيس في حي بوغسايد الكاثوليكي الفقير في ديري وعاش فيه. كان والده قوميا لكن ليس جمهوريا اي يؤيد ايرلندا موحدة بدون اللجوء الى العنف.

ترك هذا الابن الثاني لعائلة من سبعة ابناء المدرسة في سن الخامسة عشرة. وقد حفر في ضميره السياسي رفض ميكانيكي توظيفه لانه كاثوليكي. وفي سن السادسة عشرة اصبح يعمل لدى جزار.

في 1968، التحق بالحركة الكاثوليكية للحقوق المدنية ثم بعد سنتين بحزب الشين فين. وخلال هذه السنوات لم يكن يفارق قبعته. حوالى العام 1971 انضم الى الجيش الجمهوري الايرلندي الذي شغل فيه منصب مسؤولية.

 

في 2001 ، اعترف بانه كان الرجل الثاني في قيادة هذه الحركة عند وقوع “الاحد الدامي”، وذلك خلافا لنظام الحركة الذي يفرض السرية على أعضائها.

وفي 1973، سجن للمرة الاولى لستة اشهر بسبب انتمائه الى الجيش الجمهوري الايرلندي، ووصفته الصحف البريطانية بانه “أخطر عدو للتاج”. لكن البروتستانت في ايرلندا الشمالية يلقبونه بـ “راعي الرعاة”.

بعد ذلك بدأ ماكيغينيس يقوم بدور وساطة مع لندن. فمنذ 1972 التقى سرا أعضاء في الحكومة البريطانية وبدأ العمل تدريجيا لمصلحة السلام واعتبر احد آباء تطور الجمهوريين.

وعندما أصبح الرجل الثاني في قيادة الشين فين، عمل في ظل جيري ادامز. ومع المشاورات السرية، حرص على ان يلعب دورا هاما لينتزع وقفا لاطلاق النار من الجيش الجمهوري الايرلندي في 1994 و1997 السنة التي انتخب فيها عضوا في برلمان لندن.

وكان مفاوض اتفاق الجمعة العظيمة. وبين 1999 و2002 اصبح وزيرا للتعليم في حكومة وحدة وطنية مع البروتستانت الوحدويين.

ويعتبر ماكغينيس الرجل الذي أقنع الجيش الجمهوري الايرلندي الاحمر بالتخلي نهائيا عن السلاح عبر تفكيك ترسانته في 2005. وفي أيار/مايو 2007 عين نائبا لرئيس الوزراء الذي كان عدوه السابق البروتستانتي يان بيسلي.

وماكغينيس أب لاربعة اولاد وهو شاعر ولاعب شطرنج وهاو صيد السمك، كان يأمل في ان يبقى “سفيرا للسلام والوحدة والمصالحة”. وكان يقول ان “المصالحة، هي المرحلة الأساسية المقبلة لعملية السلام”.