رام الله – الموقع الرسمي لمنظمة التحرير:
استهجن أمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم الشاعر مراد السوداني إقدام سلطات الإحتلال الإسرائيلي على إعداد فلم بعنوان " راحيل ويعقوب وأرض إسرائيل"، حيث شطبت منه كل ما يتعلق بالتاريخ العربي والفلسطيني.
واعتبر السوداني في بيان له اليوم الاثنين هذه الحكاية والخرافة تزييفاً وتزويراً للحقائق ومحاولة لإستلاب التاريخ وإن ما يحمله هذا الفلم من مشاهد ومعلومات عبارة عن رواية تاريخية مفبركة ومضللة لا علاقة لها بالفن والدراما وبتاريخ فلسطين العريق وهويتنا العربية والإسلامية .
ونشر الفيلم على المواقع الرسمية وغير الرسمية ومواقع التواصل الإجتماعي وموقع وزارة خارجية دولة الاحتلال وموقع مجلس المستوطنات في الضفة الغربية " يشع ".
وأضاف: " إن هذا الفلم الخرافي والهستيري تم إعداده ونشره في إطار الحرب الشاملة التي يشنها الإحتلال الإسرائيلي علينا بعد إحكامه السيطرة على الأرض وقتل وطرد سكانها الأصليين منذ نكبتنا الفلسطينية عام 1948 .
واوضح أن هذا العمل الدرامي المسموم والدعاية السياسية الباهتة يأتي في سياق استهداف الإحتلال المتواصل لقطاع التعليم والمقدسات والمواقع الاثرية والتراثية في فلسطين بشكل عام والقدس والإراضي المحتلة عام 1948 بشكل خاص ويعتير حلقة مركزية في الحرب الممنهجة التي تهدف إلى تزييف وتغييب الوعي الفلسطيني ، وطمس الهوية الفلسطينية عبر التشويه والعبث بالتاريخ والجغرافيا الفلسطينية، وأسرلة وصهينة التعليم والمناهج الدراسية وكل ما يتعلق بماضي وحاضر المكان، وإرساء مفاهيم الإحتلال ومضامينه سواء على الأرض أو الإنسان وعلى حساب الإرث الحضاري والإنساني في فلسطين .
كما أكد السوداني على إن إعداد ونشر هذا الفلم من قبل حكومة الإحتلال، يأتي ضمن السياسات والممارسات التي ترتكب بحق الذاكرة الجمعية للشعب الفلسطيني جريمة حرب ، ويتعارض مع كافة القوانين والمواثيق والإتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق وثقافة وتاريخ الشعب المحتَل ، والتي لا تعطي الحق للإحتلال الإسرائيلي في فرض روايته وتعليمه ومناهجه بغية السيطرة والهيمنة والإلغاء .
ودعا السوداني إلى فضح و مقاطعة الدراما والسينما الإسرائيلية وأن تكون مقاطعة الأعمال الدرامية الإسرائيلية ضمن حملة مقاطعة إسرائيل عالمياً، إذ هي محمولة على التزوير الممنهج.
وطالب كافة المسؤولين والمختصين في المؤسسات المحلية الدولية وأسرة المجتمع الدولي، وعلى رأسها منظمة "اليونسكو" إلى التحرك العاجل والفوري للضغط على حكومة الإحتلال لوقف جرائمه بحق تاريخنا وإرثنا وهويتنا ومحاولاتها المستمرة لمحونا من الذاكرة الجمعية وضرورة سحب هذا الفلم السخيف .
ويعرض الفيلم الذي انتجه قسم الاعلام والاتصالات في وزارة الخارجية الاسرائيلية تاريخ اسرائيل بصورة فكاهية، ويشوه تاريخ الشرق الأوسط ويخفي ماضي العرب في البلاد ويستخف بكثير من الشعوب. ويروي قصة عائلة "راحيل ويعقوب في أرض اسرائيل"، بحيث ينتهك الهدوء في دارهما مرارا وتكرارا ممثلون أجانب يزعمون ملكيتها ويطردونهما منها.
وتعقيبا على ذلك، قال عضو الكنيست العربي أحمد الطيبي: "أن المحاولة السخيفة لسلب الفلسطينيين ارتباطهم بوطنهم جديرة بالافتقار والرحمة، لم نصل الى هنا لا بسفينة ولا بحافلة، نحن ملح البلاد".
ونقل عن مسؤول في الخارجية الاسرائيلية قوله: "كنا نعرف بأن الفيلم تحرشي وسيثير خلافات، هذا فيلم يستهدف عرض الحقيقة التي ينفيها اليوم كثيرون، نحن لسنا من الأمم المتحدة وتروي قصتنا وعلاقتنا بأرض اسرائيل عبر الأجيال"!؟.