رام الله- الموقع الرسمي لمنظمة التحرير:
قالت المحامية نائلة عطية المستشارة القانونية في منظمة التحرير لمتابعة الانتهاكات الاسرائيلية انها تتابع بشكل حثيث حيثيات التحقيق في الجريمة المركبة التي اقترفتها قوات الاحتلال قبل عدة اسابيع باعدام الفتى محمود رافت بدران (15 عاما) من قرية بيت عور التحتا غرب رام الله واصابة كل من كانوا معه داخل السيارة لدى عودتهم من رحلة استجمام في قرية بيت سيرا المجاورة.
وقالت عطية لـ"الموقع الرسمي لمنظمة التحرير" انها استطاعت ان ترفع المنع الذي فرضه سلطات الاحتلال على أهالي الجرحى من العودة الى اعمالهم في الداخل بذريعة الخشية من اعمال انتقامية، حيث استمر هذا المنع لاكثر من شهر لا سيما السائق عهد أكرم عثمان وأخوته والمواطن عصام ابو حسن وهو والد الجريحين داود وأمير.
وفي هذا السياق اكدت المستشارة عطية ان جميع الفتية الذين كانوا برفقة الشهيد بدران لا زالوا يعانون من الصدمة الناجمة عن مواجهة الموت عندما فتح جنود الاحتلال نيران اسلحتهم بشكل جنوني ودون سابق انذار تجاه سيارة تقل مواطنين امنين كانوا عائدين من رحلة استجمام رمضانية في مسبح بقرية بيت سيرا المجاورة، بالاضافة الى جراحهم الجسدية.
ونوهت على وجه الخصوص الى حالة الفتى مجد الذي وضعوه مع صديقه الشهيد محمود في سيارة عسكرية لساعات بعد ان اخرجوا الشهيد من الاسعاف .. وكذلك الفتى الجريح أمير الذي وضعه جنود الاحتلال في كيس الاموات الأسود وهو على قيد الحياة، وبقي ينزف ويئن داخل الكيس البلاستيكي فاضطروا في النهاية الى نقله الى المشفى دون تقديم أية مساعدة طبية له في الطريق ولا حتى محاولة وقف النزيف، الى ان وصل المشفى وهناك فقط أوقف الاطباء النزيف واقتطعوا جزءا من أمعائه .
وفي اطار متابعتها للقضية ومجريات التحقيق فيها، قامت المستشارة عطية برفقة والد الشهيد محمود بدران وطارق النتشة بمعاينة مكان الجريمة التي استشهد فيها محمود وجُرح رفاقه وسائق السيارة واطلعت معهم على سهولة تفنيد الادعاءات الكاذبة للقتلة لتبرير جريمتهم.
واضافت: 6 فتيان من ابنائنا باعمار (13-15) وسائق شاب ، وجدوا انفسهم (فجر الثلاثاء 21/6/2016) عرضة لاطلاق رصاص مجنون واعقبه اطلاق قنابل صوت وغاز من جهة الشارع المحاذي المعد للمستوطنين، وهم داخل السيارة التي تقلهم وتسير على الشارع المعد للفلسطينيين في قرية صغيرة محاطة بالابراج العسكرية والكاميرات ومنطاد مراقبة طوال ساعات النهار وحواجز جيش الاحتلال في كل المنافذ.. بيت عور سجن كبير".
واقترحت المستشارة عطية ان يقام نصب تذكاري في مسرح الجريمة لتكون شاهدا على كيفية قيامهم باغتيال الطفولة بالرصاص والحصار.
ونوهت الى اقدام جنود الاحتلال على اخذ بصمات الشهيد محمود والاخرين، بشكل مثير للاشمئزاز، فيما تبين خلال التشريح، انه اصيب برصاصة اخترقت جمجمته وفتت الدماغ وانتشرت الشظايا الرصاصة في الرأس فاستشهد وهو لا يزال مبللا من اثار السباحة ويمسك بملابسه... أخذوا منشفة وغطوا رأسه ثم خلع مجد بلوزته وغطى رأسه .
وتوقعت عطية التي تتابع التحقيق ان تقدم ضد مطلق النار لائحة اتهام، وهو ما اعتبرته غير كاف، فممارسات الآخرين من المحتلين الذين تواجدوا بالمكان يجب ان لا تمر مرور الكرام خاصة في شكل التعامل مع الاصابات ومنع الاسعاف الفلسطيني والاهالي الذين هرعوا الى مكان الجريمة وغير ذلك من الاعمال التي تعتبر مخالفات كبيرة لحقوق الانسان، علما ان سيارة الاسعاف الاسرائيلية لم تصل الا بعد اكثر من 25 دقيقة –رغم قرب المكان- ولم يقدم طاقمها أية مساعدة للمصابين.
وقالت عطية انه اتضح لها في سياق التحقيق ان لا رصاصة ممن اطلقت على ابنائنا بقيت كاملة، في اشارة الى استخدام الرصاص المتفجر المحرم دوليا، مشيرة الى انها تنتظر تقريرا متخصصا في نوع الذخيرة المستخدمة حيث يتابع والد الشهيد انجاز التقرير مع جهة فلسطينية مختصة.
ونوهت الى وجود شظايا للرصاص لا يزال موجودا تحت جلد الضحايا الجرحى.
وفي هذا السياق، قام عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمد زهدي النشاشيبي بزيارة لضريح الشهيد الطفل محمود رافت بدران، ضحية ارهاب جنود الاحتلال من وحدة "كفير" التي استهدفت قبل عدة اسابيع ستة فتية كانوا في طريق العودة الى بيوتهم في قرية بيت عور التحتا غرب رام الله بعد سهرة رمضانية. كما قدم النشاشيبي واجب العزاء للعائلة الثكلى.