2025-05-02 الساعة: 07:03:39 (بتوقيت القدس الشريف)

شؤون المفاوضات تنظم جولة ميدانية في القدس المحتلة بمناسبة عيد الفصح المجيد

الموقع الاخباري الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية

 

نظمت دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير اليوم جولة ميدانية في القدس المحتلة بمناسبة عيد الفصح المجيد الذي يتزامن الاحتفال به هذا العام مع إحياء الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، وسبعين عاماً على النكبة والتشريد القسري، وخمسين عاماً على الاحتلال الاستعماري لفلسطين.

ورافق وفد الدائرة مجموعة كبيرة من الدبلوماسيين الدوليين والصحافة الدولية، وشخصيات دينية ومن المجتمع المدني للحديث عن العيد في ظل الاحتلال، والتحضير للاحتفالات رغم نظام السيطرة والتحكم الذي تفرضه قوات الاحتلال على أبناء شعبنا في القدس.

وانطلق الوفد من ساحة باب الخليل في البلدة القديمة حيث قدم مستشار السياسات في الدائرة فؤاد الحلاق عرضاً مفصلاً حول سياسات الاحتلال منذ احتلاها للمدينة عام 1967، والتي هدفت بمجملها الى المحافظة على أغلبية يهودية وإلغاء الوجود الفلسطيني، وفصل القدس الشرقية عن باقي فلسطين المحتلة، وإبقاء القدس ضمن التعريف الاسرائيلي "بالقدس الموحدة  بشطريها عاصمة لدولة اسرائيل" مما يضمن عدم تقسيمها في أية مفاوضات مستقلية. وقال: "تجلت هذه السياسات في عدة نواحي اهمها مصادرة الأراضي و بناء المستوطنات غير القانونية والبنية التحتية المرتبطة بها، حيث تم مصادرة حوالي 35% من القدس الشرقية لبناء المستوطنات ولم يتبقى للمقدسيين سوى 13% من المساحة الكلية للمدينة للبناء، فهناك حوالي 20000 منزل في القدس الشرقية مبني دون تراخيص بناء، وبالتاتي شرعت اسرائيل في حملة لهدم المنازل وقد دمرت منذ الاحتلال اكثر من 3500 منزل. بالاضافة الى سحب حق الاقامة وسحب الهويات المقدسية حيث تم سحب اكثر من 14500 هوية مقدسية منذ الاحتلال وبالتالي فقد الآلاف من القدسيين حق الاقامة في مدينتهم".

واوضح الحلاق أن  "اسرائيل عمدت منذ احتلالها للمدينة على فرض وتنفيذ سياسة العزل المكاني حيث تواصل اسرائيل من خططها لضمان السيطرة على البلدة القديمة وربطها بالقدس الغربية وفصلها بالكامل عن القدس الشرقية بواسطة ما يسمى " بالحدائق الوطنية"، حيث تم حتى الآن الاعلان عن "حديقتين توراريتين" هما حديقة "أسوار القدس" حول البلدة القديمة و"حديقة سورين" في الصوانة خارج البلدة القديمة، ومخططات أخرى لبناء "تل الفريك" الاستيطاني و"القطار الخفيف"، كما يوجد 88 وحدة استيطانية غير شرعية في البلدة القديمة اضافة الى الحي اليهودي الذي يعيش فيه 5000 مستوطن".

ومن جهتها أكدت السيدة نورا كارمي، المديرة السابقة لمؤسسة كايروس فلسطين، على الأهمية التاريخية للبلدة القديمة بالنسبة للمسيحيين من أبناء شعبنا، وسياسات الاحتلال التي تهدد الوجود المسيحي.

وشرحت كارمي المخططات التهويدية لسلطات الاحتلال وعملها الدؤوب لتهويد باب الخليل معالمه ومحو طابعه وهويته العربية الفلسطينية، مثل إقامة فعاليات ومهرجانات تهويدية في المدينة في محاولة لتضليل المجتمع الدولي وتزييف الرواية الفلسطينية وفرض الرواية الاسرائيلية.

كما تحدثت كارمي عن تجربتها الشخصية باحتفالات عيد الفصح قبل عام 1967، خاصة عندما كان يختلط الفلسطينيون مع أخوتهم العرب القادمين للاحتفال بالعيد ويسمعون جميع اللهجات العربية بالمكان، وأضافت: "اليوم، أضحت فرحة العيد كابوساً للمسيحيين الذين يواجهون العديد من العراقيل للوصول الى مقدساتهم في عيد الفصح".

ثم توجه الوفد إلى بطريركية اللاتين، حيث قدم رئيس المعهد الإكليركي الأب جمال خضر موقف الكنيسة بخصوص القدس "وهو أن تكون القدس مفتوحة لجميع الديانات المسيحية والاسلامية واليهودية حيث يتم معاملة الجميع بتساوٍ وإعطاء كامل الحرية للجميع بالوصول الى الأماكن المقدسة، يجب أن تكون القدس للجميع".

وسرد خضر ذكرياته الخاصة فيما كانت عليه احتفالات عيد الفصح قبل الاحتلال دون معيقات، وزيارة القدس التي تشكل أهمية عظمى لأبناء شعبنا من الناحية التاريخية والدينية والثقافية، وكيف كانت القدس تعجّ بآلاف الزوار والحجاج من كافة أنحاء فلسطين في عيد الفصح ، وأما اليوم نرى معظم الحجاج من الأجانب. كما عقب خضر على تجربته عقب الاحتلال الذي فرض القيود والسيطرة ونظام التصاريح ومنع الوصول الى الأماكن المقدسة. وقال: "إن نظام فرض التصاريح مرفوض بتاتاً، وهو يخالف الحق في العبادة والوصول الى الأماكن المقدسة الذي كفلته الشرائع والقوانين الدولية، وإن وجود قوات الاحتلال داخل كنيسة القيامة مدججين بالسلاح يدنس قدسية وحرمة المكان".

كما شرح مدير مركز القدس للعلاقات الكنسية يوسف ضاهر كيفية استهدفت سلطات الاحتلال للفلسطينيين المسيحيين ووضع العراقيل أمامهم للوصول الى الأماكن المقدسة في المدينة.

وقال:  "منذ 800 عام يقوم المسيحيون في يوم سبت النور بالتجمهر فوق سطح كنيسة القيامة في انتظار النور المقدس، وقد وضعت اسرائيل منذ عام 2007 ب العوائق والعراقيل لمنعنا من الوصول الى سطح وساحة القيامة، وقد طالبنا بحقنا بالشرعي بالوصول الى أماكننا المقدسة ومنذ عامين فقط تم تسهيل دخول المسيحيين الفلسطينين يوم سبت النور الى البلدة القديمة من باب الجديد ، بينما يتم السماح لمجموع قليلة من الحجاج الأجانب بالدخول من باب الخليل، وبالتالي يُحرم الآلاف منهم من دخول البلدة القديمة يتجمعون لحضور سبت النور في ساحة باب الخليل عبر شاشات".

كما أشار ضاهر إلى أنه لا يتم منح التصاريح الى جميع أفراد العائلة وخاصة لأهلنا في قطاع غزة مما يقتل فرحة العيد وخاصة لدى الأطفال.

ثم توجه الوفد إلى كنيسة مار يعقوب، حيث اجتمع بهم رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطالله حنا، وقال: " إن الحضور المسيحي في القدس وفي سائر أرجاء فلسطين هو حضور أصيل ومتجذر، فحضورنا لم ينقطع منذ أكثر من 2000 عام، فنحن أقدم وأعرق كنيسة مسيحية موجودة بالعالم لذلك توصف كنيسة بالقدس بانها أم الكنائس، وإن االمسيحيين الفلسطينيين جزء ومكون أساسي من مكونات الشعب العربي الفلسطيني الذي يسعى ان يعيش بكرامة وحرية في وطنه. لذلك نرفض أن ينظر إلينا كاقلية لأننا أصيلون في انتمائنا لهذا الشعب والأرض". وأضاف: " عندما أطلقنا المبادرة المسيحية ووثيقة كايروس كان هدفنا هو ان يصل صوت المسيحيين الى العالم، وإن رسالتنا ككنائس في فلسطين والقدس بشكل خاص هو السعي الدائم من أجل التلاقي والحوار والسلام والمحبة بين مكونات شعبنا الفلسطيني كافة".

وأوضح المطران عطالله أن الإجراءات الإسرائيلية لا تستهدف فقط الحجاج بل كل أبناء الشعب الفلسطيني من المسلمين والمسيحيين الذين يحُرمون من زيارة مدينتهم المقدسة. ولكي يتحقق السلام الحقيقي يجب أن تزول كل هذه المظاهر العنصرية والظلم الذي يتعرض له شعبنا، فلا يمكننا التحدث عن سلام في ظل بقاء الاحتلال.   

ومن الجدير بالذكر بأن المطران حنّا اصطحب الوفد في جولة إلى كنيسة القيامة المحاذية لاطلاعهم على الانتهاء من عملية ترميم القبر المقدس فيها.

هذا ويذكر أن دائرة شؤون المفاوضات قد وزعت ملخصاً إعلامياً للدبلوماسيين والصحافة الدولية بعنوان: "عيد الفصح المجيد 2017/  خمسون عاماً على الاستعمار الإسرائيلي".

ملخص إعلامي
عيد الفصح المجيد بين البهجة ومواجهة الاستعمار
يحتفل أبناء شعبنا الفلسطيني بعيد الفصح المجيد في هذا العام الاستثنائي الذي يحتفي به كذلك بإحياء مناسبات سجلت ظلماً تاريخياً وقع عليه منذ 100 عام على وعد بلفور المشؤوم،  وما يقارب الـ 70 عاماً على النكبة وتهجير ثلثلي السكان الأصليين الفلسطينيين قسراً من أرضهم، و50 عاماً على الاحتلال الاستعماري لفلسطين. وهي في حصيلتها مناسبات أليمة للوعي الانساني الجمعي، ولا زالت تشكل إنذاراً للمجتمع الدولي بأن فلسطين هي الاختبار الحقيقي لمنظومة العدالة وحقوق الانسان.
فرضت سلطات الاحتلال الاسرائيلية، خلال تلك العقود، سياسات أحادية ممهنجة، وعززت سيطرتها وروايتها المزيفة بمزيد من الاجراءات غير القانونية، وخاصة في مدينة القدس المحتلة، وسعت بكل الطرق إلى فرض مشروع "القدس الكبرى"، وتضليل العالم بترويج القدس باعتبارها "العاصمة الموحدة لليهود"، وكثّفت من مخططاتها الاستعمارية لمحو الإرث الثقافي والحضاري والديني المسيحي والإسلامي في القدس، بانتهاك منظم لقواعد القانون الدولي، الأمر الذي أثر بشكل عميق على حياة السكان الفلسطينيين الأصليين ونسيجهم الاجتماعي وبمكانة المدينة المقدسة.
يسلط هذا الملخص الاعلامي الضوء على تغيير طابع المدينة المقدسة من قبل سلطة الاحتلال عبر السنين، وعرض الوضع السياسي في المدينة، والطبيعة المتغيرة لاحتفالاتعيد الفصح في القدس، من خلال عرض بعض القصص الشخصية لأبناء شعبنا المسيحيين الأصليين الذين عاشت عائلاتهم وأجدادهم في المدينة وفي محيطها لقرون عدة.